ادمانا "شبل الاسد".. والجيش الحر..تغريبة "اهل الحارة" السورية!!
نشر بتاريخ: 10/03/2012 ( آخر تحديث: 19/04/2012 الساعة: 14:25 )
كتب ابراهيم ملحم -ادمى قلوبنا،واغرق ماقينا،وهد حيلنا ذلك المنفلت من عقله، وعقاله، وهو يُعمل قتلا،وسحلا،وذبحا، بشعبه الحر العظيم المنتفض على الظلم، والقهر، والاستبداد المقيم، في البلاد منذ عقود..
ما تطيره وكالات الانباء من برقيات ،عن شهود العيان من الصحفيين الذين دفع بعضهم حياته لكشف حقيقة ما يجري هناك يظهر المدى المذهل والمروع والمخجل من الاجرام الذي يمارسه النظام بحق شعبه ،فعائلات باكملها ذبحت ،واخرى هربت في عمليات نزوع جماعي بعشرات الالاف خوفا من بطش المستبد، ودمويته التي فاقت ما جرى في سيريبرينيتشا حسب وصف احد الصحفيين الخارجين من بابا عمرو .
يقول المصور الصحفي البريطاني" بول كونروي" الذي اصيب خلال تغطيته للثورة السورية "ان التاريخ سيحكم على قصف النظام السوري محافظة حمص على انه مذبحة تضاهي ما حدث في رواندا او سيريبرينيتشا"
واضاف كونري: انه شهد بعينيه عملية ذبح منهجية للمدنيين وانه رغم خبرته الصحفية في مناطق الحروب فانه لم يشهد اي شيء بهذا المستوى.
في الماضي كان معلم اللغة العربية يجد صعوبة في ايجاد وسيلة الايضاع المناسبة لافهام طلبته معنى بيت الشعر القائل:
اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تحسبن ان الليث يبتسم !
اما اليوم وفي زمن ثورة الاتصالات تكفي زيارة واحدة لـ اليو تيوب " ليجد المعلم افضل وسيلة ايضاح لتلاميذه وهم يرون "شبل الاسد" يضحك ملء شدقيه في كل اطلالة له والتي تضاعفت في الاونة الاخيرة ليعرف التلاميذ معنى ابتسامة الليث تزأر دما ودمارا ،وذبحا للاطفال والنساء .. فالشوارع والمدن السورية تغرق في بحر من الدماء جراء ما يقوم به النظام من مجازر تقشعر لها الابدان، اطفال بلا رؤوس، وبيوت تدك بالمدفعية على رؤوس ساكنيها ،وعائلات كاملة تذبح امام ابنائها ونساء يتدافعن مع اطفالهن بعمليات نزوح جماعي شهدها حي بابا عمر معقل الثورة السورية .
يوما بعد يوم تذهب الازمة السوربة الى استعصاءات بالغة التعقيد يدفع الشعب السوري خلالها دما ودمارا وهو يقف بين سندان الاستبداد ومطرقة الجيش الحر الذي يعسكر الثورة وما يترتب علي ذلك من اكلاف عالية. الامر الذي يزيد من ضبابية المشهد وتعقيداته ويفتح الابواب امام رياح التدخل الاجنبي المدان.
لن يغيث الشعب السوري لا التدخل الاجنبي، ولا اصدقاء سوريا، فعسكرة الثورة السلمية نعقد الازمة، فقوة الثورة في سلميتها مهما بلغ بطش النظام ذلك ان اعداد القتلى الذين يسقطون بالثورة المسلحة اضعاف ما يقتلون بالثورة السلمية وما يجري من محاولات عسكرة الثورة يجعلنا نخاف اكثر على سوريا من امراض البلقنة واللبننة والعرقنة والبرقنة" نسبة لاقليم برقة وعاصمته بنغازي الذي يجري الان سلخه عن الجماهيرية وربطه بها بعلاقة فيديرالية ".
باتت سوريا اليوم" ارض الخراب والاستقطاب الدولي "التي تجري عليها حرب بالانابة ، لا يضير القوى العظمى اطالة امدها لاشغالها واشعالها بالنار الدائمة طالما ان الشعب السوري ومقدراته حطبها .
منذ اندلاع الثورة ونحن في صراع بين عقولنا ،وضمائرنا ازاء ما يجري في الشام ،لتنتصر ضمائرنا على عقولنا،ونحن نرى النظام يمتطي صهوة الحل الامني وسيلة لقمع ارادة الحرية والكرامة الوطنية لشعبه ،وهو الحل الذي يغري بالتدخل الاجنبي ويستعجله و يجعل البلد في مهب رياح التدخلات الخارجية ذات الاجندات المتشابكة.....نضرع الى العلي القدير ان يحفظ الشعب السوري وان يبلسم جرحة والا يطيل تغريبته وحريته .