الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الأقصى": تدنيس الأقصى بالرقص والغناء والصلوات التلمودية

نشر بتاريخ: 15/03/2012 ( آخر تحديث: 15/03/2012 الساعة: 15:28 )
القدس- معا- كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" ان "موشيه فايجلين" - احد قيادات حزب الليكود" - قام يوم الثلاثاء الاخير 13/3/2012م باقتحام المسجد الاقصى المبارك بحراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال، وتحت غطاء من السرية.

واوضحت مؤسسة الاقصى في بيان تلقت "معا" نسخة عنه أن "فايجلين" ومجموعة مرافقة له من المستوطنين تجولوا في أنحاء المسجد الاقصى، وهم يؤدون الصلوات اليهودية والشعائر التلمودية في أكثر من موقع في المسجد الاقصى المبارك، كما كان احدهم يحمل خارطة تُظهر صورة الهيكل المزعوم مكان قبة الصخرة.

الى ذلك رصدت ووثقت "مؤسسة الأقصى" في الاسبوع والايام الاخيرة تمادي الاحتلال بانتهاك حرمة المسجد الاقصى المبارك، فيما بدى انه اصرار من قبل الاحتلال الاسرائيلي على التعامل مع ساحات في المسجد الاقصى، على انها ساحات عامة او متنزه عام، حيث سمحت قوات الاحتلال لنحو الف سائح أجنبي باقتحام المسجد الاقصى يوميا، لكن لوحظ ان عدد من مجموعات السياح يتعمدون الرقص الجماعي والغناء داخل ساحات الاقصى، والقيام بحركات مشينة.

بالاضافة الى ذلك فقد رصدت "مؤسسة الأقصى" ان الاحتلال بدأ يتعمّد بشكل شبه يومي إدخال مجموعات من جيش الاحتلال بزيّهم العسكري من الذكور والاناث، وفي نفس الوقت تكررت اقتحامات المخابرات الاسرائيلية للمسجد الاقصى ، أيضا من الذكور والاناث، كما قام افراد ومجموعات من المستوطنين وافراد الجماعات اليهودية باقتحامات متكررة للمسجد الاقصى ، رافقها تأدية الصلوات اليهودية والشعائر التلمودية ، خاصة قبالة مسجد قبة الصخرة وعند المصلى المرواني.

في نفس الوقت نشرت عدد من المواقع الالكترونية الاسرائيلية مؤخراً تقريراً تلفزيونياً يُظهر اقتحام مجموعة من النساء اليهوديات للمسجد الاقصى وادائهنّ للصلوات اليهودية والتلمودية ، تخلل دعوة صريحة الى اقتحام الاقصى مرة كل شهر من قبل هذه المجموعة ، الى ذلك يواصل الاحتلال الاسرائيلي التدخل في صلاحيات دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس ويحاول إعاقة بعض مشاريع الصيانة والترميم في المسجد الاقصى ، ويلاحق موظفيها وعامليها وحرّاسها في المسجد الاقصى المبارك.

وأشارت "مؤسسة الاقصى": "أن مؤسسة البيارق تواصل رفد المسجد الاقصى المبارك بالمصلين عبر "مسيرة البيارق" وشدّ الرحال اليومي من جميع قرى ومدن الداخل الفلسطيني ، حيث سيرت في الشهرين الأخيرين نحو 1000 حافلة نحو الاقصى، علما انها سيّرت خلال العام 2011 نحو 8000 حافلة ، الامر الذي يُسهم في تعزيز التواصل والرباط الدائم في المسجد الاقصى برغم كل اجراءات الاحتلال، فيما يواصل مئات طلاب "مشروع إحياء مساطب العلم في الاقصى" الذي تقوم عليه "مؤسسة عمارة الاقصى والمقدسات" تلقيهم العلوم والرباط الباكر يومياً في المسجد الاقصى المبارك ، الأمر الذي يحدّ ويقلل من حجم الاقتحامات والانتهاكات للاقصى".

