قوات غربية تقتل 16 مدنيا في افغانستان
نشر بتاريخ: 12/03/2012 ( آخر تحديث: 12/03/2012 الساعة: 11:17 )
القدس- معا- وكالات- قال مسؤولون أفغان ان جنديا امريكيا او اكثر قتلوا 16 مدنيا بينهم تسعة اطفال رميا بالرصاص في اقليم قندهار الجنوبي اليوم الأحد فيما وصفه شهود عيان بأنه مجزرة.
وقال حلف شمال الاطلسي انه احتجز جنديا امريكيا فيما يتعلق باطلاق النار وقال مسؤولون ان الجندي برتبة سارجنت.
ومن المرجح ان يزيد الحادث - وهو من بين اسوأ الحوادث من نوعه منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001 - حدة الخلاف بين واشنطن وكابول.
وقالت السفارة الأمريكية في كابول ان من المحتمل وقوع عمليات انتقامية ضد الأمريكيين بعد الحادث الذي يأتي بعد اسابيع من احراق مصاحف على ايدي جنود أمريكيين في قاعدة لحلف شمال الأطلسي وهو ما ادى الى احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للغرب اسفرت عن مقتل 30 شخصا على الاقل.
وقال اقارب وجيران للقتلى إنهم رأوا مجموعة من الجنود الأمريكيين يصلون إلى قريتهم في منطقة بانجوايي في نحو الثانية صباحا ويدخلون منازل ويطلقون النار.
وذكر مسؤول دفاعي امريكي رفيع ان واشنطن ترفض ما رواه شهود العيان عن ان جنودا بدا انهم سكارى اطلقوا النار. وقال المسؤول "بناء على المعلومات الاولية نجد ان هذه الرواية خاطئة تماما... نعتقد ان جنديا امريكيا واحدا تصرف بمفرده لا مجموعة من الجنود الامريكيين".
واتهم رجل افغاني قال ان اطفاله قتلوا في اطلاق النار الجنود باحراق الجثث لاحقا.
وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما اليوم الاحد انه يشعر "بحزن عميق".
واضاف في بيان "هذا الحادث مأساوي ومروع ولا يمثل الطابع الاستثنائي لجيشنا والاحترام الذي تكنه الولايات المتحدة لشعب افغانستان."
واتصل اوباما بنظيره الافغاني ووعده بالتحقق من الامر بسرعة و"المحاسبة الكاملة لأي شخص مسؤول".
وندد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بمقتل المدنيين ووصفه بانه "قتل عمد" وطالب بتفسير من الولايات المتحدة. وقال مكتبه في بيان ان تسعة أطفال وثلاث نساء كانوا ضمن ضحايا إطلاق النار.
وتباينت روايات المسؤولين الافغان بشأن عدد الجنود الامريكيين الذين شاركوا في اطلاق النار. واصدر مكتب كرزاي بيانا نقل عن احد السكان قوله "ايقظ جنود امريكيون اسرتي واطلقوا النار على وجوههم".
وقال وزير الشؤون الحدودية والقبلية اسد الله خالد ان جنديا امريكيا اقتحم ثلاثة منازل قرب قاعدته عند منتصف الليل وقتل 16 شخصا من بينهم 11 شخصا في المنزل الاول.
وقال متحدث باسم قوة المعاونة الامنية الدولية التي يقودها حلف شمال الاطلسي ان الجندي الامريكي "عاد إلى القاعدة وسلم نفسه للقوات الامريكية هذا الصباح" واضاف انه لم تكن هناك اي عمليات عسكرية في المنطقة عندما وقع الحادث.
وتقع منطقة بانجوايي على بعد نحو 35 كيلومترا غربي مدينة قندهار. وتعتبر المنطقة المركز الروحي لحركة طالبان ويعتقد انها تحفل بانشطة المتمردين.
وقال شخص يدعى حاجي صمد ان 11 شخصا من أقاربه قتلوا في منزل واحد بينهم ابناؤه. وأظهرت الصور جدرانا ملطخة بالدماء في مكان قتل الاطفال.
وأضاف صمد "رأيت ان كل اقاربي الأحد عشر قتلوا بمن فيهم ابنائي واحفادي."
وقال جيران انهم استيقظوا على صوت اعيرة نارية يطلقها جنود أمريكيون وصفوهم بانهم كانوا سكارى ويضحكون.
وقال جار يدعى اغا لالا زار أحد المنازل التي شهدت اطلاق النار "كانوا جميعهم سكارى ويطلقون النار في كل اتجاه,.. جثثهم (القتلى) كانت مليئة بالاعيرة النارية."
وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير ان وزير الدفاع ليون بانيتا " "يشعر بحزن عميق بعد سماعه بهذا الحادث الليلة الماضية ويتابع عن كثب التقارير الواردة من افغانستان." وعبر البيت الابيض ايضا عن قلقه.
وقالت حركة طالبان في بيان ارسل بالبريد الالكتروني الى وسائل الاعلام انها ستنتقم للضحايا.
وقالت السفارة الأمريكية في كابول انه يجري التحقيق في الحادث "وسيتم تحديد الشخص أو الاشخاص المسؤولين عن هذا العمل وتقديمهم الى العدالة."
وعبر الجنرال جون ألين قائد قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) عن شعوره "بالحزن والالم" ووعد باجراء تحقيق سريع.
وقال وزير الحدود وشؤون القبائل الأفغاني أسد الله خالد الذي يحقق في الحادث إن الجندي دخل ثلاثة منازل وقتل 11 شخصا في المنزل الاول.
وسقوط ضحايا بين المدنيين من بين الأسباب الاساسية للخلاف بين حكومة كرزاي المدعومة من الغرب وقوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان.
ومن شأن الحادث ان يزيد عمق الخلاف بين واشنطن وكابول في الوقت الذي يستعد فيه حلف الأطلسي لتسليم المسؤوليات الأمنية للأفغان بحلول نهاية 2014 في عملية بدأت بالفعل.
وكان حادث احراق المصاحف وما اعقبه من عنف بما في ذلك موجة من الهجمات المميتة على ألامريكيين اختبارا للعلاقات الهشة بين حكومتي كرزاي والرئيس باراك اوباما وابرز التحديات التي يواجهها الغرب حتى وهو بسبيله الى الانسحاب.
ومن المقرر ان تنسحب جميع القوات الاجنبية المقاتلة بحلول نهاية 2014 من حرب مكلفة يتراجع التأييد لها على نحو متزايد.