الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

النضال الشعبي بطولكرم تنظم ندوة سياسية حول القدس

نشر بتاريخ: 28/02/2012 ( آخر تحديث: 28/02/2012 الساعة: 19:48 )
طولكرم -معا- نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في محافظة طولكرم ندوة سياسية تحت عنوان ( القدس توحدنا .. القدس تنادينا ) في قاعة " النضال " بمدينة طولكرم وتحدث في الندوة عوني أبو غوش ، أمين سر المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني والمطران د. عطا الله حنا ، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ، والدكتور عبد الرحمن عباد ، الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في فلسطين ، وأدار الندوة الإعلامي معين شديد.

وشارك في الندوة ممثل محافظ طولكرم سمير نايفة وعضو المجلس التشريعي د. سهام ثابت وقيادات فصائل العمل الوطني ومدراء المؤسسات الرسمية ورؤساء البلديات وممثلي المؤسسات الوطنية والشعبية والأطر النسوية والطلابية والنقابية ومؤسسات المجتمع المدني والأسرى المحررين وحشد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وحشد من المدعوين .

وفي بداية الندوة رحب محمد علوش ، عضو اللجنة المركزية للجبهة وسكرتيرها بمحافظة طولكرم بالحضور والمشاركين بالندوة ، داعيا إلى تعزيز صمود القدس والمقدسين في وجه الهجمة الاستيطانية التي تتعرض لها القدس ، وتعمل حكومة الاحتلال واذرعها المختلفة على تنفيذ أجندتها التوسعية والالغائية في القدس ، الأمر الذي ينذر بخطر كبير وداهم في القدس ، مطالبا بأهمية تحديد مرجعية محددة للقدس ونصرتها وتقديم كل عناصر الدعم والصمود للقدس التي تنتهك وتقضم وتزل كل يوم، مؤكدا أن القدس توحد الجميع وهي تنادي الجميع للوقوف إلى جانبها والتخفيف من معاناتها اليومية ، داعيا منظمة التحرير والسلطة الوطنية والقوى والفصائل وكافة مكونات شعبنا لإعادة ترتيب الأولويات بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وحماية الحقوق والثوابت وصون عروبة وطهارة القدس التي تتعرض للتدنيس والطمس والسرقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي .

ودعا عوني أبو غوش " مؤتمر القدس الدولي" الذي انعقد في الدوحة برعاية جامعة الدول العربية وبمشاركة لجنة القدس لسرعة التحرك لإنقاذ المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية من التهويد واستمرار عزلها عن محيطها الفلسطيني ، وتوفير الدعم المالي لتعزيز صمود المواطنين في وجه حمى التهويد والاستيطان وهدم المنازل، مؤكدا بأن القدس بحاجة إلى دعم لمواجهة سياسية التهجير للإنسان والمؤسسات منها ، ومواجهة الإغلاق العسكري المفروض عليها والذي يمنع ثلاثة ملايين مواطن مسيحي ومسلم من أبناء الشعب الفلسطيني من الوصول إلى أماكنهم المقدسة وكنائسهم ومساجدهم الواقعة في هذه المدينة.

وأشار أبو غوش أن الإغلاق والجدار أديا إلى عزل حوالي 70,000 مواطن فلسطيني من سكان القدس عن مدينتهم لأن المناطق السكنية التي يقيمون فيها باتت تقع خارج الجدار عدا عن الآثار الاجتماعية والاقتصادية وتفكيك الترابط الاجتماعي وتقويض نسيج الحياة الاجتماعية للمواطنين الفلسطينيين الذي يقطنون على جانبي الجدار، وأعرب أبو غوش عن خطوة ما تقوم به حكومة الاحتلال حيث تشير التقديرات بأن حكومة الاحتلال هدمت ما يزيد عن 3,300 منزل من منازل المواطنين المقدسيين منذ عام 1967، من بينها العديد من المواقع التاريخية والدينية كما هدمت 499 منزلًا من منازل المواطنين الفلسطينيين في القدس الشرقية خلال الستة أعوام الماضية ، منوها لخطورة المخططات الاستيطانية التي تنفذها حكومة إسرائيل في القدس وذلك لتعزيز عزل القدس ومنع تطورها ، كما هو الحال بقرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديد تحويل مطار قلنديا ، إلى منطقة صناعية ، بما يشكل تحد جديد للمجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية ، وانتهاك فاضح لحقوق الشعب الفلسطيني ، وتنفيذا لمخططات الاحتلال لإحكام السيطرة على مدينة القدس من كافة الجوانب .

وأضاف أبو غوش في مداخلته:" أننا سنفقد القدس وستدمر المقدسات إذا لم يتحرك العالم العربي والإسلامي ويضغط باتجاه وقف حكومة الاحتلال لكافة الإجراءات المتواصلة ضد المدينة"، مشيراً أن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى تأتي بقرار سياسي إسرائيلي واضح من أعلى المستويات .

من جانبه استعرض المطران عطا الله حنا الانتهاكات والممارسات التي تتعرض لها مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها والتي كان آخرها الكتابات والشعارات العنصرية على إحدى كنائس المدينة المقدسة وما قام بها الاحتلال من اعتداء على حرمة مقبرة مأمن الله وما تقوم به سلطات الاحتلال وعصابات المستوطنين من استباحة لساحات المسجد الأقصى .

وأعرب المطران عطا الله عن أمله بان تصحو الأمة العربية لخطوة ما تتعرض له القدس وان يستيقظ الضمير العربي وان تلفظ هذه الأمة عنها عار الهزيمة وان تجدد ثقتها بنفسها وبتاريخها وبمستقبلها وتجدد ارتباطها الأصيل مع القدس، داعيا للكف عن لغة الخطابات والشعارات وبيانات الشجب والاستنكار والانتقال من مرحلة الحديث عن القدس إلى مرحلة الدفاع عن القدس .

ودعا عطا الله إلى حماية عروبة القدس من خلال المواقف والبرامج واستراتيجيات العمل الوطنية والقومية وتعزيز صمود المقدسيين في القدس ، داعيا إلى أن يكون ذلك بالمرتبة الأولى في مقاومة الاحتلال ومشاريعه وسياساته العنصرية والعدوانية إزاء المدينة المقدسة .

بدوره دعا الدكتور عبد الرحمن عباد العرب والمسلمين في العالم للتواصل مع القدس ومقدساتها وحمايتها من سرطان التهويد والأسرلة وما تقوم به إسرائيل من طمس للمعالم العربية والحضارية للقدس ، حيث تمضي بسياسة التطهير العرقي وتهجير المقدسيين من القدس .

وحذر عباد من خطوة المشروع الذي ستقوم دولة الاحتلال بتنفيذه حيث تعكف على تحويل ساحات المسجد الأقصى إلى ساحات عامة ، معتبرا الوضع خطير للغاية ويجب مواجهته والتصدي لسياسات الاحتلال من خلال إستراتيجية وطنية موحدة وإستراتيجية عمل عربية إسلامية ومسيحية لحماية عروبة ومكانة القدس باعتبارها العنوان الذي يجمع ولا يفرق وهذا يتطلب أدوات وتكامل في التخطيط والتنفيذ والمتابعة وعلى كافة المستويات لوقف استنزاف المدينة المقدسة وعزلها عن محيطها وحرمان أبناء شعبنا من الوصول إليها .

هذا وقدمت خلال الندوة مداخلات لعدد من المشاركين وقام المتحدثون في الندوة بالرد على الأسئلة والاستفسارات وتوضيح بعض القضايا والمواقف .