الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خبراء يدعون إلى الاهتمام بالدراسات والإحصاءات الخاصة بالمعاقين

نشر بتاريخ: 10/12/2006 ( آخر تحديث: 10/12/2006 الساعة: 19:10 )
غــزة-معا- استمرت لليوم الثاني على التوالي في كلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية بغزة فعاليات الملتقى الإبداعي الثاني للمعاقين حيث تخللها ندوة علمية إضافة ليوم مفتوح بمشاركة المئات من الأطفال المعاقين وذويهم.

وقد دعا خبراء في مجال الإعاقة إلى زيادة الاهتمام بالدراسات والبحوث الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، والعمل على توفير بيانات وأرقام قائمة على أساس علمي وتعكس الواقع الفعلي للإعاقة في فلسطين وذلك خلال الندوة العلمية بعنوان "واقع المعاق الفلسطيني والتحديات التي تواجهه" بحضور عدد من الباحثين وممثلي جمعيات التأهيل في قطاع غزة وعدد من طلبة الكلية.

أرقام ناطقة

وأوضح الباحث حسين منصور مدير عام جمعية جباليا للتأهيل خلال الندوة أن مشكلة الإعاقة هي في تفاقم مستمر وان عدد المعاقين يزداد يوما بعد يوم مبينا أن الدراسات التي أجريت في هذا المجال تشير إلى أن عدد الأشخاص المعاقين على مستوى العالم زاد على 650 مليون شخص معاق، حيث بلغت النسبة من 8ـ10% من سكان العالم, ومعظمهم في الدول النامية.

وأضاف منصور أن نسبة حالات الإعاقة المتوسطة والشديدة تتراوح بين 2ـ4% من مختلف الأعمار في كل مجتمعات العالم وتطرق منصور إلى مشكلة الإعاقة في العالم العربي موضحا أن عدد المعاقين على مستوى العالم العربي وصل إلى حوالي 20 مليون شخص معاق مشيرا أن هذه الأرقام هي في تزايد مستمر.

وتحدث منصور خلال الندوة التي شارك فيها العشرات من ممثلي جمعيات ومؤسسات تأهيل المعاقين إضافة لعدد كبير من طلبة الكلية عن واقع الإعاقة في فلسطين مسترشدا بعدد من الإحصاءات التي عكست حجم المشكلة وتزايدها المستمر وأوضح أن عدد المعاقين في فلسطين بلغ حوالي 109.035 معاقاً، منهم 69.145 معاقاً في قطاع غزة، ويمثل هؤلاء المعاقون بحسب منصور ما نسبته 3% من المجتمع الفلسطيني.

وبالحديث عن أنواع الإعاقة أكد منصور أن أكثر الإعاقات هي الإعاقات الحركية تليها الإعاقات البصرية ثم الإعاقات العقلية، وأضاف " أن أكثر من 70% من المعاقين كانت إصابتهم بالإعاقة نتيجة عوامل مرضية أو خلقية وبسبب الأعمال العدوانية الإسرائيلية".

واقع الخدمات

وتطرق الباحث منصور إلى واقع مؤسسات الإعاقة في فلسطين ونشأتها موضحا أن هذه المراكز والجمعيات تقدم خدماتها للمعاقين منذ فترة ما قبل الانتفاضة الأولى وأضاف قبل الانتفاضة الأولى كانت جمعية رعاية المعوقين (مركز شمس), التي أُنشأت في العام 1975, كأول جمعية تهدف إلى تقديم خدمات للأشخاص المعاقين عقلياً في قطاع غزة, وتقلصت خدمات الجمعية في العام 1994, بسبب توقف التمويل.

وأوضح منصور أن عمل جمعيات ومؤسسات التأهيل قد شهد تطورا ملحوظا في فترة ما بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى وقال "لقد شهدت المؤسسات الأهلية العاملة في مجال رعاية وتأهيل المعاقين زيادة واضحة في أعدادها بعد تولي السلطة الفلسطينية، وهي تعنى بتقديم خدمات تأهيلية للأفراد المعاقين في مختلف أنواع الإعاقات الحركية والبصرية والنفسية والسلوكية إضافة إلى التخلف العقلي والإعاقات المنغولية والإعاقات الأخرى".

