السلامة المهنية:31 انتهاكا بحق الصحافيين والمؤسسات الإعلامية خلال شباط
نشر بتاريخ: 06/03/2012 ( آخر تحديث: 06/03/2012 الساعة: 14:04 )
رام الله- معا- شهدت الأراضي الفلسطينية منذ بداية الشهر الجاري جملة من الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين أخطرها ما تعرض له صحفيون يعملون في التغطية الإعلامية الميدانية في مناطق المواجهات، حيث أصيب، المصور الصحفي حمزة عمران نعاجي مصور قناة TRT التركية، بجراح بالغة جراء إطلاق قنبلة غاز نحوه ما أدى إلى سقوطه وإصابته في كتفه الذي خرج من مكانه وذلك خلال تغطيته للأحداث في قرية النبي صالح بتاريخ 10-2-201، كما أصيب في تلك المواجهات المصور المستقل احمد مصلح، ومصور صحيفة نيويورك تايمز.
وحسب المعلومات والتوثيق لجملة الانتهاكات بحق الصحفيين من قبل مركز السلامة المهنية التابع للنقابة فانه لا يكاد يمر يوم جمعة من كل أسبوع دون وقوع إصابات وانتهاكات لحقوق الصحفيين من قبل قوات الاحتلال ، الذي يكشف بصورة واضحة وجود سياسة ممنهجة تستهدف الصحفيين والطواقم المرافقة لهم في اداء مهامهم الإعلامية، حيث تعرض المصور الصحفي "للحياة الجديدة " مهيب البرغوثي الى اصابة قاسية بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في مواجهات شهدتها قرية بلعين بتاريخ 27-1-2012 ، الامر الذي ادى إلى احداث ثقوب في كلتا قدميه عرقلت قدرته على الحركة حيث اظهرت التقارير الطبية الصادرة عن مجمع فلسطين الطبي وصور الاشعة خطورة هذا النوع من الرصاص المعدني الذي في حال اطلاقه من مسافة قريبة قد يؤدي الى كسر العظام وتهشمها.
ووفقا لافادة المصوران البرغوثي ونعاجي لمنسق مركز السلامة المهنية، فإن جنود الاحتلال تعمدوا استهداف الصحفيين عن سبق اصرار ، حيث قال نعاجي بينما كنت اصور في قرية النبي صالح وانا ارتدي الدرع الواقي قام احد الجنود باطلاق قنبلتي غاز نحوي ،حيث اصبت بظهري ما ادى الى فقدان توازني وسقوطي ارضا ، حيث ارتطمت ببعض الصخور ما ادى الى خروج كتفي من مكانه "، موضحا انه تلقى العلاج الاولي في مستشفى رام الله قبل نقله الى مستشفى هداسا حيث تم إخراجه من المستشفى ومازال حتى كتابة هذا التقرير يعاني من الم في كتفه ويأخذ حقن من الادوية لمساعدته على النوم ،سيما انه اكد عدم مقدرته على النوم بسبب الإصابة لعدة ايام.
اما البرغوثي فقد اكد انه تعرض للاصابة بينما كان يقف الى جانب من المواطنين في قرية بلعين اثناء الاحتجاجات الشعبية السلمية في القرية، وعندها اقترب احد الجنود وهدد بإطلاق النار، حيث صرخ البرغوثي عليه قائلا " انا صحفي "، الا أن الجندي اطلق عبوة اسطوانية محشوة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط من بندقيته نحوهم ما ادى الى اصابة البرغوثي برصاصتين في كلتا قدماه حيث نقل الى مجمع فلسطين الطبي في رام الله ومكث في المشفى قرابة اربع ساعات وغادره على مسؤوليته بعد رفضه المبيت في المشفى.
