أمراض تنتشر بين الفلسطينيين جراء المستوطنات في سلفيت
نشر بتاريخ: 06/03/2012 ( آخر تحديث: 06/03/2012 الساعة: 15:30 )
نابلس- خاص معا- كشف مدير وزارة الصحة بمحافظة سلفيت ان المياه العادمة ومخلفات مصانع المستوطنات التي تصب في وادي قانا وفي منطقة المطوي بسلفيت باتت تصيب الفلسطينيين بعشرات الأمراض منها الكوليرا.
وقال الدكتور جميل دراغمه لـ "معا" على هامش المؤتمر البيئي العلمي، تحت عنوان "الواقع البيئي في محافظة سلفيت تحديات... وآمال"، وذلك في قاعة المركز الجماهيري التابع لبلدية سلفيت، "إن الوضع بات لا يحتمل فمستوى الامراض بات في الانتشار جراء المياه العادمة التي تصب من المستوطنات".
وقال عصام ابو بكر محافظ سلفيت "إن سلفيت ام الزيتون بات تواجه تحديات بيئية خطيرة لا سيما جراء المياه العادمة المتدفقة من المستوطنات، حيث ان اكبر تجمع صناعي للمصانع الاسرائيلية موجود في مستوطنة بركان المحاذية للمحافظة".
وقال ابو بكر إن 11 مكبا للنفايات موجود في سلفيت بشكل عشوائي وهذه تنتج مواد مسرطنة وتؤثر على المواطنين بشكل مباشر.
ونظمت جامعة القدس المفتوحة - فرع سلفيت بالتعاون مع محافظة سلفيت وسلطة جودة البيئة، المؤتمر البيئي العلمي، تحت عنوان: "الواقع البيئي في محافظة سلفيت تحديات... وآمال".
|166910|
ودعا المشاركون في المؤتمر إلى العمل على معالجة المياه العادمة عامة والمياه العادمة الرمادية بشكل خاص على المستويين القصير والطويل وتقديم مساعدات لحث الأسر الفلسطينية في الريف على الاستفادة من المياه العادمة الرمادية كمصدر بديل مائي للري والزراعة واستخدام أحواض الترسيب والفلترة الحجرية ومن ثم الهوائية لتنظيم المياه العادمة الرمادية.
وأوصى المؤتمر بتفعيل دور المدارس في نشر الوعي البيئي وإدراج مقرر للتربية البيئية لجميع المراحل الدراسية والعمل على معالجة التلوث الميكروبي لمياه الشرب والآبار الارتوازية واستخدام المعالجة وتعقيم المياه للتخلص من الجراثيم العالقة في هذه المياه.
وناشد المؤتمر المؤسسات الدولية العمل على الحد من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وإزالة جدار الفصل العنصري ووقف قضمه للأرض الفلسطينية ومنع اقتلاع أشجار الزيتون ووقف مصادر التلوث القادمة من المستوطنات بما فيها دفن النفايات الصلبة والكيماوية والطبية في الضفة الغربية، خصوصاً محافظة سلفيت، ما أدى إلى وفاة العديد من المواطنات بفعل انفجار بعض هذه النفايات.
ودعا المؤتمر إلى تنظيم ورش عمل وندوات تهدف إلى تعميق الوعي البيئي لدى المواطنين وتنمية السلوك الصديق للبيئة والحفاظ على بيئة محافظة سلفيت نظيفة خضراء، والعمل على سن التشريعات والقوانين اللازمة وتفعيل القائم منها للحفاظ على نظافة البيئة الفلسطينية، وحث الباحثين على إجراء دراسات ميدانية في الموضوعات المتعلقة بالبيئة الفلسطينية مثل المياه العادمة والنفايات الصلبة والكيماوية والطبية والمواد المشعة والمبيدات الزراعية والحشرية.
|166914|
وافتتح المؤتمر المساعد الأكاديمي في فرع سلفيت أ. عميد بدر، تلت ذلك تلاوة عطرة للقرآن الكريم، ثم السلام الوطني الفلسطيني، فالوقوف دقيقة صمت لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
فعاليات المؤتمر
وكان المؤتمر افتتح بكلمة لمحافظة سلفيت عصام أبو بكر، أكد فيها أن محافظة سلفيت تعاني بشكل كبير من التلوث البيئي جراء ممارسات الاحتلال المتواصلة في المحافظة والتي أدت إلى تلويث المياه الجوفية جراء مخلفات المستوطنات والمصانع الصناعية المقامة في المستوطنات.
وأكد أن ممارسات الاحتلال بحق البيئة الفلسطينية لا تتوقف عند هذا الحدأ بل ان المستوطنين وسلطات الاحتلال يعمدون إلى إطلاق الخنازير البرية في المناطق الزراعية للاعتداء على المزارعين وتدمير الأراضي الزراعية.
كما تحدث المحافظ عن تلويث البيئة الناتج عن مخلفات المحاجر ومعاصر الزيتون وعمليات حرق مخلفات النفايات، داعيا إلى مزيد من الاهتمام بالأراضي الزراعية وبالبيئة الفلسطينية.
|166913|
من جانبه، أكد رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو، أن إسرائيل تواصل تدمير البيئة الفلسطينية بهدف السيطرة على الأرض ونهب المياه، وعلى الجميع التصدي لها بكل الوسائل خصوصا بالمؤتمرات العلمية التي تحاول كشف ما يقوم به الاحتلال وتعمل على وضع الخطط للتصدي له.
