ورشة في غزة حول واقـع المرأة في ضوء الربيع العربي
نشر بتاريخ: 12/03/2012 ( آخر تحديث: 12/03/2012 الساعة: 12:56 )
غزة-معا- نظم مركز رام الله لدارسات حقوق الإنسان، اليوم ورشة عمل حول " واقع المرأة في ضوء الربيع العربي "، وذلك في قاعة المركز بغزة.
وأوضح طلال أبو ركبة، منسق فعاليات المركز بغزة، أن هذا اللقاء يأتي بمناسبة الثامن من آذار ، وهو محاولة للوقوف على المتغيرات التي يمكن أن يحدثها الربيع العربي في واقع المرأة العربية ، والنتائج المأمولة في تمكين المرأة من المشاركة بفعالية في الحياة السياسية والثقافية ، وان السؤال عن غياب المرأة عن نتائج ما تحقق عربيا هذا العام هو سؤال مشروع في الاحتفال بيوم المرأة بعد إعادة بناء بعض النظم السياسية في ظل غياب الحضور النسوي الذي ستبقى الذاكرة العربية تحفظ أصوات حناجرهن في الساحات والميادين وتعترف بأنهن لم يكن شاهدات يجلسن للمراقبة على ضفاف التاريخ بل اندفعن وبكل قوة وسط أمواجه العاتية للمشاركة في صناعة مستقبل الشعوب على أسس من العدالة والحرية، ليكتشف أن لا نصيب للمرأة في العدالة والحرية، فقد بدت سيطرة شبه واضحة للرجال على البرلمانات المنتخبة بفعل ثورات شكلت النساء نصف وقودها.
بدورها أوضحت الناشطة النسوية والمحامية فاطمة عاشور أن الثورات العربية لم تحدث تغييرا في منظومة الوعي الموروثة لمئات السنين، وما زالت المجتمعات العربية تحكم على النساء بالإقصاء والتهميش وترفض الاعتراف بقدرتهن على المشاركة بعد أن أثبتن أنهن لسن ناقصات عقل وكتبن شهادة الحضور الصارخ بالدم والسحل بدءاً من جميلة بوحيرد ، وانتهاء بهناء شلبي وما بينهما من عشرات ومئات النساء العربيات اللواتي تزدحم بها ذاكرة الحرية في الوطن العربي.
أما المحلل السياسي طلال عوكل فلقد أوضح بأن الإرث الثقافي للمجتمعات العربية أدى إلى عزل وتهميش المرأة، ولكن الأخطر من ذلك أن هذا أدى إلى تسليم المرأة بصحة الثقافة السائدة لدرجة أفقدتها ثقتها بنفسها، فهي تشكل نصف المجتمع، فلماذا لا يترجم ذلك كقوة سياسية مثلا، وما دامت بهذه القوة، فلماذا يجرف الرجل أصوات النساء في الانتخابات بينما تحرم النساء من تلك الأصوات، هذا ربما لاعتقاد المرأة بأن الرجل قادر على القيادة أفضل منها حتى وإن تمكنت الكثير من النساء إثبات عكس ذلك ليس فقط على مستوى المنطقة العربية بل وأيضا على مستوى العالم.
ونوه إلى أن هناك صورة نمطية للمرأة في الثقافة والتقاليد العربية، هذه الصورة هي التي حددت مكانتها المهشمة في المجتمع، ولأن الواقع العربي يعاني من أزمات مركبة يدفع ثمنها الجميع ومن الطبيعي أن يكون نصيب المرأة هو الأكبر، فالمجتمعات لا تزال بعيدة عن قيم الحرية والعدالة بفعل غياب مقدمات اجتماعية تشكل أرضية لثورة الحريات، هذا لا يعني تسليم المرأة بهذه المكانة انتظار تحولات التاريخ الهائلة وتشكل المدن ودخول عصر الصناعة وعلمنة المجتمعات بقدر ما أنه يمكن العمل على تعزيز وضع مكانة المرأة، فالربيع العربي أحدث تقدما في مجال الحقوق بالنسبة للشعوب، صحيح أنه لم يصل للحد المطلوب ولكن السؤال الذي يجب أن يسكن المرأة هو : كيف تمكن الرجل وحده من حصد مكاسب الربيع في حين أن المرأة التي غامرت بحياتها في زراعة البذور وجدت نفسها مقصاة حين الحصاد .. بل ووجدت نفسها محل استهداف في برلمانات سيطر عليها من رسخوا صورة المرأة، هذا هو المهم بالنسبة للمرأة وليس الاحتفال بها يوما واحدا في العام.