الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

قراءة فنية لأداء الوطني أمام كوريا الشمالية

نشر بتاريخ: 17/03/2012 ( آخر تحديث: 17/03/2012 الساعة: 14:49 )
غزة- معا- كامل غريب- ودع منتخبنا الوطني الفلسطيني نهائيات كاس التحدي بعد خروجه من الدور نصف نهائي من البطولة وخسارته المحبطة امام المنتخب الكوري الشمالية بهدفني لينتهي الحلم الذي عاشه الجميع من مسؤولين وجماهير ولاعبين دون أن يتحقق حلم التأهل لأول مره في تاريخ الكرة الفلسطينية الى نهائي كاس التحدي والمنافسة على اللقب.

وخيم الحزن على عشاق الكرة الفلسطينية عقب خروج الوطني من كاس التحدي ، لكن أكثر ما يثير الاستغراب هو الأداء الفني والبدني المتواضع الذي ظهر عليه منتخبنا الوطني ، وهذا يضعنا أمام تساؤلات عديدة لما وصل إليه الحال رغم أن الظروف الحالية تعتبر الأفضل على مر تاريخ الكرة الفلسطينية من حيث الإمكانات المتوفرة من ملاعب ومعسكرات داخلية وخارجية وتوفير الأجهزة التدريبية وانتظام البطولات الرسمية.

وقدم الوطني أسوا أداء له في البطولة وبدء مرتبكا وخائفا أمام قوة واسم الكوري الشمالي ولاعبوه أصحاب المهارات العالية والطول الفارع وقدم الخصم مباراة قوية وبدا واثقا من الفوز باداءه السلس وحسن انتشاره وما سعده هو بطء لاعبينا وارتباكهم الخير مبرر حيث اعتمد الكوري الشمالي على أسلوبهم المتوقع الذي يعتمد على السرعة في كل شئ مثل نقل الكرة بأقل وقت من الزمن، واللعب الجماعي والتمريرات المتقنة ، وسلاحهم الأقوى كان اعتمادهم على الكرات العالية مما يدلل على قوة وعنفوان المنتخب الكوري ومن هنا كان بلاد وان نشير الي خطأ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حينما وافق على إشراك منتخب كوريا الشمالية في تلك البطولة فالاتحاد الآسيوي يعتبر كاس التحدي للمنتخبات هي بطولة تضم المنتخبات التي في طور التطور في الإتحاد الأسيوي لكرة القدم وهل يمكن اعتبار كوريا الشمالية التي لعبت نهائيات كاس العالم من الدول النامية.

ما شرحته هو ليس دفاعا عن الوطني الفلسطيني فهو حق طبيعي لجميع الفرق فقد لاحظنا فارقا شاسعا في المستوي والأداء بين كوريا الشمالية لوحدها وباقي المنتخبات الاخري المشاركة.

الوطني الفلسطيني ظهر بصورة غير منظمة والضغط على حامل الكرة كان مفقودا ولاحظنا كيف سمح للضيوف في التمرير وقطع الكرات بسهولة والتركيز على العمق الدفاعي أضعف خط الهجوم وسوء التمركز للمهاجمين داخل منطقة العمليات والبطء الواضح في تحركات أفراده وسوء التغطية على الهجمات من خط الوسط والثقل الواضح في أداء لاعبي خط الوسط ساعد كثيرا المنتخب الكوري في سرعة التمرير والسيطرة بعض الوقت على منطقة الوسط بالضغط على حامل الكرة.

الناحية الدفاعية غلبت على النزعة الهجومية لمنتخبنا وكثرة الكرات المقطوعة التي تخرج من أقدام لاعبينا الذين فقدوا السيطرة على الملعب وعجزوا عن حرمان الضيوف من امتلاك منطقة الوسط وأصبحوا يسلمونهم الكرة التي يستحوذون عليها بكل أريحية وكان التنظيم مفقودا في خطوط منتخبنا الثلاثة وتحديداً خط الوسط الذي لم يصنع هجمة واحدة منظمة ولم نستفد من وجود المهاجمين الدوليين في مباراة كانت تتطلب جهدا خاصا ومعنويات عالية من جميع اللاعبين.

عموما مشاركة المنتخب الفلسطيني في نهائيات كاس التحدي كانت مرضية للشارع الرياضي قياسا بظروف الغيابات وبمستوي الكوري الشمالي حيث قدمنا ثلاثة لقاءات فنية وتكتيكية عالية المستوي في دور المجموعات ويكفي أننا خضنا البطولة بلا خط دفاع حقيقي فنجد خالد مهدي أصلا لاعب ظهير أيمن واحمد حربي يشغل الظهير الأيمن ويكفي أن نرفع القبعة للكابتن جمال محمود الذي كان متوازنا في تصريحاته حينما أكد على صعوبة المهمة في ظل الغيابات المؤثرة للغاية ولعب بأفضل تشكيلة أمامه وعلينا أن نخرج بدروس وعبر من تلك المشاركة وعلى الاتحاد أن يقف بحزم لوضع حد من تلك الغيابات والاعتذارات الواهية للبعض اللاعبين لعلها تعود بالفائدة على الكرة الفلسطينية في المستقبل القريب.