بحضور فياض- ندوة بعنوان جامعة القدس نجاحات ومعيقات وأفاق مستقبلية
نشر بتاريخ: 14/03/2012 ( آخر تحديث: 14/03/2012 الساعة: 19:56 )
رام الله- معا- نظمت جامعة القدس اجتماعاً لهيئة المجالس العشرون بحضور الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء وأعضاء مجلس امناء الجامعه والأكاديميين والإداريين وعدد من الطلبة ، في حرم الجامعة الرئيس ، اليوم الاربعاء تحت شعار " جامعة القدس : نجاحات ،معيقات ، وأفاق مستقبلية " .
بدأت الجلسة الافتتاحية صباح اليوم الساعة التاسعة بكلمة القائم بأعمال رئيس الجامعة الدكتور مروان عورتاني تلاها كلمة الامين العام لهيئة المجالس الدكتور محمد ابو طه كلمة لضيفة الاجتماع .
|167800|وتضمنت اعمال الاجتماع مناقشة العديد من الامور من بينها استقطاب الطلبة والتطوير المؤسسي لجامعة القدس وتستكمل اعمال الاجتماع يوم غداً الخميس حيث من المقرر ان يناقش في الاجتماع الفترة التنافسية للمؤسسات الجامعية وعدد من قصص النجاحات وريبورتاج .
مع بداية الجلسة الثالثة لإعمال اجتماع هيئة المجالس دعى القائم بإعمال رئيس الجامعة الدكتور مروان عورتاني الدكتور محمد زهدي النشاشيبي لإلقاء كلمة مجلس الأمناء بالنيابة عن رئيس المجلس السيد احمد قريع ابو العلاء .كما واستقبل المشاركين الدكتور سلام فياض، الذي اعرب عن سعادته لحضوراجتماعات جامعة القدس والمشاركة في اعمال اجتماع هيئة المجالس وأكد على انة يجب على السلطة الفلسطينية مساعدة جامعة القدس في بلوغ مرحلة النضج بعد مرحلة البناء الناجح ، واعتبر هذا الدعم يساعد الجامعة لتأدية رسالتها .
ومن المقرر ان تختتم اعمال اجتماع هيئة المجالس العشرون يوم غد الخميس الموافق 15/3/2012 في بيان ختامي يقرئه الدكتور محمد ابو طه امين عام المجالس .
وفي سياق اخر القى فياض كلمة في حفل افتتاح حديقة البروة – صرح ومتحف محمود درويش
وفيما يلي نص الكلمة..
نلتقي اليوم مجدداً في رحاب سيد الكلمة وفارسها، وفي الذكرى السنوية لميلاده المتجدد... في حضرة الغياب... وغياب الحاضر المطل علينا من هذه التلة.... نواصل رسالته... ونحمل له شجرة لوز وسنبلة لنزرعها في ذاكرة المكان... واليوم... وبحضوره الأبدي، نلتقي لا لنكرم ذكراه الحاضرة في شعبه دوماً، بل لنتكرم به، ونجدد الوفاء لمشروعه الثقافي الوطني والتحرري، الذي صاغه مع كل رواد الثقافة وأعمدة الوطنية الفلسطينية، ونثره معهم في ضمير ووجدان البشرية وعدالتها المنتصرة حتماً.
نعم، لقد أسس محمود درويش لفلسطين مشروعها الثقافي الإبداعي، ونقش بحروف لغته الفريدة مشروع الوطنية الفلسطينية المعاصرة الذي أسس له وقاده الخالد ياسر عرفات. وبين راحتيهما، وفي قلبيهما كما في حدقات عيونهما، كانت القدس قبلة مشروعنا الوطني والثقافي الانساني، كيف لا؟ وهي عنوان الاخلاص الأبدي لرسالة الأنبياء، الذين رفعوا على مدى التاريخ راية الانسانية وقيمها السامية، بل وقاوموا كل اضطهاد مهما كان لونه أو طبيعته. وسيظل وفاؤنا للقدس رمز الوفاء لرسالة الأنبياء. فهي مفتاح السلام للبشر، وأمل أطفال فلسطين في الحرية والكرامة، وهي درة التاج وعنوان العدل والسلام والابداع.
لقد تجاوزت يا سيد الكلمة، بإبداعك وعذوبة روحك خيوط العبث وجدران العزلة الفكرية والثقافية، وانتصرت بإنسانيتك لإنسانيتنا، وأعدت صياغة فلسطين لتكون أم البدايات وأم النهايات. وكما لا يمكن فصل فلسطين عن تاريخها وابداعات شعبها، فإنه أيضاً لا يمكن عزل نهضتها المتجددة نحو الحرية والانعتاق عن أشعارك وكلماتك ومشروعك الثقافي المتجسد في وصيتك لشاعر شاب يواصل حمل رايته نحو الحرية والإنسانية الرحبة، أو لشابة ترسم رقصة الأمل، أو فلاح يحمي زيتون الأرض ويزرعها سنابل، لتتواصل رحلتك الممتدة من البروة الأولى في تيه التشرد وعنفوان التجدد والبحث عن الأمل، لتتواصل فصول الرواية التي لا تنتهي، بل تتجدد بجمال أكثر زهواً في هذه التلة التي تطل على مشارف القدس، كي تزهر فيها أشجار اللوز، وتحتضن ذكراك وميلادك، حضورك وغيابك، أشعارك وآمالك، لا بل آمال شعب مصمم على الحياة، والتي أعطيت لها ولكلماتها معنىً جعل ما على هذه الأرض يستحق الحياة، يا سيد الكلمة وجمال فضائها.
