المقدسي: وتيرة عالية من الإعتداءات والاعتقالات بالقدس خلال شباط
نشر بتاريخ: 07/03/2012 ( آخر تحديث: 07/03/2012 الساعة: 15:17 )
القدس- معا- أصدرت دائرة الرصد والتوثيق في مؤسسة المقدسي تقريرها الشهري الشامل حول الانتهاكات التي شهدتها مدينة القدس خلال شهر شباط الماضي.
انتهاك حرية الإقامة والسكن:
أقدمت سلطات الاحتلال ممثلة ببلدية الاحتلال والإدارة المدنية وسلطة الطبيعة بشن حملات هدم متعددة خلال الشهر، حيث نفذت جرافات البلدية وسلطة الطبيعة 7 عمليات هدم في القدس كما وأجبرت مواطنين على هدم منازلهم بأيديهم، حيث هدمت سلطات الاحتلال منزل المواطن محمد عبدالله سمارة في حي الأشقرية في بيت حنينا بحجة عدم الترخيص، كما اعتدت على عائلته.
كما وتم هدم بناء مضاف مساحته 95 متر مربع للمواطن فواز محمد حسونة في شعفاط بحجة عدم الترخيص، والبناء المضاف كان مكون من مطبخ وصالون وغرفة جلوس وحمام، كما وقامت جرافات بلدية الاحتلال بتجريف قرابة 25 دونم من أراضي المطلة في منطقة خلة العين في بلدة الطور.
وقامت جرافات بلدية الاحتلال وسلطة الطبيعة بهدم منزل المواطن أحمد البغدادي في حي الصوانة البالغ مساحته 85 متر مربع، وقامت جرافة تابعة لسلطة الطبيعة بتجريف أرض المواطن شكري فروجة في حي الصوانة وهدمت سياج حديدي محيط بالأرض، كما وقامت جرافات البلدية بهدم خيمة الاعتصام في حي وادي حلوة في سلوان، وهي ما يعرف بمركز مدى سلوان الابداعي، كما وتم تجريف الملعب أمام المركز وهدم بركس غير سكني للمواطن أمين صيام في الأرض نفسها، والبركس مبني من الزينجو ومساحته 60م2، بالإضافة إلى ذلك قامت سلطة الطبيعة بتجريف أرض عائلة المواطن زيد شويكي الكائنة في وادي ياصول في سلوان حيث تم هدم سور من الزينجو طوله قرابة 100م محيط بالأرض من جهتين وهدم حمام مبني من الزينجو مساحته 6م2.
قامت عائلة المواطن أكرم موسى العباسي البالغ من العمر 82 عام بتفيذ هدم ذاتي لمشغل ألمنيوم وبقالة ومخزن صغيرين مجموع مساحتهم 140 م2، كما وقام المواطن عباس خليل الأعور بتنفيذ هدم ذاتي لمحل ألمنيوم مساحته 72م2 في حي عين اللوزة في سلوان.
أصدرت محكمة العدل العليا قرارا بهدم منزل المواطن محمود المغربي من جبل الكبر على خلفية حادث سير تسبب فيه ابنه بجرح فيه 10 اسرائيليين بينهم جنود قبل 3 سنوات.
كما واستلم المواطن محمد عميرة من بلدة صور باهر اخطارا بهدم منزله ودفع غرامة قدرها 15,000 شيكل. وقامت طواقم البلدية بحملة توزيع اخطارات في سلوان وبيت حنينا، حيث اقتحمت قوات من شرطة الاحتلال ومفتشو البلدية حي عين اللوزة وحي العباسية وحي بئر أيوب في سلوان قاموا بتسليم اخطارات بالهدم لعشر عائلات منها عائلة صيام والتي تم الاعتداء عليها بالضرب المبرح ورش غاز الفلفل وبالألفاظ النابية.
وفي تصعيد جديد في سياسية الاحتلال بهدم منازل المقدسيين، أصدر المستشار القانوني لحكومة الاحتلال يهودا فينشتاين قرارا بتشكيل فريق خاص لدراسة سياسة تنفيذ أوامر هدم المباني "غير القانونية" في الأحياء العربية في القدس بسبب تقليص تنفيذ هذه العمليات في السنة الأخيرة، حيث ادعى مدير الرقابة على البناء في بلدية الاحتلال أن البلدية قامت ب8 عمليات هدم فقط في لمباني غير مرخصة في القدس الشرقية العام الماضي مقابل 67 عملية هدم في القدس الغربية، ويجب تطبيق القانون في القدس الشرقية حيث هناك تخلف في فرضه، ومن المتوقع أن يؤدي تشكيل هذه اللجنة إلى زيادة كبيرة في عمليات الهدم، مع العلم أن البلدية والإدارة المدنية تشن حملة هدم شرسة في القدس ومحيطها منذ بداية العام الجاري.
