الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

(شاهد) أبو السكر.. عندما يتحول الغضب إلى سخرية واستفزاز!

نشر بتاريخ: 28/02/2012 ( آخر تحديث: 28/02/2012 الساعة: 22:38 )
بيت لحم- خاص معا- راجح أبو السكر كان يحضر حفلا لتكريم الطالبات المتفوقات بمدرسة ترمسعيا والتي من بينهن ابنته الوحيدة، عندما جاءه الخبر بإقدام قوات الإحتلال على اقتلاع عشرات أشجار الزيتون من أراضي البلدة، فهبّ مع مجموعة من المواطنين صوب الأرض وابنته تناديه هل تتركني وتذهب، فرد عليها قائلا "الاحتفال مش أهم من الزيتون يا ابنتي".

لم يكن يعلم أبو السكر أنه سيصبح "نجما" في "اليوتيوب" بعد ذلك الجِدال الحاد الذي دار بينه وبين جنود الإحتلال الذين منعوه من الوصول إلى الأراضي التي تقوم الجرافات بتدميرها، فالكاميرات سجلت ما دار من حديث ممزوج بالحسرة والاستفزاز من ذلك الضابط الذي لم يشأ أن يرد على صيحات وأقوال أبو السكر، ونشر الجِدال المثير ليلقى اقبالا كبيرا واعجابا من متصفحي الانترنت.

يقول راجح أبو السكر (44 عاما) في حديث لغرفة التحرير بوكالة "معا"، "عندما وصلت إلى المكان وجدت الجرّافات قد اقتلعت حوالي 160 شجرة زيتون مرزوعة منذ 15 عاما في أراض تعود لدار عمي محمد ربيع حنون، فأثار المشهد غضبي فأخذت اصرخ في الجنود الذين وقفوا سدا امامنا لمنعنا من بلوغ ارضنا، واطلب منهم اظهار أمر قضائي يسمح لهم بفعل ذلك، إلا أن الضابط رد بالقول إن لديه أمر ولكنه ليس على الورق، الأمر الذي زاد من غضبي واستفزازي".

ويتابع أبو السكر، قائلا "طلبت من الجنود أن يسمحوا لي بالوصول إلى الأرض أو قتلي، ولكن الضابط بقي ينظر إلي ولا يحرك ساكنا، مما جعلني مستفزا الى درجة حولت فيها شخصية ذلك الضابط الباردة وعدم استجابته لانفعالي الحديث إلى حديث ساخر ممزوج بمرارة الضعف أمام اثنين وثلاثين جنديا كانوا ينتظرون إشارة للانقضاض علينا ونحن عزّل لا نقوى على مواجهة السلاح المُشهَر صوب صدورنا العارية".

وردا على سؤال لـ "معا" إن كان أبو السكر تعمّد التمثيل في موقفه مع الجنود، رد بأن الموقف فرض نفسه وقال: "بلا مؤاخذة اللي خلاني أوصل لهيك انفعال هو بياخة الضابط وسكوته، حاولت استفزه لكنه استفزني لدرجة توقعت أن أضربه".
|166031|
ويعتبر أبو السكر وهو شقيق الأسير المحرر أحمد أبو السكر الذي قضى 28 عاما داخل السجون الإسرائيلية أن من واجبه الدفاع عن أراضي بلدته الواقع شمال رام الله، فهو يمتلك جرارا زراعيا ويشارك المزارعين في استصلاح اراضيهم المهددة بالمصادرة واعمارها، كما أنه خاض جولات من الصراع مع قوات الاحتلال والمستوطنين للدفاع عن أرض يمتلكها بالقرب من مستوطنة "شيلو" وتعرض للتهديد بالقتل وتدمير الغرفة والملحقات التي بناها في ارضه كي يثبت وجوده فيها.

ويؤكد أبو السكر أن سيدافع عن أرضه وأراضي بلدته شبرا شبرا في وجه الزحف الاستيطاني مهما بلغ الثمن فالإنسان يموت مرة واحدة، كما يقول.

يشار إلى أن راجح أبو السكر تزوج وعمره 16 عاما وله 7 أبناء من الذكور وبنت واحدة وله ولد عمره 22 عاما يعاني من الاعاقة، وسبق أن تعرض للاعتقال في سجون الإحتلال بين عامي 91 و92 خلال الانتفاضة الأولى.

يذكر ان التصوير الذي يوثق الجِدال بين أبو السكر وجنود الاحتلال خاص بتلفزيون فلسطين.