سيناريو سينمائي ام ضرورة ملحة ؟؟ صفقة تبادل اسرى يخرج فيها مروان البرغوثي ويترأس حكومة وحدة وطنية

بيت لحم - تقرير معا - تساءلت القناة التلفزيونية الاسرائيلية الثانية عن الجهة المسؤولة عن اعتقال النائب القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي ؟ فهل هي مصلحة السجون المسؤولة عن باقي الاسرى ؟ ام انها المخابرات العامة الشاباك ؟ ام انها مكتب رئاسة الوزراء ؟ ام جهاز الموساد ؟ .

وقال الصحافي الاسرائيلي يورام بن نور انه وطوال اسبوع يحاول اجراء لقاء متلفز مع مروان البرغوثي في زنزانته داخل السجن الا ان القناة الثانية لم تعرف من هي الجهة المخولة بالسماح او بالمنع وان كل جهة تطلب منه الذهاب الى الجهة الاخرى ، وبعد جهود مضنية حاول الاسرائيليون الادعاء بان مروان البرغوثي نفسه لا يريد ان يقابل التلفزيون .

ويرد المحامي الياس صباغ على هذه الادعاءات ويقول ان مروان لم يرفض وان الادعاء الاسرائيلي الرسمي ملفقا لان الحكومة الاسرائيلية لا تريد ان تسمح له بالحديث .

وحين توجه الصحافي يورام بن نور لزوجة الاسير مروان ( المحامية فدوى البرغوثي ) بالسؤال عن الجهة الاسرائيلية المسؤولة عن اعتقاله ضحكت ساخرة وقالت ان كل العالم مسؤول عن اعتقاله لانه اعتقال سياسي اصلا .

ولم تتردد القناة الثانية في الكشف ان المسؤولين الاسرائيليين كانوا يفكرون في اغتيال مروان لكنهم ترددوا في ذلك كثيرا كما ادعت ان مروان أرهق تفكير الزعيم الراحل ياسر عرفات لانه قاد التنظيم بشكل اقوى مما كان يريد عرفات .

التلفزيون الاسرائيلي يسارع الى تكذيب الادعاءات بان مروان البرغوثي صاحب شعبية واسعة في الضفة الغربية فقط ويقول ان لمروان شعبية في قطاع غزة وفي اوساط حماس اقوى او يساوي شعبيته في الضفة الغربية وفي اوساط فتح لانه مناضل صلب ولم يتنزل وقاد الانتفاضة باعتباره مهندسها .

كما لم يغفل التقرير ان مروان هو الذي قاد اولا الحركة الشعبية ضد الفساد الاداري في السلطة وانه كان يجهز التظاهرات ضد المسؤولين الفلسطينيين الذين يقضون وقتهم في تناول الطعام في مطاعم تل ابيب .

وعن مصدر غير رسمي في السلطة قال لوكالة "معا" ان هناك سيناريو مقترح يكون من خلاله قبول وجهة نظر حماس والقائلة ( اتمام صفقة تبادل الاسرى اولا وخروج مروان البرغوثي من السجن وتكليفه بتشكيل الحكومة القادمة ) وان حركة فتح لن تستطيع ان ترفض هذا الاقتراح .

كما ان قاعدة فتح كانت قد طالبت ان يكون مروان هو رئيس كتلتها الانتخابية من داخل سجنه، بل ان البعض راح يطالب ان يجري ترشيحه للرئاسة بدل الرئيس ابو مازن لكن اللجنة المركزية والمؤسسات القيادية في فتح رفضت ذلك .

من جهة ثانية كان وزير البيئة الاسرائيلي جدعون عزرا، قد دعا علناً الاسبو ع الماضي الى الافراج عن الاسير مروان البرغزثي، القيادي في حركة فتح، على ان يكون ذلك في اطار اتفاق يسمح بعودة الجندي الاسير غلعاد شاليط، وتعزيز الهدنة ودعم حركة "فتح" ومكانة الرئيس محمود عباس .

عزرا قال "إنه يتحتم على اسرائيل العمل على انتشال فتح اذا ما أرادت تدعيم مكانة ابو مازن"، واضاف "انه اذا تبين لاسرائيل ان البرغوثي قادر على تحقيق التفاهمات التي يرغب ابو مازن في تحقيقها لكنه عاجز عن ذلك بمفرده فإنني لن أعارض الافراج عن أسرى حتى ممن تلطخت أياديهم بالدم، وبينهم البرغوثي، لكن لقاء تعهد واضح من السلطة بوقف تهريب السلاح في معبر فيلادلفي واقتلاع الارهاب من جذوره".

وأكد التلفزيون الاسرائيلي ان اتصالات جرت في الآونة الاخيرة بين اصدقاء البرغوثي وشخصيات اسرائيلية قادت الى ايصال رسائل لاعضاء الحكومة الاسرائيلية بشكل فردي لحضهم على عدم الاعتراض على اطلاق سراحه في اي تصويت مقبل حول هذه القضية. وقال احد المشاركين في هذه الاتصالات ان لديه ضمانات ان اكثر من نصف اعضاء الحكومة لم يعد لديهم اعتراض على اطلاق سراح البرغوثي، مشيرا الى اهمية ذلك في كسر الفيتو الاسرائيلي المفروض على كل من تصفه اسرائيل بـ "على يديه دماء يهود".

حماس من جانبها تعتبر مروان صديقها، ولم تنس له وقوفه الدائم الى جانب قيادتها حين كانت اجهزة الامن في السلطة تعتقلهم، وانه كان طوال فترة ما قبل سجنه يدعو الى اشراك حماس في السلطة وهو صاحب شعار - شركاء في الدم شركاء في القرار - كما انه اول من قاد التظاهرات في الشوارع ضد فساد السلطة واجهزتها الامنية.