من جانب اخر احتجز جنود الاحتلال عدد من الصحفيين الذي كانوا يتولون تغطية الاحداث في قرية النبي صالح بتاريخ 3-2-2012، حيث قام جنود الاحتلال بعرقلة عمل الطواقم الصحفية قبل ان يقوم جنود الاحتلال باحتجاز طاقم تلفزيون فلسطين (المصور نجيب فراونة والمراسل علي دار علي) لمدة أربع ساعات،في حين قاموا بتهديد مراسلة فضائية القدس ليندا شلش بالاعتقال في حال عدم مغادرتها المكان، وقد اظهر الفيديو المصور لطريقة تعامل جنود الاحتلال مع الطواقم الصحفية الميدانية واكد العديد من الصحفيين لـ(مركز السلامة المهنية التابع لنقابة الصحافيين)، ان جنود الاحتلال يتهمون الصحفيين بالاساءة والتحريض ضدهم من خلال عملهم الصحفي، ما يكشف حقيقة تصاعد استهداف الصحفيين الذين يتولون تغطية الاحداث في مناطق المواجهات والاحتجاجات الشعبية السلمية في العديد من القرى والبلدات في الضفة الغربية.
ويتاريخ 11-2-2012 استهدف جنود الاحتلال الطواقم الصحفية التي كانت تتولى تغطية المسيرة التضامنية والاعتصام امام مقر سجن عوفر العسكري جنوب غرب رام الله، حيث تم اطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع على الصحفيين ما ادى الى اصابة خمسة صحفيين ومصورين برصاص معدني مغلف بالمطاط هم المصور الصحفي للحياة الجديدة، عصام الريماوي، محمد تركمان،برناط أرناؤوط ،سارة العدرة،عرين ريناوي، حيث اكد الريماوي ان عملية اطلاق الرصاص المطاطي تمت من خلال جندي اسرائيلي قام باطلاق الرصاص المطاطي نحوه بينما كان برفقة صحفيين اثنين، موضحا ان عملية اطلاق الرصاص عليهم تحت بشكل مقصود ومتعمد وقال إننا شعرنا ان حياتنا مهددة كوننا لا نعرف ماذا لدى الجنود من اسلحة ".
الاعتقالات:
واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي، يوم الاحد الموافق 5-2-2012 ، صهيب العصا مراسل راديو بيت لحم 2000 ، كما اعتقلت في التاريخ ذاته المصور الصحفي عمرو حلايقة، بعد مداهمة منزليهما في كل من بلديتي العبيدية شرق بيت لحم ، وقرية الشيوخ في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
ومن الجدير ذكره ان سلطات الاحتلال مازالت تعتقل منسق برامج فضائية القدس نواف العامر ومراسل وكالة PNN في نابلس، أمين أبو وردة ، كما فرضت اواخر الشهر الماضي الإقامة الجبرية على الكاتب الصحفي راسم عبيدات لمدة ستة أشهر بتاريخ 31/1/2012.
الاستدعاء والاحتجاز:
اعتقلت الاجهزة الامنية الفلسطينية ، يوم الثلاثاء الموافق (31-1-2012)الصحفي رامي سمارة الذي يعمل محررا في وكالة وفا للأنباء وراديو أجيال من مكان عمله في مقر الوكالة في مدينة رام الله، وافرجت عنه بعد حوالي ثلاث ساعات ونصف من اعتقاله والتحقيق معه جراء كتابته بعض الانتقادات لاجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ،على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، كما تعرض الصحفي مراسل صيحفة الغد الاردنية ومراسل صحيفة الايام الفلسطينية يوسف الشايب الى استدعاء وتحقيق على خلفية نشره مادة اعلامية حيث اخضع للتحقيق قبل الافراج عنه في الفترة ذاتها.
وفي قطاع غزة جرى استدعاء الزميل الصحفي معالي أبو سمرة (24عاما) من مدينة دير البلح بقطاع غزة من قبل الاجهزة الامنية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة ، حيث يعمل الصحفي أبو سمرة، مصورا حرا، وحسب إفادته للنقابة فإن أفراد أجهزة 'حماس' اقتحموا منزله في الخامس عشر من الشهر الماضي، ولم يكن وقتها في المنزل، وصادروا جهاز الكمبيوتر والكاميرا من أستوديو تصوير خاص به، وتركوا له بلاغا بالحضور إليهم في اليوم التالي.