انتهاك حرية أداء الشعائر الدينية والاعتداء على المقدسات:
تكررت دعوات جماعات يهودية متطرفة خلال هذا الشهر إلى اقتحام المسجد الأقصى بهدف تثبيت السيادة الإسرائيلية والدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم، وقد شددت شرطة الاحتلال الإجراءات الأمنية حيث تم تعزيز التواجد في محيط البلدة القديمة وبوابات الحرم كما وتم وضع المتاريس والحواجز على مداخل البلدة القديمة، وفرضت شرطة الاحتلال قيودا على دخول المواطنين.
كما واقتحمت قوات الاحتلال ساحات المسجد الأقصى بعد انتهاء شعائر صلاة يوم الجمعة الموافق 23/02/2012 واعتدت على المصلين، حيث أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي، واندلعت مواجهات في ساحات المسجد أدت إلى ما لا يقل عن 40 إصابة، كما ونفذت شرطة الاحتلال حملة من الاعتقالات على خلفية هذه الأحداث.
الاعتداء على الحق في حرية التنقل:
خلال جولة لوزير الأمن الداخلي لدولة الاحتلال في بلدة سلوان بمرافقة قائد الشرطة وقوات الشرطة والحرس، تم فرض طوق عسكري على البلدة ومنع المواطنين من الخروج من منازلهم، حيث تأتي هذه الجولة تحضيرا لإقامة مركزي شرطة في باب المغاربة وراس العامود.
كما ومنعت قوات الاحتلال في معبر جفعات زئيف الواقع بين قرية الجيب وقرية النبي صموئيل مجموعة من المواطنين من الوصول إلى بيت عزاء في قرية النبي صموئيل، حيث منع المواطنين من عبور الحاجز وطلب منهم إجراء تنسيق أمني من الارتباط ليتم السماح لهم بالدخول، وقد اضطر زوج المواطنة المتوفاة تلقي العزاء عند المعبر.
مخططات استيطانية واقتصادية وتهويدية:
أعلنت بلدية القدس عن مخططان لمصادرة 650 دونم من أراضي عناتا وضاحية السلام والعيسوية، و150 دونم أخرى من أراضي قلنديا وبيرنبالا لتحويلها إلى مكبين للنفايات، وللمشروع أضرار صحية وبيئية ستلحق بالمواطنين، كما وأعلنت بلدية الاحتلال عن نيتها بناء مركز تجاري وموقف على أرض مساحتها 4 دونم تابعة لدير الأرمن في البلدة القديمة، وبدأت بالعمل على مشروع إقامة مسلك للدراجات الهوائية في حي أرض السمار (التلة الفرنسية) حيث تم اقتطاع الشارع من النصف مما سيؤدي إلى التضييق على المواطنين بالإضافة إلى خطر المسلك على الأطفال في الحي، بالإضافة إلى ذلك أصدرت بلدية الاحتلال قرارا إداريا بهدم خيمة الاعتصام في حي البستان بسلوان، حيث علق موظفي البلدية القرار على الخيمة.
أعلنت بلدية القدس نيتها باقامة "بركة طهارة" في مستوطنة معاليه زيتيم في رأس العامود، حيث ستستخدم البركة النساء اليهوديات، وسوف تكون هذه البركة المبنى العام الأول في هذه المستوطنة.
صادقت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء لدولة الاحتلال على مخطط مركز جفعاتي الاستيطاني في حي وادي حلوة في سلوان والبعيد عشرات الأمتار عن باب المغاربة والبلدة القديمة، حيث يشمل المخطط إقامة مبنى ضخم بمسطح مساحته قرابة 10626 م فوق الأرض بالإضافة إلى موقف سيارات ضخم تحت الأرض، حيث سيتم إقامة مركز لدائرة الآثار ومعارض أثرية للاستخدام السياحي كجزء من تهويد القدس ومعالمها وتاريخها.