الدور الحكومي

ثم تطرق منصور إلى الدور الحكومي في مجال خدمة المعاقين وتقديم الدعم لهم مشيرا إلى أن هذا الدور تنوع ما بين الخدمات التي تقدمها المستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية الأولية إضافة للخدمات التي تخصصها وزارة الصحة للمعاقين وأضاف أن وزارة الصحة تقدم المعينات التقنية سواء الفرشات الطبية, والمعينات السمعية, الأطراف الصناعية, الكراسي وغير ذلك مما يلزم المعاقين".

كما أشار منصور إلى دور وزارة الشئون الاجتماعية في خدمة المعاقين من حيث الإشراف على المؤسسات الأهلية والوطنية، وتقديم خدمات مباشرة من المؤسسات التابعة للوزارة مثل مركز تأهيل الأشخاص المعوقين في غزة، ووحدة إرشاد الكفيف.

كما أشار منصور إلى أن الوزارة تقدم أيضا الأدوات المساعدة مثل المعينات السمعية، والمساعدات الاجتماعية، إضافة للتأمين الصحي.

كما أوضح منصور دور وزارة التربية والتعليم العالي في خدمة المعاقين عبر استيعابها للطلبة المعاقين وتوفير الأجواء الدراسية الملائمة وأشار في الوقت نفسه إلى دور المؤسسات الدولية مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الانروا" في خدمة المعاقين وتوفير خدمات التأهيل لهم بالتنسيق مع المؤسسات الأهلية المختلفة.

وفي ختام الندوة فتح باب النقاش للمشاركين الذين أكدوا في مداخلاتهم ضرورة الاستمرار في مثل هذه الأنشطة والعمل على توفير الأدوات والمراكز البحثية المتخصصة بدراسة واقع الإعاقة في فلسطين والتأكيد على توزيع المهام والتنسيق بين مؤسسات التأهيل المختلفة، إضافة للدعوة للتعاون مع المؤسسات الأكاديمية للارتقاء بمستوى الخدمات التأهيلية المقدمة للمعاقين على أساس علمي ومهني سليم.

يوم ترفيهي للأطفال المعاقين

كما شارك اليوم المئات من الأطفال المعاقين في اليوم الترفيهي المفتوح الذي عقد ضمن فعاليات الملتقى في مقر الكلية متضمنا عددا من العروض المسرحية والعاب الدمى والمسابقات والجوائز حيث بدا المرح والسرور مرتسما على وجوه الأطفال الذين تجاوزوا محنة إعاقتهم مشاركين في لحظة الفرح التي افلح القائمون على الملتقى بصناعتها وإتقانها.

وعبر المشرفون على الوفود المشاركة عن إعجابهم بالفعاليات التي عرضت خلال هذا اليوم والتي تركت أثرا مميزا في نفوس الأطفال المعاقين وجددت فيهم الأمل وحب الحياة، وقالت نجوى زيدان من جمعية التأهيل التابعة للهلال الأحمر وهي تتابع أطفال الجمعية المشاركين في اليوم المفتوح وقد ارتسمت الابتسامة على وجوههم "انه يوم رائع وممتاز، خاصة في ظل مشاركة أولياء أمور الأطفال حيث كان هذا اليوم بمثابة رحلة ترفيهية لأطفالنا جعلتهم يشعرون بأنهم قادرون وتركت فيهم إحساسا بالتقدير والحب".

بينما أكد الأستاذ حسين أبو منصور مدير جمعية جباليا للتأهيل خلال مشاركته لأطفال الجمعية فعاليات اليوم المفتوح أهمية مثل هذه الفعاليات في نفوس المعاقين وحتى على مستوى العاملين في هذا المجال وأضاف "لقد كان هذا اليوم فرصة للالتقاء بين الأطفال المعاقين من الإعاقات المختلفة ومن عدة جمعيات خاصة في مؤسسة أكاديمية ومع طلبة التأهيل الذين سيكونون مشرفين عليهم في المستقبل".

كما أشار منصور إلى أن هذا اليوم الذي تخلله العديد من الأنشطة والعروض الفنية كان فرصة لخروج الأطفال المعاقين إلى جو مختلف وفعاليات متنوعة.

يذكر أن فعاليات الملتقى الذي انطلق أمس تختتم يوم غد الاثنين بعدة فعاليات وحفل ختامي يعرض خلاله توصيات الملتقى للنهوض بواقع المعاق الفلسطيني وتجاوز العقبات التي تعترضه.