الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كتلة نضال المرأة بطولكرم تنظم ندوة سياسية

نشر بتاريخ: 07/03/2012 ( آخر تحديث: 07/03/2012 الساعة: 14:44 )
طولكرم -معا- نظمت كتلة نضال المرأة، الإطار النسوي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني في محافظة طولكرم ندوة سياسية تحت عنوان "الثامن من آذار ربيع المرأة الفلسطينية.. معركة موحدة من اجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية" وذلك بقاعة النضال بطولكرم.

وحضر الندوة حكم طالب عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وفتحي أبو زيد ومحمد علوش عضوي اللجنة المركزية للجبهة ود.سهام ثابت عضو المجلس التشريعي ومديرات كل من وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الرياضة والشباب ووزارة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني وطاقم شؤون المرأة وأعضاء الهيئة الإدارية لاتحاد المرأة وبمشاركة واسعة من الأطر والمؤسسات النسوية وقيادات القوى والأحزاب السياسية وممثلات وممثلي المؤسسات الوطنية والشعبية والأجهزة الأمنية والإعلامية والاتحادات النقابية ، كما شارك في الندوة وفدين نسويين يساريين من فرنسا وايطاليا.

وتحدثت في الندوة كل من سحر غوشة ، عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ومنى النمورة ، سكرتيرة المكتب التنفيذي لكتلة نضال المرأة في الضفة الغربية ، عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ، وفدوى خضر ، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني ، ودلال سلامة ، عضو المجلس الثوري لحركة فتح ، عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة ، وندى طوير ، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، رئيسة الهيئة الإدارية لاتحاد المرأة بطولكرم ، وأدارت الندوة ميسون شريتح ، سكرتيرة كتلة نضال المرأة بطولكرم.

وفي بداية الندوة رحبت النمورة بالحضور ، مؤكدة أهمية تعزيز نضال المرأة الفلسطينية لتأخذ دورها السياسي والمجتمعي وتحقق حقوقها الكاملة انتزاعا بوسائل نضالية سلمية وتجاوز كافة المعيقات التي تعترض مسيرة المرأة وبناء المجتمع المدني الذي تسوده قيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

واستذكرت النمورة شهيدات الحركة النسوية ، شهيدات فلسطين اللواتي سقطن على درب النضال وفي معارك الصمود وترسيخ الهوية الوطنية ، موجهة أسمى التحيات النضالية للأسيرة المناضلة هناء الشلبي التي تخوض إضرابا ملحميا مفتوحا بأمعائها الخاوية في مواجهة سطوة السجان والجلاد الإسرائيلي المغتصب ورفضا للاعتقال الإداري الجائر ، داعية نساء فلسطين إلى التحرك لنصرة هناء الشلبي وتعزيز وحدة المرأة الفلسطينية حتى تتمكن من تحقيق أهدافها وتطلعاتها وترجمة برامجها وصولا إلى تحقيق المكانة المطلوبة للمرأة.

من جانبها حيّت فدوى خضر المرأة الفلسطينية بعيدها ، مثمنة النضالات والتضحيات الجسام التي بذلتها منذ بداية الصراع ، حيث كانت دائما العنوان للعطاء والمثابرة والبذل في سبيل تحقيق العدالة والحياة الكريمة ، فكانت المبادرة دائما في كل المعارك جنبا إلى جنب مع الرجل تتحدى سياسات وإجراءات الاحتلال وتتمسك بالثوابت الوطنية وتشارك بكل إمكانياتها وطاقاتها في وحدة وتماسك المجتمع الفلسطيني والتصدي لكل الممارسات والقيم الغريبة عن مجتمعنا الفلسطيني.

ودعت خضر إلى تحقيق العدالة والمساواة للمرأة الفلسطينية من خلال الدور المباشر لاتحاد المرأة والأحزاب السياسية وتشكيل قوى ضاغطة لتمكين المرأة من نيل حقوقها بعيدا عن التمييز ، مطالبة المرأة بان تباشر بتحركات واسعة وفي كافة المجالات وعلى كل المستويات لضمان إيصال المرأة إلى مراكز صنع القرار .

بدورها أكدت دلال سلامة أن الثامن من آذار يأتي وما زال الاحتلال قائما ومازالت النضالات والتضحيات والمعاناة مستمرة ، حيث شاركت المرأة الفلسطينية في كل المسيرة الكفاحية بمراحلها المختلفة وشكلت صمام أمان للوحدة الوطنية وحماية الهوية والذاكرة الوطنية للشعب الفلسطيني .

مؤكدة أن المرأة الفلسطينية لم تتخلف يوما عن دورها الوطني جنبا إلى جنب مع الرجل وانخرطت بالأحزاب السياسية وبالمؤسسات وأسهمت بشكل مباشر بممارسة كافة أشكال النضال وفي عملية البناء والتنمية والتطور المجتمعي .

ووجهت سلامة التحية للبطلة هناء الشلبي التي افتتحت فعاليات الثامن من آذار بطريقتها الخاصة عبر معركة ملحمية تخوضها من خلال الإضراب المفتوح عن الطعام لليوم العشرين على التوالي ، معتبرة هذا الإصرار وهذا العنفوان الفلسطيني دليل على صدقية الثورة الفلسطينية وحتمية انتصارها وتحقيق أهدافها الوطنية الناجزة ودحر الاحتلال .