وها نحن اليوم، نحتفل ببداية انجاز ما وعدناك به... ليضيف مدماكاً آخراً في صرح ثقافتنا الناهضة بروحها المتجددة في تراثك الثقافي والإنساني.
إن الحدث الذي نلتقي من أجله اليوم يشكل امتداداً عضوياً لمسيرة مشروعنا الثقافي، المستمد من مكانتك، وإبداعك وجذور نشأتك، واستمراراً لنهوض فكرك الثقافي على الصعيدين الوطني والإنساني وتخليدا لديمومة ونهوض هذا الفكر، وبما يمكن من الاستمرار في حمل رسالتي الإبداع والانفتاح اللتين تشكلان روح الثقافة والحداثة والقيم والمثل الإنسانية. فكما قلنا ومنذ اليوم الأول... لك منا العهد أن تظل ذكراك نبراساً لذاكرة الشعب والوطن. فستظل ذكراك عطرة في ذاكرة الشعب وأجياله وسيظل سحر شعرك الجميل بوصلة الطريق إلى وطن الحرية لشعب من الأحرار. وسيظل يا محمود " على هذه الأرض ما يستحق الحياة: على هذه الأرض، سيدة الأرض، أم البدايات أم النهايات. كانت تسمى فلسطين. صارت تسمى فلسطين".
ها نحن اليوم، نحتفل باستكمال صرحك الثقافي "حديقة البروة"... نعم، لقد تفتحت تلال رام الله على ميلاد حديقة البروة في حضرة الغياب العظيم لجسد شاعرنا وحامي ثقافتنا الوطنية والإنسانية.. وسيظلل اللوز والسنابل ذاكرة المكان، وستظل الحياة تفعم بلاعب النرد في تضاريس الزمان.
إن انجاز هذا الصرح وإحياء شعبنا ومثقفي العالم لذكرى ميلادك، ويوم الثقافة الوطني، إنما يعني لأبناء شعبنا وللمشروع الثقافي الفلسطيني الشيء الكثير، فهو مكون أساسي من مكونات مشروعنا الوطني، وذلك لما تمثله يا محمود من رمزية خاصة لشعبنا ومشروعه الثقافي بكافة مكوناته، ولمسيرة شعبنا النضالية والكفاحية عبر عقود متصلة من المعاناة، والإصرار على صون هويته والتمسك بحقوقه كاملة، وصولاً بمشروعنا الوطني إلى نهايته المتمثلة أساساً في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا التي احتلت عام 1967 بكاملها، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف، وبما يمكن شعبنا من العيش بحرية وكرامة، كما أردت دوماً يا محمود. هذا ما يعنيه لنا هذا الحدث.
فالدولة التي نسعى لإقامتها ليست فقط دولة كل الفلسطينيين أينما كانوا، بل هي كذلك دولة القيم الإنسانية النبيلة، التي تعتبر الإبداع، وضرورة حمايته وصونه، ركناً بارزاً في فسيفساء صرحها الجميل، وتطلق الروح القادرة على الانجاز والثقة بالقدرة على تحقيقه. ولن يكتمل البنيان بدونها. وأقول لن تكون الثقافة التي حمت الهوية حجراً يهمله البناؤون. فإذا كانت الثقافة هي حارسة الهوية، فلن تجسد الهوية في دولة فلسطين دون الثقافة صرحاً بارزاً، وليس حجراً منسياً.
نجدد التزام السلطة الوطنية الكامل بالمضي قدماً نحو استنهاض مشروعنا الثقافي، وتوفير الإمكانيات اللازمة لتحقيقه واقعاً على الأرض. كما أجدد إصرار الحكومة على إزاحة كل العقبات لمواصلة اندفاعة الفكر والثقافة والفنون والآداب والإبداع بكافة مكوناتها، بهدف تكريس هويتنا الثقافية في مواجهة كل أشكال الإلغاء والتغريب والاستلاب، وبما يساهم أيضاً في تطوير علاقتنا الثقافية مع عمقنا العربي ومحيطنا الإنساني.
إن قوتنا تكمن في توفير المناخ الحرّ للإبداع، بكل مكوناته، باعتبار الحرية شرطاً للحصانة الوطنية. هذا هو وفاؤنا الدائم لك يا محمود ولروحك المحلقة في سمائنا، ... وهذا هو التزامنا لشعبنا، ولن نحيد عنه.