تقرير لوكالة معا- منطقة العريش بين الجهادية والتهريب
نشر بتاريخ: 07/03/2012 ( آخر تحديث: 07/03/2012 الساعة: 12:04 )
العريش- حصريا مراسل معا- أعاد تفجير خطوط الغاز بسيناء الى الواجهة ، الاعتقاد بتنامي التنظيمات المتشددة هناك، والتي تحول نشاطها الى ما يشبه العلني بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وانتقال ابناء القبائل البدوية الى اعتناق الفكر الجهادي والتكفيري بشكل سريع وخطير فى غفلة من جميع اجهزة الامن المصرية التي تعجز عن الوصول "لبؤر الارهاب" بسيناء خاصة في المناطق الجبلية الوعرة مثل جبل الحلال بوسط سيناء.
وترى اوساط امنية هناك ان التيار المتطرف بشمال سيناء هو خليط من قبل عدة تنظيمات دينية بسيناء من اهمها تنظيم التوحيد والجهاد المسؤول عن تفجيرات سيناء عام 2004 وينضم اليه تنظيم انصار الجهاد بسيناء وهو حديث الولادة وينضم اليهما تيار التكفير والهجرة بشمال سيناء . كما ينضم اليهم العناصر الجهادية الهاربة من السجون بعد الثورة وهم 20 عنصرا من منفذي تفجيرات سيناء هربوا من السجون بعد الثورة . وينضم اليهم 45 عنصرا من المعتقلين بسجن العقرب وقد شملهم عفو عام بعد الثورة وعادوا الى شمال سيناء وانضموا الى التنظيمات الجهادية وينضم اليهم العناصر الجنائية بشمال سيناء والذين استقطبوا من الجهاديين بسهولة شديدة.
واكد مصدر امني لوكالة "معا" ان التنظيم الجهادي بسيناء يتنامى بشكل سريع وخطير وقد بدأ بعض ابناء القبائل البدوية فى الانضمام الى التيار الديني اليه واستقطاب العديد منهم .
واكدت قيادات امنية رفيعة المستوى بان الفترة الحالية تشهد هدوءا في سيناء خاصة عقب حادث اختطاف الصينيين واحتجازهم لمدة يومين من قبل العناصر الجهادية التى طالبت باعادة محاكمة المتهمين على ذمة تفجيرات سيناء وقد لبى المجلس الاعلى للقوات المسلحة هذا المطلب وبالفعل ستشهد محكمة الاسماعيلية قريبا يوم 26 الجاري اعادة محاكمة المتهمين فى قضايا تفجيرات سيناء وهو ما جعل الهدوء النسبي يعود الى سيناء ولكن الاجهزة الامنية المصرية بشقيها الجيش والشرطة ما تزال ترصد تحركات التيار الجهادي والذي يحمل فكر تنظيم القاعدة وبات مؤكدا انضمام العديد من ابناء القبائل البدوية لهذا التنظيم الخطير والذى سيفاجأ العالم اجمع بقوته الضاربة فى سيناء وتعداده الكبير وافكاره الخطيرة وطموحاته ومخططاته سواء ضد اسرائيل او ضد الامن المصري.
|167001*مجموعة من الجنود المصريين في سيناء|
وحسب مراقبين فقد اختلط الجنائيون مع التكفيريين بسيناء واتسعت دائرة التنظيم الجهادي الذي اعلن عن نفسه مرارا وبايع الدكتور ايمن الظواهرى كقائد لهذا التنظيم بسيناء ولكن الاجهزة الامنية ما تزال عاجزة حتى الان عن ملاحقة هذا التنظيم خارج مدينة العريش.
وقال خبراء وقيادات في الجماعات الإسلامية : إن القضاء على منابع الفكر المتطرف الذي تتبناه الجماعات التي تستخدم العنف في شمال سيناء يجب أن يأتي في إطار خطة شاملة للنهوض تنمويا وحضاريا بشمال سيناء، وأن الحل الأمني لن يكفي وقد بدأت الحكومة المصرية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بوضع خطة تهدف بالنهوض بمنطقة شبه جزيرة سيناء التي تشمل محافظتي شمال وجنوب سيناء، في خطوة للقضاء على الأسباب الرئيسية التي أدت لظهور الجماعات التكفيرية هناك ومن ضمنها الفقر والبطالة كذلك تشمل الخطة التنموية إنشاء محافظة ثالثة تسمى محافظة وسط سيناء، حيث أن هذه المنطقة فقيرة جدا لوقوعها بين محافظتي جنوب وشمال سيناء، إضافة إلى إنشاء جامعة سيناء الحكومية وتشمل الخطة أيضا بعض الآليات لدمج أهالي سيناء في المجتمع المصري مثل توفير حصة مناسبة لأبناء سيناء للعمل في الشركات التابعة للحكومة والقطاع الخاص، والسماح لأهالي سيناء بتملك أراضي سيناء والبناء عليها.