وطالبت سلامة بإبراز دور المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية والنضالية والمجتمعية واستكمال مهام التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي بشراكة وطنية كاملة وعلى أرضية الحفاظ على الحقوق والثوابت والقيم والنضالات الوطنية الفلسطينية .

من ناحية أخرى تحدثت ندى طوير حول الدور الذي لعبه ويلعبه الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية على صعيد تفعيل وإنهاض المشاركة النوعية لقطاعات المرأة الفلسطينية على كافة المستويات ، مؤكدة أن هناك العديد من البرامج والخطط التي يعكف الاتحاد على تنفيذها تجسيدا لمشاركة المرأة .

وأضافت طوير بأن المرأة الفلسطينية عانت من اضطهاد مزدوج بسبب الاحتلال وسياساته العنصرية والاستيطانية الاستعمارية وتنكره لحقوق شعبنا الفلسطيني كافة ، وفي الجانب الاجتماعي بسبب وجود التمييز بين الرجل والمرأة وعدم الثقة بقدرات النساء نتيجة الثقافة النمطية السائدة ، مما أدى إلى عدم إنصاف المرأة في مراكز صنع القرار رغم تطبيق الكوتة النسوية بنسبة 20% فما زالت المرأة الفلسطينية تعاني من وضع اقتصادي سيء ومن فقر وبطالة بنسبة مرتفعة جدا ومن قوانين مجحفة في العمل من خلال تدني الأجور وزيادة ساعات العمل .

وأكدت طوير أن الجانب القانوني مكتنز بالإجحاف والتمييز من خلال القوانين المتعلقة بالميراث والطلاق والنفقة ، داعية إلى إعادة النظر بهذه القوانين وتطويرها بحيث تلامس هموم ومشكلات وحقوق المرأة دون نقصان ، ومطالبة بجسر الفجوة بين الإقرار بحقوق المرأة والقضاء على التمييز ضدها وبين الممارسة الفعلية .

وأكدت سحر غوشة أن أهمية الثامن من آذار تكمن بالوقوف لاستذكار المحطات النضالية لشعبنا وللمرأة الفلسطينية ونساء العالم وفي تكريس الفهم الفعلي والحقيقي للمرأة لحقوقها .

واستعرضت غوشة الأجواء التي صاحبت التحركات الجماهيرية والشعبية في العالم العربي وانعكاسات الربيع الفلسطيني أساسا على الشعوب العربية التي انتفضت لانتزاع حقوقها المدنية والسياسية وتحقيق العدالة والمساواة والأمن والسلم الاجتماعي واحترام الحقوق والحريات العامة، منوهة إلى ضمور المشاركة النسوية في هذا الربيع الذي آن له أن يزهر حقوقا ومشاركة نوعية للمرأة في البرلمانات والحكومات والأحزاب السياسية، وبخاصة وان المراحل السابقة شهدت تصحرا وافتقارا لمثل هذه التحركات التي آن لها أن تترجم بعدالة اجتماعية وبتطبيق فعلي وعادل للشعارات التي حملتها ثورات الربيع العربي.

وأكدت غوشة أن هذا اليوم العظيم هو تخليد لنضالات المرأة ، ومعها كل الديمقراطيين وقوى التحرر ومواجهة الظلم والاضطهاد ، فهذا اليوم يعني الكثير للمرأة الفلسطينية بشكل خاص ، نظرا لارتباطه التاريخي ومنذ انطلاقته عام 1847، بضحايا الظلم وقمع الاحتجاجات النسوية المطالبة برفعه وإنهاء الاحتلال ، مستذكرين قسوة الحروب التي تعرضت لها شعوب العالم ، واستمرارها ضد الشعب الفلسطيني، هذه الحروب التي عادة ما تكون فيها النساء الضحايا المباشرة لوحشيتها ، معتبرة يوم الثامن من آذار هو يوم التخليد لنضالات النساء الفلسطينيات والنساء العاملات في بقاع الأرض ، واستحضارها ضمن مسيرة النضال النسائي ضد التمييز بكافة أشكاله والظلم الواقع على المرأة في سوق العمل من حيث شروط وظروف العمل غير اللائقة والتي تذكرنا بشهيدات المرأة العاملة في فلسطين كضحايا للجشع وغياب الضمانات الفعلية لحماية النساء .

وقدم عدد من المشاركين والمشاركات في الندوة مداخلات أكدت على مكانة قضية تحرر النساء في قلب النضال الوطني والديمقراطي باعتبارها مسلكا إجباريا لإنجاز التحرر الوطني والاستقلال، حيث رأى المتداخلون بأنه لا يمكن الحديث عن تحرر فعلي للنساء في ظل أنظمة الإستبداد الشمولية واقتصاديات التبعية ، مطالبات ومطالبين لأهمية الالتفات للقضايا المجتمعية وسن قانون الأحوال الشخصية ووضع حد لجرائم القتل على ما يسمى شرف العائلة وإرغام الفتيات على الزواج المبكر مؤكدين على ضرورة تحديد سن قانوني للزواج وحماية حقوق المرأة في قضايا الطلاق والميراث والنفقة وأيضا في المشاركة السياسية والنقابية والاقتصادية للمرأة .

وفي نهاية الندوة تم تقدير دروع النخبة باسم كتلة نضال المرأة تكريما لعدد من النساء الرائدات تقديرا للجهود التي بذلنها من اجل رفعة وتطور المرأة الفلسطينية وتحقيق حقوقها السياسية والمجتمعية.