الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الوطني وأول الغيث ...

نشر بتاريخ: 10/03/2012 ( آخر تحديث: 10/03/2012 الساعة: 09:39 )
بقلم : ناصر العباسي

نجح منتخبنا الوطني الفلسطيني لكرة القدم من تحقيق فوزاً ثميناً في بداية مشوار بطولة التحدي الآسيوية بعد أن تجاوز في لقاء أمس الأول عقبة المنتخب المستضيف للبطولة "نيبال" ، وكما توقعنا فان فرسان الوطن كانوا عند حسن الظن ، وفازوا بهدفين نظيفين سجلهما علاء عطيه والفهد عتال ، والأخير كنت قد راهنت عليه في مناسبات ماضية على صفحات القدس الرياضي بعد تألقه الواضح في مرحلة إياب دوري جوال للمحترفين مع فريقه شباب الخليل واعتبر أكثر اللاعبين تسجيلاً للاهداف في تلك المرحلة .

والفوز علة نيبال جاء أيضاً بعد مجهود وفير قدمه فرسان الوطن خلال المباراة وتألق بعض اللاعبين خاصة الحارس المميز رمزي صالح وحسام أبو صالح والعتال وغيرهم اضافة الى العزيمة والإصرار لدى الجميع في تحقيق نتيجة ايجابية حيث كان الشعور السائد أن منتخبنا سيقدم كل شيئ بعد الروح المعنوية العالية التي لوحظت من خلال تصريحات سابقة للاعبين والجهاز الفني بقيادة المدير الفني الكابتن الكابتن جمال محمود الذي يعود له الفضل في هذا الفوز رغم الظروف الصعبة التي واجهها الوطني خلال الفترة الماضية .

إن الفوز على الدولة المستضيفة في بداية المشوار معناه أن "أول الغيث قطرة" ، ويجب التركيز في الجولات القادمة للتأهل الى الدور الثاني من البطولة لأننا لم ننجز المهمة بعد ، وهدفنا فقط هو التتويج بالبطولة رغم قوة المنتخبات المنافسة خاصة كوريا الشمالية والهند المتواجدة في المجموعة الثانية ، لكن الفوز الأول له فؤاد متعددة لعل أبرزها ثقة الأسرة الرياضية بقدرات المنتخب الوطني في تحقيق انجاز خاصة في البطولات الرسمية التي لم يسبق أن حققنا من خلالها انجاز يذكر باستثناء حصولنا على المركز الثالث والميدالية البرونزية ضمن البطولة العربية والتي أقيمت بالأردن وجاء هذا الانجاز في عهد المدير الفني الراحل عزمي نصار ، اضافة الى وضع اسم فلسطين على الخارطة العالمية من خلال نتائجها الرياضية التي طال إنتظارها .

أما الفائدة الثانية تتعلق بالتصنيف الدولي للمنتخبات العالمية والذي تصدره "الفيفا" في كل شهر ، وبالتالي من المفترض أن تقفز فلسطين الى مراتب متقدمة في التصنيف الدولي الجديد اذا ما حققت نتائج ايجابية في تلك البطولة ، ويتماشى ذلك أيضا مع حجم الحراك الكروي التي شهدته الساحة الرياضية خلال السنوات الماضية .

أما الفائدة الثالثة تتعلق بقدرة لاعبينا المحليين والمحترفين على تحقيق نتائج إيجابية في ظل غياب العديد منهم أمثال المصري وعياد والعمور والبهداري وجعرون وذيب وحربي والقائمة تطول ، ورغم ان حجم استعدادات الوطني التي كانت محدودة الا أن اللاعبين أثبتوا جدارتهم من خلال اللقاء الافتتاحي .

ورغم الفوز الا اننا يجب ان نقول ان المستوى الفني الذي ظهر به فرسان الوطن ما زال بحاجة الى الكثير رغم تلك الظروف خاصة انه لوحظ غياب الانسجام في بعض الفترات بسبب قلة اللقاءات التجريبية القوية ، وهذا الجانب جعل الجهاز الفني للوطني يستقر على تشكيله مثالية من افرازات المعسكر الاخير الذي اقيم بالامارات .

وأخيراً يبقى الهدف المنشود الذي تنتظره الجماهير الفلسطينية هو التتويج باللقب من أجل التأهل مباشرة لنهائيات كأس أمم آسيا 2015 م ، ويجب الإستعداد الجيد وعدم التهاون أو التفريط بالمباريات القادمة ، لذلك ننتظركم يا فرسان الوطن بمواصلة تحقيق النتائج المرضية ، ونحن واثقون بأن اللاعب الفلسطيني قادر على التحدي في بطولة التحدي ، لرفع الراية الفلسطينية والمنافسة في مختلف المحافل ، وفقكم الله ولنا لقاء في مناسبات قادمة وللحديث بقية ... .