وطالبت "مؤسسة الأقصى" في بيانها الأمة الاسلامية والعالم العربي الى رفع منسوب الاهتمام بالمسجد الاقصى المبارك ومدينة القدس المحتلّة ، بل وجعل قضية القدس والاقصى في أولويات العمل والاهتمام الشعبي والرسمي.

وقالت: "انه لا يجوز في حال من الاحوال - بالرغم من كل الاوضاع الجارية والمحيطة- ، الانشغال عن قضية المسجد الاقصى والقدس الشريف ، لانها القضية المركزية والجوهرية ، وانه لا يجوز ابداً اعطاء المناخات المناسبة للاحتلال الاسرائيلي للتمادي في اعتداءاته على المسجد الاقصى المبارك والقدس الشريف ".

ونبّهت إلى ان الاحتلال الاسرائيلي يستغلّ انشغال العالم العربي والامة الاسلامية بل والعالم بالمناطق الساخنة ، ليمارس تنفيذ مشاريع التهويد الكبرى في القدس ، وانه ومنذ انطلاق الثورات العربية بات واضحاً ان الاحتلال يسابق الزمن لتنفيذ مخططات التهويد والاستيطان واستهداف المسجد الاقصى المبارك ، الامر الذي يُلزم الجميع الى التنبه الى المخاطر الجمة والاعتداءات والانتهاكات الكبرى التي يتعرّض لها المسجد الاقصى المبارك ومحيطه القريب ، خاصة في البلدة القديمة بالقدس، وعموم مدينة القدس المحتلّة.

ودعت "مؤسسة الاقصى"- بالرغم من كل الآلام والمعاناة والصعوبات التي يمرّ بها العالم العربي والحاضر الاسلامي - ، فإنه لا بد من استثمار حالة الربيع العربي – الاسلامي من اجل نصرة القدس والمسجد الاقصى ، الأمر الذي بات متاحاً اليوم أكثر من أي وقت مضى".

وفي حديث مع الدكتور الشيخ عكرمة صبري – رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب المسجد الاقصى- مع "مؤسسة الاقصى" قال :" بالنسبة لموضوع الاقتحامات المتوالية للمسجد الاقصى ، فهذا أمر واضح جداً في أنهم طامعون في الاقصى ، ويريدون فرض أمر واقع جديد ، مستغلّين الاحداث التي تمرّ بها المنطقة، وانشغال الدول العربية في مشاكلها الداخلية ، وهذه المرحلة هي مرحلة صعبة ، تقتضي اليقظة والتنبه وعدم تمرير أي مخطط عدواني بحق الاقصى، او فيما يتعلق في محيط الاقصى ، ونحن نحمّل الحكومة الاسرائيلية التجاوزات التي تقوم بها الجماعات المتطرفة ، لأن هذه الجماعات تتصرف بحماية الشرطة الاسرائيلية ، في نفس الوقت بتأييد من مسؤولين في الحكومة الاسرائيلية وفي الكنيست الاسرائيلي أيضاً ".

اما بخصوص السياح الاجانب الذين يقتحمون الاقصى ويدنسونه فقال الشيخ صبري:" قبل سنة 2000م كانت الأوقاف الاسلامية تضبط موضوع الزيارات وتُلزم الزوار بالاحتشام ، بعد اقتحام شارون للاقصى وتوقف السياح ، تمكنّت الشرطة الاسرائيلية من كسر منع السياح ، وبدأت هي التي تتولّى ادخال السياح الى الاقصى ، والاوقاف الاسلامية ترى أن الدخول الآن هو عن غير رغبتها وعن غير ارادتها ، وبالتالي فإنّ السياح الاجانب يدخلون بدون مراعاة للاداب ولا الاحتشام ، ولا بد ونحن قادمون على فصل الصيف من ايجاد سبل للرقابة على الاحتشام من جديد " .