واشار أبو سمرة أنه توجه إلى مقر لأجهزة 'حماس' في مدينة دير البلح وسط القطاع في اليوم التالي، السادس عشر من الشهر الماضي، حيث بدأ التحقيق معه حول عمله كمصور وطبيعة تغطيته لزيارة عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' نبيل شعث إلى غزة، مضيفا أنه كان معصب العينين وأجبر على الوقوف مع انحناء الركبتين للإمام، كما قضى يوما وليلة في زنزانة فارغة، لا يوجد بها فراش أو كرسي للجلوس، مشبعة بالرطوبة، ولا غطاء ولا أي شيء يحمي به نفسه من البرد.
وحذرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين من خطورة تصاعد استهداف الصحفيين الفلسطينيين الميدانيين من قبل جنود الاحتلال الذين يتعمدون اطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع من النوع الذي يسمى بـ"الصاروخ" اضافة الى اطلاق قنابل محشوة بالرصاص المعدني باتجاه طواقم الصحفيين الامر الذي ينتج عنه العديد من الاصابات التي كان اخرها اصابة خمسة صحفيين يوم السبت اثناء تغطيتهم للفعاليات التضامنية مع الاسير خضر عدنان بالقرب من سجن عوفر العسكري.
وحسب متابعة مركز السلامة المهنية التابع للنقابة لجريمة استهداف الصحفيين من قبل جنود الاحتلال ويدعو المركز الى التحرك العاجل وايفاد لجنة تقصي دولية للوقوف على جرائم جنود الاحتلال بحق الصحفيين نوتعريض حياتهم للخطر من خلال استهدافهم بانواع مختلفة من الاسلحة التي ادى استخدامها الى قتل العديد من المواطنين في وقت سابق خاصة قنابل الغاز المسيلة للدموع " نوع صاروخ" التي هي عبارة عن عبوات معدنية محشوة بمواد كيماوية تؤثر على الاعصاب والجهاز التنفسي والعيون واذا ما اطلقت من مسافة قريبة فانها قد تؤدي الى القتل.
كما شدد المركز على اهمية اتخاذ الصحفيين اقصى درجات الحذر والحيطة في جراء هذا الاستهداف، مجددا دعوته لكافة المؤسسات الاعلامية بالعمل العاجل من اجل توفير المعدات وادوات الحماية اللازمة للصحفيين العاملين في الخطوط الاولى من المواجهات والاشتباكات من اجل ضمان سلامتهم والحفاظ على حياتهم التي هي اهم من اية قصص قد يكتبونها او صور قد يلتقطونها.
الى ذلك فان مركز السلامة المهنية التابعة لنقابة الصحفيين يؤكد على اهمية ان يتبع الصحفيون مجموعة من الارشادات الرئيسية في التعامل مع المخاطر قبل التغطية وخلال التغطية ،وبعد الانتهاء منها بما يضمن الحدود الدنيا من السلامة الشخصية لهم اثناء العمل.
كما شهدت الأراضي الفلسطينية منذ منتصف شهر شباط الماضي 2012 وحتى نهايته سلسلة من الانتهاكات بحق الصحافيين والمؤسسات الاعلامية اخطرها ما تعرض له مقر تلفزيون وطن ومقر تلفزيون القدس التربوي بتاريخ 29-2-2012 من اقتحام من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي ومصادرة معدات البث التلفزيوني واجهزة حواسيب تعود ملكيتها للتلفزيون واجهزة حواسيب شخصية للموظفين العاملين فيها، الامر الذي يمثل انتهاكا خطيرا لحرمة المؤسسات الاعلامية من جانب وامعانا اسرائيليا في تصعيد سياستها ضد المؤسسات الإعلامية الفلسطينية.
