حاجز الظاهرية ... إذلال ممنهج لأهالي الأسرى
نشر بتاريخ: 10/03/2012 ( آخر تحديث: 10/03/2012 الساعة: 13:26 )
الخليل - معا - سلطت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الضوء على ما يتعرض له أهالي الأسرى من الخليل وبيت لحم على حاجز الظاهرية أو ما يعرف بحاجز الشمعة الواقع إلى الجنوب من الخليل خلال زياراتهم لأبنائهم في سجون الجنوب (ريمون ونفحة).
وقال التقرير إن هذا الحاجز يعتبر أداة إذلال ممنهجة ومقصودة بحق الأهالي، وتحول في الفترة الأخيرة إلى مكان للمواجهة بين أهالي الأسرى وجنود الحاجز، حيث نظم إعتصام إحتجاجي واسع على الحاجز قرر فيه الأهالي والأسرى في السجون وقف الزيارات.
أهالي الأسرى أفادوا أن جنود الحاجز يتعمدون تفتيش الأهالي وخاصة النساء بشكل عاري مما خلق تذمراً واسعاً في صفوفهم، حيث رفض عدد منهم التفتيش ومن ثم لم يكملوا الرحلة إلى الزيارة.
النساء هن المستهدفات على هذا الحاجز الذي يعتبر البوابة الإجبارية لأهالي الأسرى إلى سجون الجنوب، فلا يكتفي الجنود والمجندات بالأجهزة الإلكترونية في التفتيش، وإنما يتعمدون إجبار النساء على خلع ملابسهن بطريقة مذلة ومهينة.
الصدام على الحاجز لا زال متواصلاً، وقد أعلن أهالي الأسرى في مناطق بيت لحم والخليل توقفهم عن الزيارات إذا استمرت هذه المعاملة المهينة للكرامة، وعقد أكثر من لقاء مع المسؤولين في الصليب الأحمر الدولي كجهة منظمة للزيارات تجري التنسيق مع الجانب الإسرائيلي ولكن بدون أية نتيجة.
لقد إنعكس ذلك على الأسرى في السجون، حيث رفضوا الزيارات المغموسة بطعم الذل و الإهانة لأهاليهم، وقاموا بخطوات إحتجاجية أدت إلى الصدام والإشتباك بين الأسرى والسجانين.
وقال الأسير جمال الرجوب ممثل الأسرى في سجن ريمون المحكوم بالسجن المؤبد إنه خلال زيارة أهالي محافظة الخليل يوم 26/2/2012 تم تفتيش النساء على حاجز الظاهرية بشكل عاري، وعندما أبلغ الأسرى بذلك قام الأسرى بالإحتجاج الشديد وحصل إشتباك بين الأسرى والسجانين وعراك بالأيدي وأوقفت الزيارات، وبدأ الأسرى بالتكبير والضرب على الأبواب، وتم إحراق الفرشات داخل قسم 7، مما دفع قوة كبيرة من الجنود إلى إقتحام السجن ومصادرة كافة محتويات الأسرى وإخراج عدد منهم إلى الزنازين وفرض عقوبات على الأسرى بالحرمان من الكنتين والزيارات لعدة شهور إضافة إلى نقل عدد من الأسرى إلى سجون أخرى، وقطع الماء والكهرباء عن المعتقلين.
الرجوب يقول" كرامتنا أغلى من كل شيء، ولا نريد هذه الزيارات التي تهان بها زوجاتنا وأخواتنا، وان الأسرى أرسلوا رسائل إلى كافة الجهات المسؤولة في الصليب الأحمر وإدارة السجون حذروا فيها من خطورة إستمرار سياسة إذلال الأهالي على الحواجز، وأن هذا الموضوع خط أحمر بالنسبة للأسرى.
إن عدد كبير من أهالي الأسرى الذين يمكثون لساعات طويلة على الحواجز سواء في البرد الشديد، أو في الحر الشديد، يعودون رافضين الزيارة بسبب المعاناة الطويلة، وبعضهم قد مزق الجنود تصاريحه دون إبداء أي أسباب، وخاصة أن الإجراءات المتخذة على الحواجز تجعل من الزيارة كابوساً ثقيلاً وخاصة على المرضى وكبار السن.
والدة منيف أبو عطوان التي تعرضت للإذلال على حاجز الظاهريةـ، أصيبت بحالة إغماء وتعب شديد، وبعد زيارة إبنها توفيت فور عودتها، وعلى نفس الحاجز وبسبب المعاناة الطويلة أجهضت عدة نساء منهن إبنة الأسير فتحي النجار وشقيقة الأسير ياسر الشرباتي.
حاجز الظاهرية العسكري نموذج لعشرات الحواجز المنتشرة في داخل إسرائيل والتي من خلالها يتم تعذيب أهالي الأسرى وإذلالهم والتنغيص على حياتهم، لذى فقد تحولت الزيارات إلى عقوبة قصوى للأهالي ورحلة مليئة بالمرارة والمعاناة.