وكانت الأزمة في سيناء قد بدأت في 29 يوليو الماضي عندما قام عدد كبير من المسلحين الملثمين بمحاصرة قسم شرطة العريش في شمال سيناء وفتحوا النار على قوات الأمن هناك مما أدى إلى مقتل ضابطين وإصابة العشرات. ورفعت الجماعة المسلحة التي هاجمت القسم رايات سوداء كتب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله فيما شهدت شمال سيناء أيضا محاولتين لتفجير خطوط أنابيب الغاز الذي يتم تصديره إلى الأردن وإسرائيل، وذلك خلال الأربعة أشهر الأولى التي أعقبت ثورة 25 يناير.
واكد خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية أن جميع المؤشرات تؤكد أن تنظيم التوحيد والجهاد في سيناء متورط في أحداث العنف الأخيرة في سيناء. وأن الرايات السوداء التي استخدموها والتكتيك والأهداف الأمنية تؤكد أن عناصر التوحيد والجهاد التي أفرج عنها أو هربت من السجون خلال أيام الثورة خططت ونفذت العملية وتنظيم التوحيد والجهاد هو تنظيم ظهر في عام 2003 في منطقة شبه جزيرة سيناء وتبنى عددا من التفجيرات خلال السنوات الماضية من ضمنها تفجيرات شرم الشيخ عام 2005 وتفجيرات منطقة دهب السياحية عام 2006 والتفجير الذي استهدف منطقة الحسين في القاهرة عام 2009 إلا أن قيادت كبيرة في التنظيم أعلنت نبذ العنف وأصدرت مراجعات فكرية لمنهجها الخاص بتحليل استخدام العنف عام 2008 وأفرجت وزارة الداخلية حينذاك عن بعض هذه العناصر وقد اشارت تقارير امنية سابقة بأن جماعة (التكفير والهجرة) في سيناء جناح شكري مصطفى، هي المتورطة في الهجوم على قسم العريش وحوادث العنف الأخرى .
يذكر أنه خلال الثمانينات، ظهر عدد من الجماعات الإسلامية التي تؤمن باستخدام العنف وكان أشهرها (الجماعة الإسلامية) و(جماعة الجهاد) والتي ينتمي إليها أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، وكذلك جماعة التكفير والهجرة إلا أن كلا من الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد أعلنت مراجعة فكرية لمنهجها الخاص بتبني العنف خلال السنوات الـ15 الماضية، وخرج عدد كبير من قياداتها من السجن، آخرهم عبود الزمر الذي شارك في عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.
ويرجع عدد من الإسلاميين تنامي الجماعات الأصولية التي تتبنى العنف في شمال سيناء إلى تجاهل الحكومات المصرية المتعاقبة لسيناء طوال العقود الماضية مما أدى إلى تفشي الفقر والجهل نتيجة البطالة وانعدام الخدمات وانتشار الفكر المتطرف وسط أبناء القرى هناك كما ان البيئة في شمال سيناء تكاد تكون مثالية لظهور جماعات تتبنى العنف طريقا لتحقيق أهدافها، خاصة أن الحياة في العديد من القرى تكاد تكون شبه بدائية ولا يوجد فيها مرافق.
وذكرت تقارير سابقة أن قيادات دينية مفرج عنها كانت في السجن بين عامي 2003 و2004 والتقت مع بعض القيادات الكبيرة التي كانت متورطة في تفجيرات طابا في 2004 وشرم الشيخ في 2005، وقد تلاحظ أن فكرهم ينتمي إلى المدرسة التكفيرية وأنه لا يعترف بالتعددية الفقهية أو التعددية السياسية وأن الأساس هو تكفير أي مسلم يختلف مع منهجهم كما تلاحظ أن مستوى التعليم لديهم متدني للغاية وليس لديهم تأصيل فكري لفكرة استحلال استخدام العنف ضد المدنيين لتحقيق أهدافهم وذلك بعكس طبيعة قيادات الجماعات الإسلامية التي تبنت العنف خلال الثمانينات والتسيعينات في مصر و كان معظمهم يحملون شهادات جامعية رفيعة كالدكتوراه والماجيستير.
وفى ظل الوضع الأمني في سيناء قبل وبعد الثورة فان الوضع الامني خطير ومتدني ويسهل من وجود مثل هذه العناصر، خاصة أن هذه الجماعات لا تقابل أي صعوبات لوجيستية لتنفيذ عملياتها كالحصول على سلاح أو متفجرات أو سيارات أو موارد مادية.