الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: الإجتياحات الإسرائيلية تستهدف تقويض ما تبقى من السلطة

نشر بتاريخ: 29/02/2012 ( آخر تحديث: 29/02/2012 الساعة: 17:51 )
رام الله- معا- اعتبر رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض أن الاجتياحات الإسرائيلية لمناطق السلطة الوطنية وعمليات القتل والاعتقال المستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، إنما تستهدف تقويض ما تبقى من مكانة السلطة الوطنية.

وقال فياض إن "هذه الانتهاكات الخطيرة تستهدف تقويض ما تبقى من مكانة السلطة الوطنية، وهي ممارسات مدانة بأشد العبارات ومرفوضة جملةً وتفصيلاً، وإن السلطة الوطنية ملتزمة بالوقوف إلى جانب مؤسساتنا الإعلامية التي تتعرض للمداهمة والتخريب والمصادرة من أجل تمكينها من العودة إلى البث بصورة فورية".

جاءت تصريحات رئيس الوزراء، صباح اليوم، أثناء تفقده لتلفزيون وطن وتلفزيون القدس التربوي، حيث اطلع على حجم التخريب الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي، والذي استهدف بصورة أساسية وقف بث هذه المؤسسات الإعلامية الفلسطينية.

وأدان فياض بشدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لتلفزيوني وطن والقدس التربوي التابع لجامعة القدس، فجر اليوم، ومصادرة جميع أجهزة البث والحاسوب والملفات والأوراق الرسمية.

وقال فياض إن "هذه القرصنة والاجتياحات للمؤسسات الإعلامية الفلسطينية، تعيد إلى الأذهان ممارسات قوات الاحتلال في بداية الانتفاضة الثانية، حيث قامت بمداهمة وتخريب العديد من المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، بما في ذلك تلفزيون فلسطين، وإذاعة صوت فلسطين، وتلفزيون وطن نفسه.

وشدد رئيس الوزراء على ضرورة أن يكون الرد الفلسطيني فوري بالعمل وبأقصى طاقة من أجل إعادة البث بصورة فورية واليوم قبل غداً، وقال "ردنا بالعمل الفوري لضمان إعادة البث لتلفزيون وطن وتلفزيون القدس التربوي"، وأعلن استعداد الحكومة القيام بكل ما هو مطلوب لضمان تحقيق ذلك.

وحمل رئيس الوزراء اللجنة الرباعية المسؤولية عن تمادي إسرائيل بانتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني ومؤسساته، وقال "هذه الانتهاكات مخالفة واضحة وصريحة لقواعد القانون الدولي، ولكل الالتزامات المترتبة على الجانب الإسرائيلي بموجب الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين، وأضاف "هذه الانتهاكات الخطيرة من قبل قوات الاحتلال تظهر مدى فشل وقصور اللجنة الرباعية التي نشأت أساساً لمتابعة تنفيذ الالتزامات بموجب خارطة الطريق والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين"، وأضاف "إن ذلك كله يظهر فشل صارخ وعجز واضح للجنة الرباعية عن القيام بمسؤولياتها".

ومن الجدير ذكره أن رئيس الوزراء كلف مساعديه لمتابعة احتياجات تلفزيون وطن والقدس التربوي من أجل مساعدتهم في إعادة البث وبأقصى سرعة.

من ناحيته، اعتبر نقيب الصحافيين د. عبد الناصر النجار، أن ما حدث اعتداء على المؤسسات الإعلامية، واستمراراً لمسلسل الاعتداءات المتواصلة بحقها والصحافيين، بهدف منع وصائل الإعلام والصحافيين من الاضطلاع بمسؤولياتهم في نقل حقيقة ما يدور في الأراضي الفلسطينية إلى الجمهور الفلسطيني والعربي والدولي.

وأشار د. النجار إلى تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصحافيين خلال الأشهر القليلة الماضية، مؤكدا أنه رغم فداحة ما تعرض له وطن والقدس التربوي سيعودا إلى البث سريعاً.

وشدد د. النجار على أن الاعتداءات الإسرائيلية لن تقتل الصوت الفلسطيني، لكن ما حدث لم يستهدف الإعلام الفلسطيني فقط، ويشكل ضربة للسلطة الفلسطينية، وإفراغها من محتواها، وبالتالي على اللجنة الرباعية، والمنظمات الدولية أن تتحرك لوقف هذه الاعتداءات.

وأكد د. النجار أن النقابة ستجري اتصالات مع اتحاد الصحافيين العرب، ونظيره الدولي، الذي كان أكد في وقت سابق تأييده لمقترح للنقابة بالتوجه إلى القضاء الدولي لفضح الممارسات الإسرائيلية بحق الصحافيين.

وأشار إلى أن اقتحام مقر تلفزيون القدس التربوي لم يستهدف التلفزيون فقط، بل مؤسسة أكاديمية، وجامعة من أهم جامعات فلسطين، وأكدو أن اقتحام الحرم الجامعي لا يقل عن اقتحام تلفزيون القدس التربوي ومصادرة معداته، مشدداً على ضرورة ودة البث بشكل فوري.

واعتبر نقيب الصحفيين أن ما حدث يؤكد أن الطرف الإسرائيلي لا يحترم اتفاق أوسلو، وأنه يحاول تقويض ما تبقى من السلطة، وبين أن سلطات الاحتلال تحاول خنق الرأي الحر الفلسطيني.

وأضاف د. النجار: دفعنا ثمنا باهظا، فهناك آلاف الصحافيين تم استهدافهم خلال العقود الماضية، ورغم ذلك لم يسكتوا الصوت الإعلامي، وقد آن الأوان لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية.

وقال مراسل تلفزيون وطن والذي كان متواجداً لحظة الاقتحام، إن قوات كبيرة من قوات الاحتلال اقتحمت المقر، ودهموه وفتشوا محتوياته على مدار نحو ساعتين، قبل أن يقوموا بمغادرته بعد مصادرة جهازي بث، وأجهزة الحاسوب الموجودة وملفات مالية ووثاثق رسمية.

وأكد السلايمة أن قوات الاحتلال احتجزت أربعة من العاملين في التلفزيون، ومنعتهم من مغادرته أو إجراء أي اتصال، دون أن إبداء أسباب الاقتحام.

من جانبه، أكد مدير تلفزيون القدس التربوي هارون أبو عرة، أن عدداً كبيراً من جنود الاحتلال والمخابرات الإسرائيلية داهمت التلفزيون زهاء الساعة الثالثة والنصف فجراً، في ظل وجود خبراء اتصال.

وأضاف: من الواضح أنهم قدموا وهم يعرفون تماماً ما يريدون، ولذا فقد ظلوا هنا نحو الساعة، وغادروا ومعهم جهاز البث الرئيسي.

واعتبر أبو عرة أن الاعتداء هو استهتار بالإعلام الفلسطيني، وكشف أن رئيس الوزراء د. سلام فياض تعهد بتوفير الدعم اللازم لتمكين التلفزيون من العمل بأسرع وقت ممكن.

وأكد أن هذا الاعتداء ليس الأول على تلفزيون القدس التربوي، بعد أن اقتحم في العام 2002، وتمركز فيه جنود الاحتلال على مدار 21 يوماً، وحينها قاموا بتدميره بشكل كامل.

واعتصم عدد من الصحفيين أمام مقري التلفزيونين برام الله، بمشاركة رئيس الوزراء، رفضاً لسياسة الاقتحامات التي تتبعها قوات الاحتلال، وللتضامن معهما، وللوقوف على ما تعرضا له.