في حين رصد مركز السلامة المهنية التابع لنقابة الصحافيين 17 انتهاكا وقعت في الفترة الواقعة ما بين 15-2-2012 ولغاية 1-3-2012، بما في ذلك اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمقري تلفزيون وطن وتلفزيون القدس التربوي، ضمن 11 انتهاكا ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، في حين شكل اختطاف الصحفي ساهر الأقرع من قبل ما يسمى بجهاز الأمن الداخلي وتعذيبه وكسر إحدى يداه وتهديده في حال تأكيده بأنه تعرض للتعذيب، جريمة بشعة وانتهاكا فاضحا لهذه المجموعة التي وقفت وراء مئات الاعتداءات على الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة.
وتنوعت الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحافيين والمؤسسات الإعلامية ما بين إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص الناري المغلف بالمطاط واقتحام للمؤسسات الاعلامية ومصادرة اجهزة البث والحواسيب ومنع الصحافيين من تغطية الاحداث خاصة في مدينة القدس المحتلة.
وحسب ما اكده العاملون في تلفزيون وطن لمنسق مركز السلامة المهنية، فان جنود الاحتلال وصلوا الى مقر تلفزيون وطن في بناية الاغاثة الزراعية بالقرب من مجمع فلسطين الطبي الساعة 2:15 صباحا، وقاموا بمداهمة مقر الاذاعة ووقاموا باحتجاز الطواقم العاملة في احدى الممرات وعبثوا بمحتويات المقر وصادروا اجهزة البث وحواسيب تابعة للتلفزيون وبعض الحواسيب التي تعود ملكيتها لموظفين في التلفزيون اضافة الى مصادرة وثائق وبعض البرامج، ما ادى الى تعطيل العمل بالتلفزيون قبل ان يغادروا مقر التلفزيون عند الساعة الخامسة صباحا.
ووفقا لروايات الموظفين فان عدد الجنود وصل الى قرابة 40 جنديا قاموا بتطويق المبنى واقتحام الطابقين الرابع والخامس حيث تقع مكاتب تلفزيون وطن، في حين اكد العاملون في تلفزيون القدس التربوي الامر ذاته فيما يخص مصادرة جهاز البث من مقر التلفزيون من قبل جنود الاحتلال.
وادانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين هذه الجريمة النكراء من قبل قوات الاحتلال وطالبت بوقف مثل هذه الجرائم والانتهاكات بحق الصحافيين والمؤسسات الإعلام ومحاسبة المتورطين بإصدار اوامر الاقتحام ومنفذيه، كما دعت عبر لسان نقيب الصحافيين د.عبد الناصر النجار، الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب ومنظمة صحفيون بلا حدود وجميع المؤسسات الحقوقية بضرورة التحرك العاجل من اجل وقف مثل هذه الجرائم بحق الصحافيين والمؤسسات الإعلامية والضغط على سلطات الاحتلال لإعادة كافة المسروقات بما في ذلك أجهزة البث وأجهزة الحواسيب والوثائق.
ويعتبر مركز السلامة المهنية، استمرار مثل هذه السياسة التي تهدد حياة الصحافيين اضافة الى اعاقة عملهم تمثل خرقا فاضحا للمواثيق والأعراف الدولية الضامنة لحرية العمل الصحفي التي تجرم الاعتداء على الصحافيين، كما ان اقتحام قوات الاحتلال للمؤسسات الاعلامية يتمثل تصعيدا خطيرا يستدعي التحرك الفوري والعاجل على كافة المستويات لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم ومحاكمة المتورطين في ارتكابها.
كما ان تكرار استهداف الصحافيين من قبل جنود الاحتلال امر اصبح مبعث قلق للمركز كون هذه الانتهاكات تاخذ طابعا منظما ومتكررا حيث لا يكاد يمر يوما دون وقوع انتهاك او اعتداء على الصحافيين وسط تهديد ملحوظ لحياة الصحافيين من جانب، وتهديد عملهم في اداء واجبهم المهني.
