الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

في ذكرى انطلاقتها: الشعبية تدعو للعودة إلى طاولة الحوار الوطني

نشر بتاريخ: 11/12/2006 ( آخر تحديث: 11/12/2006 الساعة: 21:55 )
غزة- معا- دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مؤسستي الرئاسة والحكومة، والأحزاب والفصائل الفلسطينية إلى البدء الفوري في إجراء حوار وطني تشارك فيه كل القوى السياسية والمجتمعية لمواجهة التحديات وضبط الوضع الأمني ورفع الحصار الظالم عن شعبنا.

وأكدت الشعبية على لسان عضو مكتبها السياسي ومسؤول فرعها في قطاع غزة د. رباح مهنا خلال المهرجان الجماهيري الحاشد الذي نظمته أمس احياءً لذكرى انطلاقتها التاسعة والثلاثين، أكدت ان "تشكيل حكومة وحدة وطنية ضرورة ومصلحة وطنية للشعب الفلسطيني لترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية والحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية وتعزيز صمود شعبنا".

وقال د. مهنا أمام آلاف الفلسطينيين المحتشدين في باحة المجلس التشريعي بمدينة غزة من قيادات وكوادر وأعضاء وأنصار وأصدقاء الجبهة الشعبية، والقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية، وأعضاء المجلس التشريعي وشخصيات وطنية عديدة، قال أن "تنفيذ ما اتفق عليه في إعلان القاهرة في آذار 2005 بشأن م.ت.ف والبدء الفوري بعمل اللجنة العليا لتفعيل وتطوير المنظمة يعتبر الخطوة الأولى والأساسية لإعادة بناء م.ت.ف على أسس ديمقراطية".

وشدد على "ضرورة الإسراع في تشكيل وتفعيل مجلس الأمن القومي ليكون المرجعية العليا للأجهزة الأمنية التي تضبط الأمن وتواجه الفوضى و الفلتان"، مديناً الجريمة البشعة التي وقعت صباح اليوم (أمس) والتي راح ضحيتها أربعة مواطنين ثلاثة منهم أطفال في عمر الزهور.

وقالً انه : "لم يعد مفهوما السكوت عن الجرائم التي ترتكب يومياً بحق المواطنين من قبل مجموعات البلطجة والزعرنة التابعة لهذه الجهة أو تلك"، مطالباً مؤسستي الرئاسة والحكومة، ووزارة الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية بتحمل مسؤولياتهم أمام حال الانفلات الأمني والفوضى المستشرية في الشارع الفلسطيني، والإسراع في ملاحقة هؤلاء القتلة وتقديمهم إلى العدالة.

واعتبر مهنا أن السبيل للخروج من الوضع الراهن يكمن في العودة إلى طاولة المفاوضات، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية عبر الاحتكام إلى وثيقة الوفاق الوطني المجمع عليها فلسطينياً.

وفي الوقت الذي وجه د. مهنا تحياته إلى قادة الجبهة ورموزها جورج حبش المؤسس، والشهيد القائد أبو علي مصطفى، والأمين العام المعتقل أحمد سعدات، ونائب الأمين العام عبد الرحيم ملوح، والشهداء وديع حداد، غسان كنفاني، جيفارا غزة، أكد ان الجبهة كانت ومازالت تتخذ مواقف سياسية متمسكة بالثوابت وكانت دوماً البوصلة التي يهتدي بها الوطنيين كلما اشتدت حلكة الظلام.

وأشار إلى صمود ونضال أبطال الشعبية في أقبية التحقيق الصهيونية، والعمليات العسكرية النوعية التي نفذها مقاتلوها، و كان أبرزها عملية اغتيال المجرم رحبعام زئيفي.

وشدد على أن الجبهة منذ انطلاقتها وحتى اليوم رفدت الساحة الفلسطينية بالمئات من الكفاءات في المجالات المختلفة.

بدوره، ندد رئيس المجلس التشريعي بالانابة الدكتور أحمد بحر في كلمته بالجريمة النكراء التي قتل فيها ثلاثة أطفال، مبدياً استهجانه لهؤلاء القتلة الذي يقتلون الناس بدم بارد.

