الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عيادة لجان العمل الصحي المتنقلة: سنوات من العطاء وأمل حقيقي لسكان الريف الفلسطيني

نشر بتاريخ: 10/12/2006 ( آخر تحديث: 10/12/2006 الساعة: 11:35 )
رام الله- معا- تعد العيادة المتنقلة التابعة لمؤسسة لجان العمل الصحي واحدة من اهم البرامج التي تنفذها المؤسسة في الريف الفلسطيني بغية رفع الظلم عن هذا القطاع الذي الم به بسبب سياسات الاحتلال وسوء توزيع الخدمات الصحية في المجتمع الفلسطيني.

ويرى الدكتور حسام الريماوي مدير منطقة الوسط في لجان العمل الصحي، أن الدافع وراء إنشاء هذه العيادة كان تقديم المساعدة الطبية والإنسانية والرعاية الأولية لكل من يحتاج إليها، كما أنها تعمل على التعزيز والتثقيف الصحي في القرى التي تعمل بها, مشيرا إلى أن البدايات جاءت استجابة إلى الواقع الذي أفرزته الانتفاضة من حصار وإغلاق وتقطيع للأوصال ما يعني حرمان تدفق الخدمات الصحية نحو الأرياف من جهة وصعوبة وصول سكان القرى إلى المدن حيث تتركز الخدمات الصحية للحصول على احتياجاتهم.

وأضاف الريماوي أن المؤسسة اختارت القرى التي تعمل بها العيادة المتنقلة في محافظة رام الله والبيرة بعناية بعد دراسات لواقع الاحتياجات الماسة لقرى رنتيس واللبن الغربي وراس كركر وكان الانطلاق في العام 2002.

وتضم العيادة المتنقلة طبيبا عاما وأخصائية نسائية وممرضة تقوم بزيارة كل قرية من القرى الثلاث بواقع يومين أسبوعيا لتقديم خدماتها للمواطنين هناك.

وينطلق الطاقم الطبي بشكل يومي من مقر العمل الصحي في مدينة البيرة باتجاه مواقع العمل عبر الحواجز العسكرية التي تنتشر بين رام الله وقراها وغالبا ما تتعرض العيادة للتفتيش والإعاقات على الحواجز. وبالرغم من ذلك يصر الطاقم على مواصلة طريقة وأحيانا يضطر لسلوك طرق التفافية وعرة حرصا على الوقت الذي قد يهدر على الحواجز.

ويشتكي طاقم العيادة المتنقلة من صلف جنود الاحتلال الذين يجبرونه غالبا على إفراغ السيارة التي تقله من كل محتوياتها علما أن بعض الأدوية والعلاجات لا تحتمل العبث بها وفتحها كونها معدة للفتح والاستخدام مرة واحدة.

كما قامت سلطات الاحتلال خلال الفترة الماضية باعتقال سائق سيارة العيادة المتنقلة لمدة أكثر من عام ولكن العيادة لم تتوقف عن عطائها.

أما الخدمات التي تقدمها العيادة للمستفيدين فتشمل المساعدة الطبية والإرشادية والرعاية الأولية بجميع أشكالها والكشف المبدئي والشامل وتزويد المرضى بالأدوية اللازمة ومن يحتاج من المرضى لمتابعات صحية يحوله الطاقم إلى مراكز ومستوصفات لجان العمل الصحي القريبة لمتابعة العلاجات اللازمة.

ولان الخدمات المقدمة لا تقتصر على القرى الثلاث فان الطاقم العامل في العيادة المتنقلة يعمل حتى ساعات متأخرة كون العديد من سكان القرى القريبة يتدفقون لتلقي الخدمة الصحية.

كما أن الطاقم في كثير من الأحيان يقدم خدماته للمرضى والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة داخل منازلهم مستفيدا من العلاقات الحميمة والجيدة مع المجتمع المحلي في المناطق التي يعمل بها.

وفيما يخص طاقم صحة المراة فانه يقدم خدمات رعاية الحوامل للنساء والكشف العام والفحص السريري الشامل ومتابعة الجنين ونموه وتطوره عدا عن الفحص التلفزيوني.

وبحسب إحصاءات العمل الصحي فان ما يقارب من الأربعين ألف مواطن ومواطنة في ريف رام الله والبيرة قد استفادوا من خدمات العيادة المتنقلة منذ انطلاقتها، عدا عن ألاف من الطلبة والمواطنين الذين استفادوا كذلك من أنشطة الصحة المدرسية والمحاضرات التثقيفية والتنموية التي تقدمها العيادة المتنقلة في رنتيس واللبن الغربي وراس كركر.

وبحسب الدكتور الريماوي فان لجان العمل الصحي واستنادا إلى الاستراتيجية التي تتبناها وتؤمن بها تسعى لتوسيع خدماتها لتصبح في متناول الجميع وخاصة في المناطق المهمشة والمعزولة.