الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

حملة "أزيلوا مكب نفايات الماصيون" تنجح بالحصول على موافقة البلدية

نشر بتاريخ: 27/02/2012 ( آخر تحديث: 27/02/2012 الساعة: 17:14 )
رام الله- معا- نجحت اللجنة المنظمة لحملة "أزيلوا مكبّ نفايات الماصيون- عين منجد" بفضل الجهود الحثيثة والمتابعة النشطة والتعاون الإيجابي بين المجتمع المحلي، والقطاع الخاص، وبلدية رام الله بالحصول على الموافقات المطلوبة لإغلاق مكبّ نفايات مدينة رام الله، الواقع بالقرب من حي الماصيون – عين منجد.

إذ سيتمّ إنشاء محطة ترحيل للنفايات في مدينة رام الله، بهدف ترحيل النفايات مؤقتاً إلى مكبّ زهرة الفنجان الواقع في جنين، إلى أنْ يستكمل مجلس الخدمات المشترك إجراءات الاستملاك لأراضي مكبّ رمون، الواقع شمال-شرق مدينة رام الله، ومن المتوقّع أنْ تستغرق عملية إنشاء محطّة الترحيل من 20 إلى 30 يوماً.

وقد تمّ الإعلان عن هذه الخطوة النوعية خلال الاجتماع الأخير الذي عقدته اللجنة المنظمة للحملة، في الواحد والعشرين من شهر كانون الثاني للعام 2012، وذلك بحضور ومشاركة السيد أحمد أبو لبن، مدير بلدية رام الله، وموظفين من دائرة الصحة والبيئة، وممثّلين من مجلس الخدمات المشترك، والمهندس خالد السبعاوي منسق حملة "أزيلوا مكبّ نفايات الماصيون"، وأعضاء آخرين من الحملة.

وتمّ التصريح في الاجتماع عن رسوّ عطاء إنشاء محطة ترحيل النفايات على شركة Green City، والتي ستقوم بحلّ مشكلة النفايات الموجودة في المكبّ بطريقتين: الأولى من خلال قيامها بترحيل النفايات بشكل مؤقّت إلى منطقة زهرة الفنجان في جنين، والثانية عن طريق فرز بعض أنواع النفايات كالكرتون وبيعها للشركات التي تقوم بتدوير هذا النوع من النفايات.

وأوضح مدير البلدية أنّه في حال انتهاء الشركة من عملية الترحيل سيتمّ اقفال المكب نهائياً، مؤكّداً، أثناء الاجتماع، أنّ الحلّ المقترح حالياً هو حلّ آني، ويصلح للعام 2012 فقط، إذ إنّ عملية الترحيل ستكلّف البلدية سنوياً أكثر من مليون دولار، الأمر الذي يحتّم على البلدية السعي، بالتعاون مع مجلس الخدمات المشترك، لإنجاح مشروع إنشاء المكبّ الإقليمي لمحافظة رام الله والبيرة، وإيجاد حلول أخرى تُعنى بمعالجة النفايات الصلبة كحلّول طويلة الأمد.

وأعرب خالد السبعاوي، منسّق الحملة والذي يشغل منصب مدير عام شركتي الاتحاد للإعمار والاستثمار، ومينا جيوثيرمال الرائدة في مجال الطاقة الخضراء، عن اعتزازه بما تمّ إنجازه على هذا الصعيد. وقال: "إنّ الحصول على الموافقة لإغلاق مكبّ نفايات الماصيون/عين منجد، هو مثال حيّ وحقيقي تتجلّى فيه الديمقراطية بأبهى صورها، ويشير إلى أنّ التغيير الإيجابي يتمّ بتكاتف وتعاضد المواطنين في مسائلة المسؤولين لحثّهم وتحفيزهم على تسريع وتيرة العمل، والتجاوب مع وسائل الاحتجاج بالطرق السلمية.

كذلك، فإنّ هذا النجاح يُمثّل نموذجاً يُحتذى به، على التعاون البنّاء بين المواطنين والبلدية، كمؤسسة وطنية، تحرص على الوصول لحلول عادلة للمشاكل التي تنغّص عيشهم، والتي ستعود بدورها بالنفع العام على المجتمع الفلسطيني بأسره".

ومن الجدير بالذكر، أنّ مكبّ نفايات الماصيون-عين منجد، يشكّل خطراً صحياً كبيراً على جميع سكان المنطقة، والبالغ عددهم 6,000 نسمة، حيث إنّه قد ثبت - وفقاً لدراسات عالمية عديدة - من قبل وكالة المواد السامة، وسِجّل الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية أنّ العيش بالقرب من مكبّات النفايات، والتعرّض المستمرّ لانبعاثات الغاز الناتجة عنها، يُسبّبان أنواعاً عديدة من السرطانات مثل سرطان المثانة والرئة، فضلاً عن أمراض القلب، والسكتات الدماغية، والتهاب الشعب الهوائية، والعقم؛ وإنّ الآثار الضارة لهذا المكب لا تنعكس على صحة القاطنين في المنطقة فحسب، بل تمتدّ آثارها السلبية إلى البيئة بأكملها، إضافة إلى أنّ عملية دفن النفايات باستمرار يؤدّي إلى انتشار السموم والمواد الكيميائية في الأراضي المجاورة، وتسرّبها إلى إمدادات المياه المحلية.

ومن هذا المنطلق، عملت حملة "أزيلوا مكبّ نفايات الماصيون" على رفع كتاب شكوى إلى بلدية رام الله، وقامت بجمع 1,593 توقيعاً لسكان منطقتي الماصيون وعين منجد، والاعتصام أمام مقرّ بلدية رام الله، مطالبةً بالإزالة الفورية للمكبّ، واحترام حقوق الإنسان في العيش في بيئة صحية ونظيفة. وقد حصلت الحملة على دعم ومساندة ست مؤسّسات أهلية حقوقية.

واستجابت بلدية رام الله مشكورة لمتابعة الشكوى، وبحثت - وبتعاون مشترك مع المجتمع المحلي والقطاع الخاص- عن الحلول الفعّالة لحلّ هذه المشكلة الخطيرة التي عانت منها المنطقة لسنوات عديدة.