الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

العسيلي يفصل اوضاع الخليل لأعضاء اللجنة السياسية والأمنية الأوروبية

نشر بتاريخ: 14/03/2012 ( آخر تحديث: 14/03/2012 الساعة: 20:58 )
الخليل- معا- استقبل اليوم خالد العسيلي رئيس بلدية الخليل في البلدة القديمة من المدينة أعضاء اللجنة السياسية و الأمنية في المجلس الأوروبي الذين يمثلون مجموع دول الاتحاد الاوروبي في مركز الاتحاد في العاصمة البلجيكية بروكسل، ويناط بهذه اللجنة تولي المسؤوليات المتعلقة بالسياسة الخارجية الأوروبية المشتركة، فضلاً عن السياسة الدفاعية الأوروبية، وذلك عبر مراقبة التطورات على الساحة السياسية الدولية، واعتماد التوجهات الخاصة بالسياسة الأوروبية المشتركة.

وكان الوفد قد تم استقباله على مدخل البلدة القديمة المؤدي الى حي القصبة حيث استهل العسيلي اللقاء بالترحيب بالوفد مبيننا اهمية زيارتهم و شاكر حضورهم و اهتمامهم بالاطلاع على الاحوال الخاصة التي تعيشها مدينة الخليل بسبب اجراءات الاحتلال الاسرائيلي و تواجد المستوطنين في قلبها وتقسيم المدينة الى قسمين احدهم لا زال يخضع لسيطرة الاحتلال الاسرائيلي.

|167815|وخلال جولة الوفد في حي القصبة اطلعهم العسيلي على مشاهد اعتداءات المستوطنين على المواطنين في البلدة القديمة والإجراءات الامنية التي تفرضها سلطات الاحتلال من خلال اغلاق جميع مداخلها وإبقاء مدخل واحد يفرض على المارين من خلاله العبور عبر البوابات الالكترونية والخضوع للتفتيش والانتظار لاوقات طولية تحت رحمة مزاجية الجنود المنتشرين في المنطقة والتي تحولت الى ثكنة عسكرية بحجة حماية أمن وسلامة مجموعة من المستوطنين يقيمون في بؤر استيطانية شكلوها بعد ان استولوا على منازل للفلسطينين عنوة في البلدة القديمة من المدينة.

ثم توجه الوفد الى الحرم الابراهيمي الشريف حيث وقفوا على مشاهد التفتيش والاستفزاز التي تمارس بحق المواطنين المتوجهين الى الصلاة فيه وما يتعرضون له من انتهاكات صارخة مخالفة لكل الاعراف الدولية والإنسانية التي تضمن و تقر حرية العبادة وتحفظ الكرامة الانسانية التي تغيب على بوابات الحرم الابراهيمي الشريف.

وداخل أروقة الحرم قدم العسيلي شرحا تفصيليا لاحداث المجرزة التي ارتكبها المستوطن "باروخ غلدشتاين" عام 1994 وراح ضحيتها تسعة و عشرون مصليا و اكثر من ثلاث مائة جريح و ما اعقبها من قرارات لسلطات الاحتلال تمثلت في تقسيم الحرم الابراهيمي الاسلامي الخالص واستحواذ المستوطنين على القسم الاكبر اضافة لاغلاقة اغلاق تام دام ما يقارب تسعة اشهر و فرض اجراءات امنية على الفلسطينين و كأنهم المرتكبون للمجزرة البشعة، وكان من ضمنها اغلاق سوق الخضار المركزي و اغلاق شوارع حيوية في المدينة و اغلاق محال تجارية بأوامر عسكرية و انتهاج سياسات تهجيرية ادت الى افراغ البلدة القديمة و محيط الحرم الابراهيمي من سكانه و روداه بعد ان كان عصب الحياة في المدينة و مركزها التجاري .

|167814|ثم توجه الوفد بعدها الى منطقة السهلة و شارع الشهداء المغلق منذ احداث المجزرة والذي صدر قرار قضائي إسرائيلي بإعادة فتحة كما نصت عليه الاتفاقات الفلسطينية الاسرائيلية برعاية دولية الا ان الامر العسكري الاسرائيلي لا زال يمنع الفلسطينيين من استخدام الشارع و ابقائه خالصا للمستوطنين و جنود الاحتلال .

و في نهاية الجولة قال العسيلي: ان هذه الزيارة هامة جدا لما يحمله اعضاء الوفد من مهام سياسية و امنية في الاتحاد الاوروبي و ستعكس مشاهداتهم تحريك ضميرهم الانساني نحو الانتصار لحقوق الشعب الفلسطيني والاستماع للرواية الفلسطينية بحقائها على الارض و بالتالي ستغير من الفهم المغلوط و التزيف للحقائق التي تنتهجها آلة الاعلام الاسرائيلية و داعميها من وسائل الاعلام في دول الاتحاد الاوروبي ان كان على مستوى الرأي العام او على أصحاب القرار وصناعه".

و اضاف العسيلي، انه طالب من اعضاء الوفد عدم اقتصار دورهم على الدعم المالي والفني للشعب الفلسطيني وأخذ دور أكبر على الساحة السياسية و دعم القيادة الفلسطينية و على رأسها الرئيس محمود عباس في توجهاته نحو الامم المتحدة والتصويت لصالح فلسطين و الضغط على الحكومة الاسرائيلية لايقاف سياساتها الاستيطانية والكف على ممارستها تجاه تهويد مدينة القدس وتهجير سكانها الفلسطينين على غرار ما تقوم به في مدينة الخليل و في بلدتها القديمة على حد الخصوص.

كما دعا العسيلي اعضاء الوفد لتحمل مسؤولياتهم تجاه ما يجري في الاراضي الفلسطينية من اعتداءات على الانسان و الحجر و التراث و التاريخ الانساني و طالبهم بدعم ملفات المدن الفلسطينية في أروقة اليونسكو لاحقيتها بالادراج على قائمة المدن التاريخية لما تتحلى به من آثار وحضارة إنسانية تعود لآلاف السنين كي تتحمل المؤسسات الدولية مسؤولياتها في حماية الموروث الانساني في الاراضي الفلسطينية من التغير والانتهاك الذي يتعرض له ليلاً نهاراً على ايدي الحكومة الاسرائيلية ومستوطنيها.

|167813|من جانبه امتنع الوفد عن التصريح للصحفيين، وأكد انهم في صدد معاينة الاوضاع في الاراضي الفلسطينية و مشاهدة ما يجري على الارض عن قرب اكثر والاستماع بتمعن من الفلسطينين حول الاوضاع السياسية و الامنية والاقتصادية التي يعيشونها.