وشهد يوم الجمعة الموافق 24 -2-2012 سلسلة اعتداءات وانتهاكات بحق الصحافيين أدت إلى إصابة خمسة منهم في مناطق متفرقة من الضفة الغربية أثناء قيامهم بمهامهم الإعلامية، إضافة إلى عرقلة عمل الصحافيين في القدس المحتلة، تعزز مؤشرات وجود سياسية معتمدة لاستهداف الصحافيين ومنعهم من تغطية ونقل الأحداث الأمر الذي يشكل انتهاكا فاضحا لقواعد القانون الدولي الإنساني، والاتفاقيات الدولية التي تكفل حرية العمل الصحفي وتلزم كافة الاطراف بعدم التعرض لحياة الصحافيين او اعاقة عملهم.
وحسب متابعة المركز لهذه الاعتداءات والانتهاكات، فإن هذه الانتهاكات وقعت بحق الصحافيين أثناء العمل، كما حدث على سبيل المثال مع الصحفي ابراهيم حماد مصور تلفزيون وطن الذين أصيب برأسه "بجسم غير معروف" أثناء تواجده بالقرب من جنود الاحتلال في شارع الشهداء وسط مدينة الخليل، أثناء مسيرة شعبية تطالب بفتح الشارع، حيث قال حماد لمنسق مركز السلامة المهنية، "بينما كنت أغطي الأحداث وكنت على مقربة من جنود الاحتلال وعندما أدرت ظهري لهم شعرت بضربة في رأسي ما أدى إلى وقوعي أرضا، وعندما حاول رجال الاسعاف انقاذي قام الجنود بإطلاق قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع نحوي لإعاقة نقلي من المكان".
كما أصيب الصحفي هارون عمايرة مراسل تلفزيون فلسطين بحالة اختناق أثناء قيامه بعمله، حيث أطلق جنود الاحتلال قنابل غاز أثناء استعداده لإعطاء رسالته من قرية بلعين غرب رام الله للتلفزيون، كما تعرض الصحفي أكرم النتشة مراسل فضائية القدس، للاصابة بحالة اختناق بالغاز أثناء تغطية مباشرة للأحداث في منطقة مفترق طارق بن زيد في الخليل، حيث جرى نقله لمستشفى محمد علي محسن في المدينة وغادره بعد تلقي العلاج.
كما اصيب المصور الصحفي المستقل، سبستيان فولزر، وهو صحفي مستقل ألماني الجنسية، بجروح في رأسه أثناء تغطية للأحداث في الخليل، ونقل للمستشفى وغادره بعد تلقيه العلاج.
وفي يوم السبت تعرض المصور الصحفي عمار عوض الى اصابة بعيار ناري مغلف بالمطاط اثناء قيامه بتغطية مواجهات واشتباكات بين جنود الاحتلال والشبان الفلسطينيين الغاضبين خلال مراسيم تشييع احد شبان في بلدة الرام الذي قتل برصاص جنود الاحتلال في وقت سابق.
وفيما يخص الانتهاكات التي ارتكبها ما يسمى بجهاز الامن الداخلي التابع للحكومة المقالة وتدار من قبل مسؤولين في حركة حماس في قطاع غزة، فان اخطر هذه الانتهاكات ما وقع بحق الزميل الصحفي ساهر الأقرع، 34عاما من مدينة غزة، الذي جرى اختطافه من منزله بتاريخ 17-فبراير-2012، على يد مجموعة مسلحة تابعة للجهاز الامن الداخلي حيث جرى تعذيبه من قبل المحققين.
بعد مصادرة جهاز حاسوبه الشخصي وجهاز حاسوب منزلي وكاميراتين. وعبرت نقابة الصحافيين الفلسطينيين عن إدانتها الشديدة للجريمة البشعة التي ارتكبها ما يسمى بجهاز الأمن الداخلي التابعة لحكومة حماس المقالة في قطاع غزة بحق الصحفي الفلسطيني، ساهر الأقرع، 34عاما، مسؤول موقع الشعلة الإخباري، والتي اشتملت على اختطافه من شقته في مدينة غزة، واحتجازه في ظروف قاسية جدا قبل ان يتم إخضاعه للتعذيب الشديد من ضرب وتعليق وهو مكبل اليدين ما أدى أصابه بكسرين في إحدى يداه، إضافة إلى تهديده في حال الحديث والإفصاح عما تعرض له من تعذيب على يد محققي هذا الجهاز غير القانوني الذي يلاحق الصحافيين في قطاع غزة.
