الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

يوسف الحاج سعيد " أبو ماهر " فقيد الحركة الرياضية

نشر بتاريخ: 01/03/2012 ( آخر تحديث: 01/03/2012 الساعة: 15:01 )
بقلم :* تيسير نصر الله

برحيل يوسف الحاج سعيد " أبو ماهر " يكون مركز شباب بلاطة قد فقد أحد أبرز رموزه، ومؤسسيه، الذين واكبوا مسيرته الرياضية منذ مطلع الخمسينات من القرن الماضي، أي مع بداية تأسيس المركز عام 1954، وظل حاضراً في مختلف المراحل التي مر بها المركز، مرافقاً لفرقه الرياضية في حلها وترحالها، في انتصاراتها وإخفاقاتها، عاش لحظات الفرح، ولحظات الحزن، وعمل في العديد من هيئاته الإدارية، ومراقباً للمركز، وأمضى من وقته سنوات طويلة في خدمة أبناء المركز، وبرز دوره أثناء فترة إغلاق المركز على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من عشر سنوات، فكان الحارس الأمين على ممتلكات المركز وأرشيفه العريق.

كان أبو ماهر خفيفاً كالريشة على قلوب كل من عرفه، أو تعامل معه، كان رحمه الله، كتلة من الأخلاق الحميدة تمشي على الأرض، ولا أذكر يوماً انه أغضب أحداً، أو أساء لأحد، رغم أنه كان يقول رأيه بكل صراحة، ولا يخجل من أحد، وكان رأيه سديداً يتسم بالحكمة والخبرة والحرص على مسيرة المركز، كان قليل الكلام، ولكنه كان يعرف متى تكون الكلمة واجبة، فلا يتأخر عن قول كلمة الحق في أي قضية خلافية، لذا كان الكل ينتظر موقفه ليستند عليه في اتخاذ القرار الذي يجنّب المركز الانزلاق في دروب وعرة لا تحمد عقباها.

وفي كل محطات العمل الوطني أو الرياضي كان أبو ماهر حاضراً، لا يعتذر عن تأدية أية مهام توكل إليه، يؤدي واجبه بإخلاص منقطع النظير، فكان بمثابة الاحتياط الإستراتيجي الذي لا ينفذ لمركز شباب بلاطة، وخاصة في السنوات الأخيرة ، وعندما كانت تضيق الأرض بما رحبت أمام الهيئات الإدارية المتعاقبة كان الملاذ والمنقذ لها، تلجأ إليه لتستفيد من خبرته الطويلة وتجربته العريقة، باختصار شديد، كان أبو ماهر جديراً بتحمّل المسؤولية التي كانت تأتي إليه طائعة دون أن يطلبها.

لم يكن أبو ماهر ، رحمه الله، رجلاً عابراً في حياة مركز شباب بلاطة، أو في مسيرة الحركة الرياضية في محافظة نابلس، بل كان أحد أعمدتها، ولعلّ عمله في وكالة الغوث الدولية قد صقل تجربته الإدارية ، وجعله إدارياً ناجحاً بامتياز، يؤمن بالترتيب والدقة في العمل، يحترم المواعيد والوقت، والأناقة، فترك خلفه تاريخاً حافلاً، وإرثاً كبيراً للأجيال القادمة، وستبقى ذكراه خالدة في عقول وقلوب كل من عرفه.


وداعاً أيها الرجل الطيب، أيها العزيز، الودود، المؤمن، يا صاحب الهمّة العالية، والإرادة التي لا تقهر... وداعاً يا أبو ماهر وقد تركت فينا سيرتك العطرة، ونقاء روحك، وصفاء قلبك، وإحساسك المرهف، وعشقك الأزلي لمركز شباب بلاطة... وداعاً من أبنائك، وأصدقائك، ومحبيك، وعهداً علينا أن نواصل طريق المجد الذي سرت فيه، وان نحافظ على هذا الإرث الذي تركته لنا، وعهداً أن تبقى الراية خفاقة، والهامات عالية لا تنحني إلاّ لله سبحانه وتعالى.

* رئيس مركز شباب بلاطة