شلَّح: لا خلاف على تسمية رئيس الحكومة إذا توافقت فتح وحماس
نشر بتاريخ: 04/03/2012 ( آخر تحديث: 05/03/2012 الساعة: 10:48 )
بيت لحم -معا- أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان عبد الله شلَّح أن قرار مشاركتهم في منظمة التحرير منوطٌ بما ستُسفر عنه جلسات الإطار القيادي المؤقت لـ م.ت.ف، والتي تشهدُ حوارات ونقاشاً في إعادة بنائها من جديد.
وقال الدكتور شلَّح في تصريحاتٍ له نقلتها "معا":" اللقاءات التي عقدت للإطار القيادي ناقشت الغموض والالتباسات في التصورات والمواقف للمنظمة وركزت على تحديد الهدف من عملية إعادة بنائها"، متسائلاً في السياق "أي منظمة تحرير نحن نريد؟، هل المنظمة تعبر عن حركة تحرر وطني، أم سلطة، أم دولة، أم ماذا؟".
وأضاف:" دون الإجابة الواضحة والصريحة عن هذا السؤال ستكون لدينا مشكلةٌ كبيرة"، متابعاً قوله:" نحن فصيل رئيسي في الساحة الفلسطينية، ويجب أن نكون جزءاً من هذا الحوار ونشارك في طرح الأسئلة ونسهم في البحث عن الإجابات".
وكشف الدكتور شلَّح النقاب عن الأسباب التي تكمن وراء استمرار حالة الانقسام بين حركتي فتح وحماس، مبيَّناً أنها تعود إلى اختلاف البرامج، والمصالح، والحسابات بين الطرفين.
ولفت إلى أن حركة الجهاد وغيرها من القوى والأطراف سعت للتقريب بين وجهات النظر بين طرفي الانقسام، لكنه أوضح بأن المسألة معقدة؛ حيث تنتقل الأمور أحياناً من خلافٍ بين تنظيمين إلى خلاف داخل التنظيم الواحد حول بعض القضايا.
ورأى الدكتور شلَّح أن تبادل الاتهامات بين حركتي فتح وحماس بخصوص تأجيل تشكيل الحكومة لن يحل المشكلة، مشيراً إلى أن "كل طرف لديه من الحجج ما يدافع بها عن موقفه، فيما شعبنا هو الخاسر بتعطيل المصالح وعدم الالتفات إلى التحديات التي يفرضها الاحتلال خصوصا في مدينة القدس".
ولم يُبدِ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أي معارضةٍ لتولي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس منصب رئيس الوزراء في حكومة التوافق المرتقبة، موضحاً بالقول:" إذا توافق طرفا النزاع (يقصد: حماس وفتح)، فنحن لا مانع لدينا من أي خطوة تتعلق بالحكومة طالما لا تخل بأي من الثوابت".
وحول عدد معتقلي حركته السياسيين في سجون السلطة بالضفة، نوَّه الدكتور شلَّح إلى أنهم يزيدون وينقصون بحسب الطلب والتحريض "الإسرائيلي".
وأشار إلى "أن من المفارقات العجيبة في أداء السلطة أن المفاوضات مع "إسرائيل" متوقفة، لكن التنسيق الأمني لا يتوقف على مدار الوقت".
وفي قراءته لمواقف أمريكا واللجنة الرباعية، نبّه الدكتور شلَّح إلى أنهم "ليسوا وسطاء حتى يكونوا نزيهين أو غير نزيهين"، مشبهاً إياهم بأنهم غطاء ومظلة الحماية الدولية لإدامة احتلال فلسطين وانتهاك حقوق شعبها وإذلاله.
وفي موضوعٍ مختلف، ذكر أن طلبهم الفصل بين انتخابات المجلس التشريعي وانتخابات المجلس الوطني، هو رأيٌ تشترك فيه فصائل وقوى أخرى فصائل مع الجهاد بما فيها حركتا فتح وحماس.