وتعتبر نقابة الصحافيين هذه الممارسات من قبل هذا الجهاز الأمني الذي يتلقى تعليماته من قيادة حركة حماس، بأنه جريمة نكراء بحق الزميل الصحفي ساهر الأقرع وتكشف عن جزء من الممارسات التي مارسها ويمارسها هذا الجهاز ومحققيه بحق الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة، الأمر الذي يجعل كل المتورطين في تنفيذ هذه الجرائم بحق الصحافيين ضمن فئة المجرمين الذي سيتم ملاحقتهم القانونية على المستوى المحلي والعربي والدولي، سيما ان هذا الجهاز يعمل بصورة قانونية في قطاع غزة ويواصل تنفيذ سلسلة من الجرائم بحق الصحافيين الفلسطينيين.
وتؤكد النقابة في هذا الاطار على تحميل رئيس الوزراء للحكومة المقالة، اسماعيل هنيه، واركانه حكومته التي مازالت تعمل في قطاع غزة، وكافة النواب المحسوبين على حركة حماس، المسؤولية الكاملة عن أي مساس بحياة الصحفي، ساهر الاقرع، سيما بعد تلقيه العديد من التهديدات والوعيد بمعاقبته في حال الكشف عن تفاصيل ما تعرض له من جريمة وحشية.
وتشدد النقابة على اهمية تحرك كافة نواب المجلس التشريعي وممثلي المؤسسات الحقوقية في قطاع غزة للتحقيق الفوري في هذه الجريمة عبر لجنة مستقلة ومحايدة من اجل الوقوف على ممارسات واداء هذا الجهاز الامني والإعلان الرسمي عن نتائج التحقيق، وضرورة الضغط من اجل حل هذا الجهاز الذي تورط على مدار سنوات في ملاحقة الصحافيين وتعذيبهم وتقييد حرية عملهم.
وكان الأقرع تعرض لجريمة اختطافه من شقته بتاريخ 17-فبراير-2012، على يد مجموعة مسلحة تابعة للجهاز الامن الداخلي حيث جرى تعذيبه من قبل المحققين بعد مصادرة جهاز حاسوبه الشخصي وجهاز حاسوب منزلي وكاميراتين، حيث جرى اقتياده بسيارة وتم اجلاسه بينهم منخفض الرأس بعد ان قاموا بوضع عصبة على عيناه، قبل الوصول الى منطقة يجهلها حيث احتجز في غرفة بلا فراش أو غطاء رغم شدة البرد.
كما تم اجباره على الوقوف فوق كرسي وربط يدي بسلسلة حديدية في سقف شبك حديدي داخل الغرفة ثم قام المحقق بركل الكرسي بقدمه فسقط ما تسبب كسر (كسر غير كامل) في يده كونه كان معلقا وقدماه لا تلامسان الأرض. ولم يتوقف تعذيبه عن هذا الحد بل سأله المحقق "كيف هيك"؟، ثم جاء بورقة وقلم وطلب منه كتابة "كل شي" وغادر.
وبعد عودة المحقق مرة ثانية قام بمواصلة ضربه الشديد ووجهه له صفعات على الوجه ولكمات وركل، وحينما اخبره بان قدمه مصابة بكسر سابق جراء حادث سير قام المحقق بضربه عليها.
في اليوم التالي جرى نقله إلى مستشفى الشفاء بمرافقة أمنية، دون ان يسمحوا للأطباء بفحصه وجرى إدخاله الى غرفة الجبص للتجبير مباشرة، حيث جرى إدخاله للمشفى وهو مقيد بقيود حديدية في قدمه المصابة، ورغم توصيه الأطباء بضرورة ان يبقى الزميل الاقرع في المستشفى الا ان عناصر الامن الداخلي رفضوا ذلك بشدة وبتعليمات من مسؤولهم، حيث واصل المحققين التحقيق معه وتحذيره من التصريح باي معلومات عما حدث معه من تعذيب وضرب.