أخيرا، أعلنت بلدية الاحتلال عن مخطط جديد يهدف إلى تحويل مطار القدس الموجود بجانب قلنديا إلى منطقة صناعية، وقد صادقت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في بلدية الاحتلال على تسجيل أراضي المطار كأراضي مدينية تابعة لدولة الاحتلال، وهذا انتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني والقانون الدولي حيث سيتم تغيير الوضعية القانونية وملكية الأرض ومصادرتها.
احتجازات واعتقالات والاعتداء على الحق في السلامة الجسدية وعلى الممتلكات:
اندلعت مواجهات متفرقة في العديد من البلدات الفلسطينية في القدس على خلفية اقتحامات الأقصى المتكررة والاعتداء الذي تم بعد صلاة الجمعة هذا الأسبوع، وقد تركزت المواجهات التي تكررت في الأيام اللاحقة للاقتحام في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة وسلوان والعيسوية والطور وقلنديا والرام، حيث تم اطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، وقد استشهد الشاب طلعت رامية (25 عام) خلال المواجهات على المدخل الشرقي لبلدة الرام حيث أصيب برصاصة حية اخترقت قلبه مباشرة وأدت إلى استشهاده، ووقع ما يزيد عن 50 إصابة بين الشبان كان بينهم أحد أفراد الدفاع المدني الذي أصيب بعيار مطاطي في اليد أثناء أداء عمله، كما وتم اعتقال ما لا يقل عن 11 شاب من ضمنهم الفتى سميح زغير (15 عام) وقد تم إبعاد عدد من هؤلاء الشبان ومنعهم من دخول المسجد الأقصى لمدة 45 يوم.
كما ونفذت شرطة الاحتلال عددا من الاعتقالات في المسجد الأقصى ومحيطه على خلفية قيام المستوطنين وجماعات يهودية متطرفة باقتحام ساحات المسجد أكثر من مرة تحت حماية قوات شرطة وجيش الاحتلال مما أدى لاستفزاز المقدسيين ومرابطتهم في المسجد، وقد اندلعت مواجهات واشتباكات بالأيدي بين المواطنين وقوات الاحتلال وتم اعتقال ما لا يقل عن 25 مواطن مرابطين داخل المسجد وعلى بواباته من ضمنهم 4 نساء وطفلين ورجال كبار في السن وعدد من المسعفين الذين حاولوا مساعدة بعض المواطنين المصابين، ومن بينهم كان الطفل مالك الأشهب (15 عام) وابن خالته محمد زغير (23 عام) أثناء خروجهما من المسجد الأقصى مع موكب جنازة جدهما المتوفى، وقد تم احتجازهم لمدة يوم وإطلاق سراحهم بكفالة والإبعاد عن الأقصى لمدة شهرين، بالاضاافة إلى الطفل عمر الأعور (14 عام) الذي تم اعتقاله خارج ساحات المسجد ووجهت اليه تهمة رمي الحجارة والتحريض على أعمال شغب، وهو لا يزال محتجزا في مركز توقيف المسكوبية، كما واحتجزت قوات الاحتلال 3 مصورين صحفيين كانوا يغطوا الأحداث داخل المسجد وتم التحقيق معهم، وتم اعتقال المواطنة عايدة الصيداوي (56 سنة) وهي من طالبات مشروع مساطب العلم في المسجد الأقصى أثناء خروجها من المسجد حيث تم التحقيق معها حول سبب زيارتها اليومية للمسجد، وقد تم إطلاق سراحها بكفالة.
اقتحمت قوة كبيرة من القوات الخاصة منزل المواطن أحمد صالح داري في بلدة العيسوية، حيث قامت باعتقال ابنه عدي (13 عام) واقتادته إلى مركز شرطة البريد في شارع صلاح الدين، وخلال العملية حاول والده التدخل حيث تم الاعتداء عليه بمسدس الكهرباء وغاز الفلفل، كما وتم دفعه وطرحه أرضا حيث وقع على ابنه البالغ من العمر عامين، كما وتم الاعتداء بالضرب على زوجته مما أدى إلى نقلها للمستشفى، كما وتم الاعتداء على ابنة المواطن رولا (15 عام) وابنه قصي (11عام)، كما واعتدت شرطة الاحتلال على الفتى حسن الكراوي (15 عام) من سكان بلدة الطور، حيث تعرض له 4 من أفراد الشرطة في اللباس المدني ترجلوا من سيارة مدنية أثناء تواجد الفتى في الي مع صديقه، حيث تم الاعتداء عليهم بالضرب المبرح وإصابتهم برضوض ثم اقتيادهم إلى مركز شرطة البريد في شارع صلاح الدين والتحقيق معهم، وقد تم اتهامهم برشق الحجارة.
