جمعاً وقصراً .. حتى اشعار اخر!!
نشر بتاريخ: 27/02/2012 ( آخر تحديث: 19/04/2012 الساعة: 14:25 )
كتب ابراهيم ملحم-نجحت المصالحة لم تنجح..شُكلت الحكومة لم تُشكل...رحل الانقسام لم يرحل...اسئلة تتدحرج على السنة العامة وهم يتابعون سجال ما ترتب على اعلان الدوحة من اتفاق سمح للرئيس بممارسة فعل المضظر،جمعا وقصرا لحكومة تحددت مهمتها باجراء الانتخابات وانهاء الانقسام.
انه خيار المضطر، ودرء المفاسد خير من جلب المنافع ،هكذا يرى المدافعون عن الجمع بين الرئاسة ورئاسة الوزراء، بينما يمتطي المنتقدون للخطوة صهوة الدستور حجة،لبطلان الجمع المتفق عليه بين رئيسي الفصيلين الكبيرين ،والذي يبدو ان تطبيقه ارجيء حتى اشعار اخر .
بحكمة ومسؤولية وعقلانية ورؤية استراتيجية جاء توافق الرئيس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس ،على اعلان الدوحة الذي حل عقدة رئيس الوزراء والتي ظلت عقبة كاداء امام جميع محاولات طي صفحة الانقسام ،لتمهيد الطريق للوصول الى صناديق الاقتراع ، لاستعادة وحدة الوطن لمواجهة التحديات الكبرى التي تتدحرج ككرة الثلج على ارض تضيق يوما بعد يوم ،على خيار الدولتين الذي بات بالغ الصعوبة ان لم يكن مستحيلا في ضوء الشواهد المرئية على الارض.
هذه المرة تبدو الكرة في ملعب حماس ،فالمطمطة والتلكؤ في تطبيق ما تم الاتفاق عليه، لايعني سوى شيء واحد،الرغبة في تقسيم الوطن شمالا وجنوبا،وما يعنيه ذلك من حفاظ تيار في حماس على ما يعتقد انها مكاسب حققها فوق الارض وتحتها، وهو يرى في تولي الرئيس منصب رئاسة الوزراء بمثابة عودة لحركة فتح الى ما كانت عليه قبل الانقلاب،وهو الامر الذي يعني ان يفقد هذا التيار النافذ في حماس جزءا كبيرا من امتيازاته ،ومكاسبه التي لايستوي بقاؤها مع انهاء الانقسام، وهو ما يشكل احدى اهم بواعث رفض ذلك التيار لتولي الرئيس منصب رئاسة الوزراء، اما التذرع بالدستور فليس سوى الحق الذي يراد به باطل ، ذلك ان كبريات الديموقراطيات في العالم تتجاوز الدساتير في الازمات الكبرى والمنعطفات الحادة ،بحثا عن مخارج بالتوافق ترى فيها مصلحة الوطن، ويلجأ بعضها الى المحكمة العليا لايجاد تخريجات وتقديم تفسيرات تُسوّغ تجاوز الدستور اذا ما كان ذلك يحقق مصلحة الوطن العليا .
لم يستطع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي ووجه بانتقادات شديدة اللهجة من تيار متشدد في المكتب السياسي للحركة ، اقناع هذا التيار بمبرراته التي يعتقد بانها لمصلحة الحركة والوطن ،وهو ما دفعه للطلب من الرئيس للاجتماع باعضاء التيار المتشدد في حركته لعل وعسى ان يتمكن من اقناعهم باهمية الخطوة ،وتبديد مخاوفهم وطمانتهم على تنفيذها بهدوء ذلك ان الحكومات تتشكل بالتوافق مثلما تجري الانتخابات بالتنافس.
تقول الانباء التي تسربت من اجتماع الرئيس بتيار حماس المنتقد لمشعل بان الرئيس وسعيا منه لتخفيف حدة الهجوم على شريكه بالاتفاق وبعد التشاور معه وعد المجتمعين بارجاء تشكيل الحكومة ،وهو ما يعني صدق النوايا وتوفر قدر عال من التفاهم والثقة بين ابو مازن ومشعل وحرصهما على ان يكون التوافق اساسا لتطبيق بنود الاتفاق تحاشيا لايه هزات او انعطافات مفاجئة على الارض. فهل ارادت حماس الحق فاخطاته،ام ارادت الباطل فاصابته؟.