مستشفى "زئيف" تهدد بنقل الأسير عدنان للسجن.. زوجته: نخشى على حياته
نشر بتاريخ: 05/03/2012 ( آخر تحديث: 05/03/2012 الساعة: 17:49 )
بيت لحم- معا- هددت إدارة مستشفى "زئيف" بمدينة صفد المحتلة، الشيخ الأسير خضر عدنان بنقله خلال أيام إلى السجن، الأمرُ الذي يُمثل خرقاً واضحاً للاتفاق الذي توصَّل إليه محاميه جواد بولس مع سلطات الاحتلال لإنهاء إضرابه.
وينص أحد بنود الاتفاق الذي جاء بعد 66 يوماً من معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها الشيخ خضر بصمودٍ وإرادة، بأن يمكثَ الشيخ ما تبقى له من فترة الحكم الإداري في المستشفى حتى الإفراج عنه بتاريخ السابع عشر من شهر نيسان/ إبريل المقبل، وهو الموعدُ الذي تم تحديده في إطار الاتفاق ذاته.
وكان الشيخ عدنان قد خضع لعملية جراحية في البطن يوم الثلاثاء الماضي، فيما عبَّرت زوجته عن صدمتها عندما رأت حالته الصحية متفاقمة؛ حيث لم يخطر ببالها أنه لازال يعاني الأمرين.
وتؤكد رندة – التي تسنى لها زيارة الشيخ خضر بالأمس – أن زوجها يحتاج اهتماماً وعناية طبية فائقة، منبهةً إلى أنها باتت تخشى على حياته بعد إنهائه الإضراب؛ أكثر من خشيتها عليها طوال فترته التي تجاوزت الشهرين.
وأشارت إلى أن جرح الشيخ خضر بسبب العملية التي خضع لها عبارة عن 12سم شق في البطن، مبيِّنةً أنه أُعطي وحدتي دم بعد إجرائه العملية بعد وصول نسبة الهيموجلوبين عنده إلى 7,7 جرام/ ديسيليتر ولم تزل - حتى لحظة زيارتها - هابطةً ودون النسبة الطبيعية.
وبحسب الزوجة عدنان فإن الشيخ خضر رفض العملية الجراحية، إلّا أن الطبيب أصرَّ بشدة على إجرائها؛ مبرراً بأنها ضرورية للغاية كون أن هناك خطراً كبيراً على حياته.
ونقلت رندة عن زوجها مخاطبةَ الطبيب "الإسرائيلي" له؛ حينما رفض إجراء العملية قائلاً:" مَلكُ الموتِ يَحومُ فوقك"، مضيفةً "أن الأطباء يقومون بدورٍ خبيث ضده؛ لا يقلُ دناءةً عمَّا يفعله رجال الأمن".
ويشتكي الشيخ عدنان من أن تقصير إدارة المستشفى معه؛ بحيث لا يخضع لنظام تغذية خاص بالإضافة لعدم وجود مشرف على غذائه، وهو الأمر الذي يعزوه إلى قلة الدراية والخبرة في هذا الجانب.
ولزوجة الشيخ خضر عتابٌ كبير على اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعدم زيارته بشكلٍ متواصل وإغفالها لمعاناته وقلة الرعاية الصحية التي يحظى بها، منوهةً إلى أنها تحدثت معهم في ذلك الأمر وردوا عليها بالقول:" إن هنالك أسرى آخرين مضربين عن الطعام، ونحن نتنقل بين السجون ولا نتمكن من زيارة الشيخ خضر أكثر من مرةٍ واحدة أسبوعياً".
وبخصوص الزيارة، قالت السيدة رندة :"لقد كانت لمدة 45 دقيقة فقط، واقتصرت عليَّ وعلى والد الشيخ ووالدته وابنتي الصغرى بيسان"، مضيفةً:" لم يَسمح الاحتلال لابنتي البكر معالي بزيارة أبيها".
وكشفت النقاب عن أن "أحد ضباط الأمن "الإسرائيلي" المتواجدين في المستشفى توعد بعدم السماح لنا بزيارة الشيخ كباقي الأسرى؛ حيث من المعلوم أنه يُسمح لذويهم بذلك الحق كل 15 يوماً".