وطالب أبو مازن ووزير الداخلية بتحمل مسئولياتهم تجاه هذه الجرائم، والعمل سوياً وبأقصى سرعة من أجل ملاحقة هؤلاء المجرمين لتأخذ العدالة مجراها، مؤكداً أن هؤلاء لا يمثلون أخلاق شعبنا الفلسطيني الصابر المرابط.

وطالب الجميع بالبقاء على طريق المقاومة والنضال، والتشبث بالوحدة الوطنية، ورص الصفوف في هذا اليوم وفي كل يوم، مؤكداً ان طريق النصر يحتاج إلى دماء وشهداء.

وتحدث بحر عن ما يمر به شعبنا اليوم من أزمة سياسية، واقتصادية، منبهاً الجميع إلى المؤامرات، التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني من حصار وعدوان اسرئيلي وأمريكي ضد شعبنا وقضيتنا.

ونوه بحر أننا لا نخرج من هذه الأزمة إلا بالوحدة الوطنية وتعميق الحوار، والاتفاق على وثيقة الوفاق الوطني فهي الحاضنة لكل الشعب الفلسطيني والمرجع للخروج من هذه الأزمة.

وأكد على أنه "لا يمكن المراهنة والاستجابة للشروط الأمريكية والصهيونية"، متسائلاً: عن سبب رفض إسرائيل وأمريكا وثيقة الوفاق الوطني؟، مؤكداً في الوقت نفسه أنه "لا يجوز أن ننساق لضغوطهم وضغوط اللجنة الرباعية والتشبث بقضايا وأهداف وثوابت شعبنا بتشكيل حكومة وحدة يتفق حولها الجميع.

بدورها، قالت ماجدة سلامة في كلمة ذوي الشهداء والأسرى أن "ذكرى الانطلاقة تأتي وقضيتنا الفلسطينية تعيش أحلك ظروفها السياسية، سواء على الصعيد السياسي الداخلي، أو على الصعيد الخارجي من عدوان صهيوني متواصل على شعبنا وحصار دولي خانق.

ومع هذا التحدي، دانت سلامة "ما نشهده من صراعات بين مؤسستي الرئاسة والحكومة، وتهميش فصائل العمل الوطني في الوصول الى صيغة توافق وطني، أوصل شعبنا الى أسوء الظروف، وبات الصراع الداخلي يستنزف طاقاتنا، والتي يجب أن تصب في مواجهة الارهاب الصهيوني، ولكن للأسف ما نشهده اليوم هو أن الحزبية وشخصنة الامور باتت أهم من الوطن".

وخلصت سلامة الى ضرورة ان يتم "تغليب مصلحة الوطن والمواطن، بعيدا عن الحزبية والفئوية الضيقة التي لا تخدم الا اعداء شعبنا وقضيتنا، وبات من الملح والضروري الخروج من هذا المأزق، ولا سبيل الا الحوار الوطني الجاد والمسؤول، وصولا الى حكومة وحدة وطنية، تمثل فيها جميع الاطياف السياسية، لتكون قادرة على مواجهة التحديات التي تواجه قضيتنا.

وفي ختام كلمتها، أبرقت سلامة بالتحيات إلى أسرانا البواسل في سجون العدو، وعلى رأسهم ابطال عملية الثأر والوفاء للشهداء، عاهد أبو غلمة، وحمدي قرعان، ومجدي الريماوي، وباسل الاسمر، والى كل فلسطيني لازال على العهد، عهد الشهداء والتمسك بالحق.

كما وجهت تحياتها الى كل "أم وزوجة ودعت ابنها او زوجها وعاد اليها شهيداً".

وفي كلمة لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية دان إبراهيم أبو النجا الجريمة البشعة، التي راح ضحيتها أطفال في عمر الزهور صباح اليوم، حيث شجب بأقسى العبارات هذا الحادث البشع على أيدي مجرمين قتلة.

وقال ان أطفالنا و أشبالنا وفلذات أكبدانا دمهم يسيل على مرأى منا، فالقاتل بيننا يعيش معنا، فماذا نقول ونحن كل يوم نلتقي ونتجمع من أجل الاستمرار بالخلافات والصراعات من دون أي حل جدي لهذه القضية المستعصية، كيف سنحافظ على حريتنا وثوابت