وأعرب الدكتور شلَّح عن اعتقاده بأن هناك ضرورة وطنية لذلك، تتمثل في أهمية فك الارتباط بين المنظمة والسلطة، كون الأخيرة – كما شدد - مشروعٌ طارئ وفاشل ومستقبلها غير معلوم، أما المنظمة فيجب المحافظة عليها لتكون هي الإطار الجامع والحامل للقضية في كل المراحل والظروف.
واعتبر أن "الدمج بين المنظمة والسلطة في ظل سريان ما وصفها بـلعبة التسوية، يعني تفريغ المنظمة في السلطة وليس العكس، أي أن السلطة تبتلع المنظمة وهذا ليس في مصلحة القضية"، كما يقول.
واستبعد الدكتور شلَّح أن يقدم الاحتلال على تنفيذ تهديداته ويشن حرباً جديدة في غزة، رغم إشارته إلى التهدئة في القطاع هشة. وربط ذلك بالأوضاع الإقليمية والتي شدد على أنها ضاغطةً على أعصاب العدو.
وتوعد الأمين العام للجهاد الإسلامي، الاحتلال بمفاجآت في أداء المقاومة وفعلها على الأرض إذا فكر بشن عدوانٍ جديد.
وأبدى الدكتور شلَّح استغرابه من انتقاد البعض للعلاقة مع إيران وخاصةً من قبل "مَنْ يديرون ظهرهم لقضية فلسطين وشعبها"، متسائلاً باستنكار "هذا أمرٌ عجيب وغريب، فأنا افهم أن ينتقد إيراني حكومته مثلاً لماذا تدعمون الفلسطينيين؟، أما أن ينتقد عربي الفلسطينيين لماذا تقبلون دعم إيران وتأييدها لكم، بينما تخلى العرب والعالم كله عنهم .. هل يُعْقل ذلك؟!".
وفي سؤاله عن موقف حركته مما يجري في سوريا، أجاب الدكتور شلَّح:" نحن كفلسطينيين نحاول أن ننأى بأنفسنا عن التدخل في أي شأن داخلي لأي دولة عربية، وهذا ينطبق على سوريا وغيرها".
وأضاف:" ما يجري في سوريا للأسف شيء محزنٌ وخطير، وقد تكون له تداعيات خطيرة وكبيرة على مستقبلها والمنطقة"، معرباً في ذات الوقت عن أمانيه في أن يجد الشعب السوري بكل مكوناته طريقة إلى حل سلمي يحقن الدماء، ويحافظ على وحدة بلاده ويحقق الطموحات في واقع أفضل يليقُ بهذا البلد ومكانته ودوره في الأمة.
وتحدَّث الدكتور شلَّح عن العلاقة مع حماس، مبيَّناً أنها في أفضل أحوالها بغزة ومع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل. وعرج في حديثه على موضوع الوحدة بين الحركتين، منوهاً إلى أنه موضوعٌ قديم جديد.
وقال بهذا الصدد:" الرغبةُ والإرادة في الوحدة موجودة لدى الطرفين من حيث المبدأ، أما شكل الوحدة وتوقيتها فما زال موضع بحثٍ ونقاش بين الحركتين، وداخل كل حركة على حدة"، راجياً أن يسفر عن ذلك نتائج ايجابية ومرضية.
ولم ينس الدكتور شلَّح أن يتطرق إلى معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها الشيخ الأسير خضر عدنان لمدة 66 يوماً، مؤكداً أن انتصاره فيها شكَّل إضافة نوعية في تاريخ النضال الفلسطيني.
وعدَّ وقفة شعبنا بكل فئاته وقواه مع قضية الشيخ المجاهد ولاسيما أهلنا وإخواننا في الداخل في مناطق 1948م، أثبت مجدداً بأننا قادرون على التوحد وصنع الانتصار.