وأطلع الشيخ خضر زوجه على أبرز تفاصيل الصفقة التي توصل لها محاميه مع الاحتلال؛ حيث أكد بأنه أدار المفاوضات من فوق سريره بالمستشفى.
وأوضح أنه أصرَّ على احتساب الـ 21 يوماً التي مكثها في التحقيق منذ اعتقاله ضمن الـ 4 أشهر، وهي مدة الحكم الإداري الذي ثُبِّت بحقه، إلى جانب تأكيده بأنه لن يتنازل عن موعد الإفراج عنه في الـ 17 من نيسان/ إبريل المقبل نظراً لرمزية ذلك التاريخ كونه يوم الأسير الفلسطيني.
وحمَّل الأسير عدنان زوجته رسالتين هامتين، أولاها: دعا فيها إلى تنظيم حالة الإضرابات في سجون الاحتلال وعدم تشتيتها، لما لتلك الخطوة من علاقةٍ طردية ستنعكس بدون أدنى شك على الجهود وحالة التفاعل مع معارك العزة والإرادة بالخارج.
أما الرسالة الثانية – كما قالت الزوجة عدنان- فكانت دعوةً للتلاحم والتشابك مع الأسيرة هناء شلبي في معركتها المتواصلة منذ 19 يوماً.
وطالب الشيخ عدنان في إطار رسالته الثانية، بالضغط الرسمي والفصائلي والشعبي على الجانب المصري للإفراج عن الأسيرة شلبي، كونه راعي اتفاق التبادل بين المقاومة والاحتلال الذي تمَّ في شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي وتحررت بموجبه هناء بعد أن أمضت 25 شهراً رهن الاعتقال الإداري.
جديرٌ بالذكر أن الأسيرة هناء أعلنت بالأمس مواصلة معركة الكرامة التي تخوضها بأمعائها الخاوية حتى يتم تحقيق جميع مطالبها، رغم تخفيض سلطات الاحتلال حكم الاعتقال الإداري بحقها إلى أربعة أشهر بدلاً من ستة.
وعدَّت حركة الجهاد الإسلامي في بيانٍ لها، أن إرادةَ وعزيمة هذه الأسيرة المجاهدة تبرهن من جديد تصميمها على الانتصار لكرامتها وكرامة شعبها وأمتها، والانتفاض في وجه قوانين الاحتلال العنصرية، وسياساته التعسفية وفي مقدمتها الاعتقال الإداري.
وأعلنت الحركة – التي تنتمي إليها الأسيرة شلبي- دعمها لقرار المجاهدة هناء بالمضي في معركتها لتحقيق انتصار مشرف كالذي سبقها إليه الشيخ الأسير خضر عدنان من قبلُ.
وقال بيانها:"لقد عهدنا عن عدونا الخداع والمراوغة، وعليه نرى أن أجهزة مخابراته قد حاكت لعبةً ماكرة بهدف كسر إضراب الأسيرة هناء، من خلال تخفيض مدة الاعتقال الإداري دون تحديد موعد الإفراج عنها الأمر الذي يمنح بالضرورة الاحتلال العودة مجدداً لتجديد الاعتقال بحقها".
ونوهت حركة الجهاد إلى أن الأسيرة شلبي نجحت بصمودها وجوعها في إيصال رسالتها للعالم بأسره عن تجاوزات الاحتلال للقوانين الدولية وانتهاكه للأعراف والمواثيق الإنسانية من خلال أساليبه وسياساته العدوانية المتبعة ضد الأسرى.
وأشارت الحركة إلى أن معركة الإرادة في وجه السجان آخذة في الاتساع، مؤكدةً أن إضراب الأسرى: ثائر حلاحلة، بلال ذياب، مراد ملايشة وأشرف السبيعي يمثل عنواناً لحالة الاشتباك التي بدأها المجاهد خضر عدنان وتواصلها اليوم المجاهدة هناء شلبي ومعها كل الفرسان الذين يتلاحمون معها تباعاً.