الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

سواسية يجري تحقيقا موسعاً حول نفاذ الأدوية في قطاع غزة

نشر بتاريخ: 08/03/2012 ( آخر تحديث: 08/03/2012 الساعة: 10:13 )
غزة-معا- أجرى مركز سواسية لحقوق الإنسان تحقيقاً موسعا حول الأزمة التي تعصف بالقطاع الصحي في قطاع غزة نتيجة النقص الحاد والشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة الآلاف من المرضى الأبرياء.

وفي ظل المناشدات المتواصلة من المرضى وذويهم قام المركز بزيارة لقسم الكلية الصناعية للاطلاع على أوجاع المرضى ومعاناتهم، فقد أكد المريض ( خضر محمد أبو صقر- بيت لاهيا ) لمحامي المركز، بأنه احد مرضى الفشل الكلوي التام منذ ثلاث سنوات وهو بحاجة للغسيل ثلاث مرات أسبوعيا كباقي المرضى البالغ عددهم (450 مريضا ) ، وانه يحضر إلى مستشفى الشفاء وهو خائف من عدم إجراء الغسيل في موعده ومتوتر نفسيا بسبب عدم وجود الأدوية والفلاتر اللازمة لذلك وهذا ينطبق على جميع مرضى الكلية.

كما أكد أهالي مرضى الثلاسيميا من الأطفال بأنهم في حالة قلق شديد على حياة أطفالهم بسبب عدم وجود الأدوية اللازمة لهم ، حيث يعاني هؤلاء المرضى من تكسير كرات الدم الحمراء وتخزين الحديد في الجسم وتعريض حياة المرضى للموت المحقق.

والتقى المركز بالدكتور زكري أبو قمر- مدير دائرة مخازن الأدوية المركزية – والذي أفاد بان المستودعات أصبحت شبه خالية من الأدوية وان عدد الأصناف التي نفذت تقارب ( 188 صنفاً ) و(74 صنفا ستنفذ خلال أسابيع قليلة ) وان هناك مرضى لا يتقلون العلاج حالياً بسبب عدم وجود الأدوية .

وأفاد الدكتور محمد النونو- مدير دائرة المهمات الطبية – بان القضية تتعلق بالتوريد من رام الله ، وانه رغم التفاهمات والوعودات وبإشراف الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية إلا أن حكومة رام الله لم تورد حصة غزة رغم المطالبات العديدة باحتياجات غزة.

من جانب أخر أفاد الدكتور نائل سكيك – مدير دائرة الصيدلة بمستشفى الشفاء – بان الخدمات العلاجية في مستشفى الشفاء أصبحت في وضع كارثي بسبب نفاذ الأدوية وخطورة الوضع على الآلاف المرضى ، وهذا يعتبر حكم إعدام بحقهم جميعاً ، مشيراً بان هذه الأدوية غير متوفرة في الأسواق لأنها تخضع لمعايير دولية كأدوية السرطان والثلاسيميا والكلية والقلب والحضانات وخلافه ) ، وانه خلال أيام قليلة سيتوقف إجراء العمليات إذا لم تدخل الأدوية والمحاليل وأدوية التخدير والمستهلكات الطبية.

وتساءل المرضى وذويهم - وهم في حالة بكاء شديد وانفعال -عن المتسبب في معاناتهم ومن له المصلحة في استمرار المعاناة ، وفقدانهم لفلذات أكبادهم وخاصة الأطفال الأبرياء، كما طالبو باسم الإنسانية بضرورة التحرك العاجل لإنقاذهم من الكارثة ، كما تساءلوا ، أين هي المصالحة وأبناء غزة المرضى يموتون كل لحظة بسبب عدم توفير الدواء الذي هو ابسط حقوق الإنسان ؟ وأين حصتهم من الأدوية والموجودة في مستودعات رام الله ؟

وناشد الأهالي المركز و المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان وكل الأحرار في المجتمع الفلسطيني بضرورة التدخل الفوري والعاجل والضغط من اجل رفع المعاناة عنهم وإرسال حصة غزة من الأدوية ، وأنهم سيوكلون محامين لرفع قضية على وزارة الصحة برام الله لمعرفة سبب عدم إرسال حصة أبنائهم من الأدوية وتحميل المسؤولية عن حياتهم المهددة بالموت باى لحظة ، كما طالبوا الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية باعتبارها جهات دولية وسيطة بين غزة ورام الله بالضغط على حكومة رام الله لتنفيذ التفاهمات والاتفاقيات وإرسال حصة غزة من الأدوية لإنقاذ حياة أبنائهم المرضى.