كما واعتقلت قوات الاحتلال الفتى فارس أبو ناب (17عام) من رأس العامود أثناء تواجده في البقالة مع أخيه البالغ من العمر 6 سنوات، حيث تم اعتقال الفتى دون أي سبب، وقد تم الاعتداء عليه بالضرب وباستخدام المسدس الكهربائي عدة مرات حتى أثناء تواجده في مركز شرطة البريد في شارع صلاح الدين، وقد وجهت إليه تهمة رمي الحجارة ورمي مفرقعات نارية على جنود الاحتلال، وقد تم إطلاق سراحه بكفالة وفرض الحبس المنزلي عليه لمدة أسبوع.
كما واعتقلت قوات الاحتلال المواطن توفيق أبو اسبيتان البالغ من العمر 43 عام واعتدت عليه بالضرب خلال أعمال التجريف التي تمت في المطلة ببلدة الطور، حيث توجه المواطن إلى أرضه ليرى أعمال التجريف، ويدعي الجنود أنهم أمروه بالابتعاد الا أنه لم يسمع حيث كان يتحدث مع محاميه بالهاتف المحمول، فانقض عليه عدد من جنود الاحتلال وبطحوه أرضا وتم ركله بالأقدام، وقد اتهم المواطن بضرب شرطي.
اعتقلت قوات الاحتلال الشاب كاظم عبيد من مشفى هداسا العيسوية حيث كان يتلقى العلاج بعد أن بحثت قوات الاحتلال عنه في منزله ولم تجده، والشاب كان معتقلا لدى شرطة الاحتلال وتم إطلاق سراحه الأسبوع الماضي.
كما واعتقلت قوات الاحتلال المواطنين هيثم الجعبة وأخيه نافز الجعبة من منزلهما الكائن في حي الواد في البلدة القديمة، حيث اقتحمت القوات الخاصة منزل عائلة الشابين وتم التحقيق معهما ومن ثم اعتقالهما على خلفية مشاركة الشابين في الاعتصام داخل المسجد الأقصى والتصدي لاقتحامات المستوطنين.
كما وتم اقتحام بلدة سلوان أكثر من مرة واندلاع مواجهات والقاء الغاز المسيل للدموع، بالإضافة إلى اقتحام بلدة العيسوية عدة مرات واعتقال عدد من الشبان وتم تفتيش عدد من المنازل واستفزاز سكانها، وقد اندلعت مواجهات في البلدة أطلقت فيها قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع، كما وقامت قوات الاحتلال بمداهمة منزل عائلة الأسير المحرر سامر العيسوي وأخته شيرين العيساوي مرتين، حيث تم الاعتداء على شيرين وعائلتها بالضرب المبرح لمنعها قوات الاحتلال من الاختباء في ساحة المنزل أثناء اقتحام البلدة، وقد تم اعتقال شيرين وأخاها شادي والتحقيق معهما، كما وأصيبت السيدة أم رأفت العيساوي (65 عام) برضوض وتم نقلها إلى المستشفى. كما واندلعت مواجهات في العيسوية على خلفية زيارة رئيس بلدية الاحتلال "نير بركات" للبلدة وتفقد مدرسة بنات العيسوية.
اعتدى موظفي بلدية القدس وأفراد من شرطة الاحتلال على المواطن زكريا حجازي 37 عام أثناء تواجده في شارع صلاح الدين، حيث جرت مشادة كلامية بين الموظف والمواطن على خلفية تحرير مخالفة ورد الموظف وقوات الشرطة المرافقة له بالاعتداء باستخدام العصا الكهربائية حيث طرحو المواطن أرضا وانهالو عليه بالضرب، ويذكر أن المواطن يعاني من مرض نفسي وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.
سياسات وإجراءات عنصرية:
قامت قوة كبيرة من شرطة الاحتلال وحرس الحدود بإغلاق مقر جمعية سلوان الخيرية ونادي إسلامي سلوان، حيث اقتحمت مقر الجمعيتين وعلقت قرار الإغلاق حتى تاريخ 26/02/2012 بتهمة علاقة الجمعيتين بحماس، وقد جددت سلطات الاحتلال أمر إغلاق جمعية سلوان الخيرية ونادي إسلامي سلوان، حيث داهمت قوات الشرطة والقوات الخاصة المؤسستين من جديد وعلقت أمر بالإغلاق لمدة عام بأمر من مفتش عام شرطة الاحتلال.