وأكد أ. د. عمرو أن المؤتمر المنعقد في سلفيت هو مؤتمر نوعي ويحاكي المشاكل البيئية التي يعاني منها شعبنا خصوصا أبناء محافظة سلفيت، التي تعتبر بئر الزيت الفلسطيني ويجب الاهتمام بها بشكل أكبر.
وذكّر عمرو أن سلفيت تتربع على ثاني أكبر حوض مائي في فلسطين، لذلك تتعرض لأكبر عمليات اعتداء من قبل الاحتلال، داعيا إلى سن القوانين التي تحول دون دخول المواد السامة الإسرائيلية من المستوطنات إلى أرضنا الفلسطينية.
وثمن أ. د. عمرو صمود أبناء شعبنا على أرض الوطن خصوصا في سلفيت دورهم في التصدي لمخططات الاحتلال الإسرائيلي.
في السياق ذاته، أكد الوزير يوسف أبو صفية رئيس سلطة جودة البيئة، أن الإسرائيليين يواصلون تزوير الحقائق في المحافل الدولية، لعكس صورة خاطئة للعالم أن شعبنا هم من يلوثون البيئة وليس الإسرائيليون، ومن هنا يجب علينا المشاركة في المؤتمرات والتجمعات الدولية لتوضيح موقفنا في هذا الصدد.
كما أكد أن الإسرائيليين لم يكتفوا بمصادرة الأرض في سلفيت بل انهم يصادرون المياه أيضا، ما انعكس سلبا على الزراعة في المحافظة وتسبب في تضررها، خصوصا أن سلفيت محافظة زراعية في الدرجة الأولى.
|166915|
وأشاد أبو صفية بكل الجهود التي تبذل في حماية البيئة التي هي الهواء والمياه والتربة، وهي تخص كل الكائنات الحية، وعلينا أن نحد من الرعي الجائر والصيد المفرط ونتسلح بثقافة حماية البيئة.
وذكر أنه يجب إنشاء مكبات للنفايات كما في جنين في مكب زهرة الفنجان الذي يعتبر واحدا من النماذج الناجحة للتخلص من النفايات في محافظات الوطن.
إلى ذلك أكد مدير صحة سلفيت د. جميل ضراغمة، أن وزارة الصحة هي الأكثر تحملا للأضرار الناتجة عن تلويث البيئة الفلسطينية وأنها تقوم بالتعامل مع ما يصيب المواطنين جراء تلويث البيئة.
وأكد أن مديرية صحة سلفيت أنشأت مختبرا للصحة العامة في المحافظة، وهو المختبر الأول في فلسطين بشهادات المنظمات الدولية.
في السياق ذاته، قال رئيس بلدية سلفيت تحسين أبو سليمة، إن البلدية تولي الحفاظ على نظافة المدينة اهتماما كبيرا، وقامت بزراعة الأشجار في الأرصفة وتعمل على تطوير شبكة الصرف الصحي، وأقامت مسلخا للدواجن والمواشي.
وأضاف أن البلدية تعمل جاهدة على استكمال مشروع محطة تنقية المياه في المدينة، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عرقلة هذا المشروع، بحجة رغبتهم في المشاركة في هذا المشروع.
إلى ذلك، أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر د. خالد القرواني مدير فرع سلفيت في جامعة القدس المفتوحة، في كلمته أن فكرة المؤتمر جاءت من المعاناة التي تعيشها المحافظة والكارثة البيئية التي باتت تتهددها، ومن هنا نشأت فكرة عقد المؤتمر بهدف توجيه نداء إلى المؤسسات العاملة في مجال البيئة ولفت انتباههم إلى البيئة الفلسطينية التي تتعرض لتدمير وتخريب بفعل الاستيطان والاحتلال.
|166911|
وأضاف أن الاهتمام بخلق بيئة خضراء نظيفة خالية من الملوثات يشكل دعامة التنمية المستدامة، وبالتالي العمل على استخدام الموارد الاقتصادية والطبيعية بشكل يضمن تنمية طويلة الأمد، وخالية من التلوث بكافة أشكاله.
وقد تخللت فعاليات هذا المؤتمر جلسات علمية عرضت فيها دراسات علمية وفق مناهج البحث العلمي الوصفي والتجريبي، حيث تناولت هذه الدراسات الاستيطان في المحافظة وآثاره على البيئة الفلسطينية، والمياه العادمة (مجاري المستوطنات ) وتأثيرها على بيئة محافظة سلفيت والأضرار الزراعية التي تنتج عنها، إضافة إلى دراسة عن آثار التلوث الميكروبي لآبار الجمع في بلدة كفر الديك كنموذج تمثل واقع التلوث الذي تلحقه المخلفات الاستيطانية بالآبار الارتوازية والمياه الجوفية في المحافظة وكذلك عرضت دراسة حول المياه العادمة الرمادية كمصدر بديل في جنوب محافظة الخليل كحالة يمكن تعميمها على محافظة سلفيت إضافة إلى تأثير المستوطنات من مختلف الجوانب على البيئة الفلسطينية.