واكدت النقابة على ان هذه الجريمة هي واحدة من سلسلة من الجرائم التي يمارسها هذا الجهاز بحق الصحافيين، إضافة الى ملاحقته لهم في حال الكشف عن تفاصيل مثل هذه الجرائم، الامر الذي يستدعي التحرك العاجل من اجل وقف هذه الملاحقات والانتهاكات بحق الصحافيين في قطاع غزة والسعي الى تكميم الأفواه لمنع الكشف عن هذه الجرائم التي تجعل مرتكبيه عرضة للملاحقة القانونية وعدم الإفلات عن العقاب.
وادان مركز السلامة المهنية هذه الانتهاكات والاعتداءات على الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، مطالبا بضرورة إيفاد لجنة تقصى حقائق مختصة بمشاركة المؤسسات والهيئات الدولية الى الأراضي الفلسطينية للوقوف على هذه الجرائم والانتهاكات واتخاذ موقفا حازما ضد مرتكبيها.
ودعا الصحافيين والمؤسسات الإعلامية إلى اخذ أقصى درجات الحذر والحيطة للتعامل مع هذه الانتهاكات، مع أهمية التزام المؤسسات الإعلامية بتوفير المعدات والأدوات اللازمة لسلامة الصحافيين وحمايتهم وإطلاق حملة وطنية لملاحقة مرتكبيه هذه الاعتداءات بحق الصحافيين ومقاومة إفلات مرتكبيها من العقاب، كما دعا كافة المؤسسات الحقوقية والإعلامية للشراكة الحقيقة من اجل الضغط لوقف هذه الجرائم والانتهاكات بحق الصحافيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية.
إرشادات مهمة خلال التغطية :
1-حاول قدر الإمكان عدم تعريض نفسك للغاز ، وعلى المصورين استخدام الزوم الخاص بكاميراتهم بدلا من الاقتراب من الجنود خاصة أن الأسابيع الماضية خاصة في قرية النبي صالح عمد جنود الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع( الصاروخ) مباشرة على أجساد الصحفيين.
2- تجنبوا وضع العدسات اللاصقة في العيون اثناء التغطية لأن العدسة تساعد في بقاء الغاز في العين والتسبب بألم شديد.
3- أهمية التحرك الجماعي للصحفيين والانتقال من منطقة إلى أخرى بحذر وتجنب التنقل والتحرك الفردي خاصة بين الجنود، واحرصوا ان لا تكونوا جزء من الحدث.
4- عليكم وضع شارة الصحافة وارتداء ملابس تسهل الحركة والتنقل .
5- احرصوا على التزود ببعض عبوات المياه في الحقيبة .
6- حمل حقيبة إسعاف أولي .
7- حافظ على الاتصال مع مؤسستك الإعلامية وإخبارهم بالمكان الذي تتواجد فيه بانتظام.
8- قبل السفر الى الموقع ضعوا خطة لأنفسكم تحدد آليات الدخول والخروج من الموقع من حيث التعرف على المداخل والمخارج في المنطقة.
9- تأكد من سلامة سيارتك وفحص العجلات وتأكد من وجود إطار احتياطي في مركبتك.
10- احرص على اختيار موقع الوقوف الملائم للتغطية الإعلامية ولا تكن جزء من الاحداث والمواجهات.
11- افحص بطارية هاتفك قبل السفر وتأكد من شحنها بانتظام.
12- لا تفرك عيناك اذا ما تعرضت للغاز المسيل للدموع لأن ذلك يؤدي إلى تفاعل الغاز من الدموع ما يؤدي الى مضاعفة الالم.
13- للصحافيات عليكن تجنب وضع اية مواد تجميل على وجهكن أثناء التغطية.
14- تجنبي ارتداء أحذية الكعب العالي أثناء التغطية الميدانية.
15- اجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات عن المنطقة التي تنوي الذهاب إليها من اجل التغطية .