الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مساعد بيكر:حل الصراع العربي- الاسرائيلي سياسياً وليس عسكرياً

نشر بتاريخ: 09/12/2006 ( آخر تحديث: 09/12/2006 الساعة: 08:30 )
بيت لحم -معا- أكد ادوارد جرجيان أحد كبار مستشاري لجنة بيكر- هاملتون الامريكية لدارسة العراق في تعليقه على تقرير اللجنة الذي تناول الاحداث في الشرق الاوسط أن الصراعين الاخيرين اللذين اندلعا بين اسرائيل والفلسطينيين، وبين اسرائيل وحزب الله في لبنان اظهرا أنه لايوجد حلا عسكريا للصراع العربي - الاسرائيلي وأنه لابد ان يكون حلا سياسيا.

وقال جرجيان ـ وهو سفير أمريكي سابق الى سوريا واسرائيل ويرأس حاليا معهد جيمس بيكر الثالث للسياسة العامة، أحد المؤسسات البحثية الراعية لمجموعة دراسة أحوال العراق "إن اسرائيل بكل قوتها العسكرية الاقليمية المتفوقة لا تستطيع أن تملي شروط السلام الخاصة بها على جيرانها، كما أن حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي بكل عنفهم لم يستطعيوا تدمير اسرائيل.. ولهذا يجب أن يكون هناك حوار سياسي".

وأضاف في مقابلة مع صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية عبر الهاتف ونشرتها على موقعها الالكتروني الجمعة أن ما يحتاجه الامر هو "مبادرة دبلوماسية جديدة تتضمن التحدث مع دول مثل سوريا لإختبار ارادتها السياسية.

وأشار الى أنه ليس هناك أي حوار استراتيجي ممكن عقده مع سوريا ما لم تكن مطالبها ومن بينها مايخص مرتفعات الجولان جزءا من الصورة، موضحا أن التقرير نفسه يدعو اسرائيل "لإعادة مرتفعات الجولان" في اطار "اتفاق سلام مضمون وكامل".

وقال جرجيان "نحن ندرك أن التعامل مع سوريا وايران أمر مثير للجدل.. ونقترح التعامل معهما بأسلوب الترغيب والترهيب".

وأوضح أن سوريا أعربت عن استعدادها للارتباط مع اسرائيل وأنه يجب اختبار ذلك.. واذا تمكنا من احراز تقدم مع سوريا فإن ذلك سيفتح الباب أمام اتخاذ دمشق لإجراءات بناءة مع حزب الله وحماس ولبنان والجهاد الاسلامي" وربما لدق اسفين بين دمشق وطهران.

وأكد أن هدف التقرير هو "اختبار نوايا جيران اسرائيل" حيث أنه ليس هناك ما ستخسره الولايات المتحدة عند التحاور مع سوريا واختبار نواياها، مشيرا الى أن التوصل لنتائج إيجابية قد يؤدي الى حوار بناء يساعد اسرائيل بشأن جبهتها الشمالية حيث توجد حماس والجهاد الاسلامي.

من جانب آخر، أكد جرجيان أن التقرير الذي أعدته لجنة بيكر-هاملتون لا يمثل محاولة لإجبار اسرائيل على تقديم تنازلات من أجل حل أزمة العراق، مشيرا الى أنه "لم تكن مفاجأة له " أن البعض في اسرائيل نظروا الى التقرير من هذا المنحى.

وأوضح أن هدف التقرير هو اختبار نوايا جيران اسرائيل ولا يهدف للضغط على اسرائيل "وأنه ليس هناك فرد في مجموعة (دراسة مستقبل العراق) يروج لممارسة أي ضغوط على اسرائيل بل أنهم يطالبون بتنبي نهج دبلوماسي استراتيجي لتغيير ديناميكية" العمل في المنطقة.

وأضاف أن التقرير يعد بمثابة دعوة لتبني "دبلوماسية نشطة " لتحقيق "نتائج ناجحة" في العراق والمضي قدما في جهود تحقيق عملية السلام الشامل بالشرق الاوسط التي بدأت في مؤتمر مدريد الدولي عام 1991 عندما كان بيكر وزيرا للخارجية فى ادارة بوش الأب.

واعتبر أن اعلان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس الخميس بأنه سيسافر الى المنطقة يبدو كإشارة على أول تصديق لدعوة التقرير لتبني حملة دبلوماسية جديدة بالشرق الاوسط.

أما بالنسبة للتحاور مع ايران، أوضح جرجيان أنه لا يجب تفسير الدعوة التي وجهها التقرير الى الولايات المتحدة للتعاون مع ايران على أنها اقتراح بتنبي واشنطن لسياسة تسامح جديدة ازاء برنامج ايران النووي.

وأكد أن التقرير شدد على ضرورة أن تواصل الدول الخمسة دائمة العضوية بمجلس الامن الدولي وألمانيا على متابعة ملف البرامج النووية الايرانية، مشيرا الى أنهم لا يرغبون في أن ينظر إلى أنه تم التغاضي عن القضية الشائكة الخاصة بنوايا ايران النووية في مقابل تلبية مطالبهم بقيام ايران بالمساعدة في ارساء الاستقرار في
العراق.

وقال إنه "يجب مطالبة ايران بالاضطلاع بمسئولياتها واذا رفضت فإنها ستظهر اسلوبها الرافض، الامر الذي سيؤدي الى عزلها عن المجتمع الدولي وتقليل فرص ما تطمح اليه من دخولها في حوار أوسع مع الولايات المتحدة".