الإثنين: 14/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الكتابة عبادة..من الرأس للكراس!!

نشر بتاريخ: 17/03/2012 ( آخر تحديث: 19/04/2012 الساعة: 14:33 )
كتب ابراهيم ملحم- كثيرا ما يمتدح الاصدقاء والمحبون ما اكتب،مديحٌ يلامس مواضع الراحة والاعتزاز في نفسي..ينعش الروح،ويفرح القلب ،ويحافظ على منسوب"المياه الجوفية "في عقلي الذي يستمد منه قلمي مداد كتاباته،وانتقاداته ،ومعارضاته، ومشاكساته التي يختلف القراء ازاءها ،والتي تحدث التعليقات اخبارها .

يسألني بعض الاصدقاء عن سر ما يصفونه بهذا "الالق" الطالع من كتاباتي في "المنطقة الحرة" فاجبت وبسرع: انها الحرية مفجرة الطاقات وباعثة الالهام ...مستذكرا حكاية عنترة سيد بني عبس مع سيده الذي لم يعترف بنسبه حتى غزيت قبيلته فطلب من عنترة بان يكر فرد عنترة : وانى للعبد ان يكر ؟ فقال شداد قولته المشهورة : كر وانت حر!

في هذه "المساحة الحرة "يتدفق الكلام على سجيته ،من الراس للكراس حتى يسود بياض الورق دون رقيب أو حسيب سوى،معايير المهنة ،والضمير المرتاح .. يطربني المديح ويشرح صدري فقد امتدح الله سبحانه نبيه المصطفى اذ خاطبه بالقول " وانك لعلى خلق عظيم".

وبمقدار ما يطربني المديح فانه يثقل كاهلي بالمسؤولية لتقديم الافضل والاكثر ادهاشا .. أعرف انني قد لا احظى برضى جميع القراء لكنني احرص في الوقت نفسه على الا افقد احترامهم . فأنا اتعلم منهم..من ملاحظاتهم ،وانتقاداتهم،طالما التزمت أدب الحوار،واصول الخلاف الذي لايفسد في الود قضية.... اسعد بالمدح ولا يضيق صدري بالقدح .

من يحترم الاعلام.. تصفق له الانام!

كانت الساعة تقترب من العاشرة في احدى صباحات حزيران من العام 2003 بينما كان طاقم رئيس الوزراء" ابو مازن "انذاك يضعون اللمسات الاخيرة لمؤتمر صحفي على الهواء مباشرة في المركز الاعلامي الفلسطيني برام الله ، للحديث عن نتائج لقاءاته برئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون في العقبة.

كان "ابو مازن" مرتاحا مطمئنا ،وهو يعرض للصحفيين بوضوح وشفافية تفاصيل المحادثات المثيرة للجدل انذاك.وما ان فُتح باب الاسئلة حتى تلقيت الاشارة من مستشاره الذي كان يجلس على يمينه،واليوم على يساره بالسماح بالسؤال .. وبينما تهلل وجه "ابو مازن"بابتسامة وهو يستمع لسؤالي كان وجه مستشارة يتلون بالوان قوس قزح ،يتميز غضبا لسؤال،استعرت فيه مصطلحات "البيع والشراء"في مقاربية المحادثات التي جرت بين الجانبين .

اجاب "ابو مازن" اجابة ذكية عكست ديموقراطية الاجابة من المسؤول...وما ان انتهى المؤتمر واذا بالسيد المستشار يعاتبني بالقول: مش انت اللي بتسأل هيك سؤال .. هذه الاسئلة مش اسئلة اعلام رسمي! في هذه الاثناء كان" ابو مازن "قد امسك بيدي واصطحبني الى مكتب في الطابق الارضي لاحتسي معه فنجان قهوة .. لم يراجعني بشيء ،ولم يعاتبني،كان مرتاحا، ودودا ،ورايت تقديره،وتفهمه لسؤالي يومض في عينيه... ودعته وقد ادركت منذ تلك اللحظة ان من يحترم الاعلام ستصفق له الانام .. وقد كان.

أما السيد المستشار الذي كان محظوظا حتى اصبح محظورا ، فاسئلته اليوم تحتاج الى التئام جميع الهيئات القيادية للاجابة عليها!


الجنرال: انت بتحقق معي!!

كان الجو ربيعيا لطيفا في احدى صباحات ربيع عام 1996 عندما اختار مهندس الصوت اغنية "الدنيا ربيع"في برنامج " فلسطين صباح الخير" قبل ان يدخل اليّ احد السائقين العموميين ليشكو مخالفة شرطة السير له على امر مباح له اذا ما اثبت انه يقل اسرته في حال ضبطه الشرطة وقد غير خط سيره ،وهو ما حصل عندما اقدمت الشرطة على مخالفته بينما كان يقوم بتوصيل زوجته وابنائه من نابلس الى معبر الكرامة، ولم تقتنع الشرطة باوراقه التي تثبت صدقه ،ولم يتوقف الامر عند هذا فحسب بل حررت له مخالفة "كلبشة" واجبرته على تسديد المخالفة على المحل بثلاث وصولات مشكوك في صحتها تصل قيمتها الى 90 شيكلا حسب قوله.

نقلت الشكوى مباشرة الى اللواء غازي الجبالي مدير عام الشرطة انذاك الذي اكد على وجوب احترام الشرطة للشعب وعدم جواز المخالفة في هذه الحالة ..وعندما سالته عن مآل المبالغ التي تجبيها الشرطة من السائقين ، رد بانها تذهب لوزارة المالية ،وعندما فاجأته بقول وزارة المالية ان الاموال تذهب الى صندوق خاص بالشرطة ،ولا تذهب اليها استشاط غضبا وقال بالعامية : انت بتحقق معي على ها الصبح.. قلت انا اسال ياسيادة اللواء. فرد : لأ انت بتحقق معي!! قبل ان يغلق الخط. بغضب ..اقتطعت غضبه و"قعقعة" هاتفه، واعدت اذاعته عدة مرات وجعلته لازمة يومية من الاقوال المقتبسة من ردود المسؤولين على اسئلة البرنامج واسع الاستماع والشهرة .


بقدم"سنو " ارتفعت رؤوسنا!!

في صيف عام 92 وصل نجوم منتخب فرنسا لكرة القدم بقيادة نجم الكرة العالمي ميشيل بلاتيني ،الى اريحا لملاقاة منتخبنا الوطني بكرة القدم في مباراة ودية ، ازدحمت مدرجات ملعب اريحا الترابي انذاك بالمتفرجين ، واستمر اللعب سجالا بين الفريقين حتى تمكن راس حربة الفريق الفلسطيني والملقب بـ"سنو" من تسجيل هدف الفوز للمنتخب الوطني في الدقائق الاخيرة من زمن المباراة، ما اثار عاصفة في المدرج المكتظ بالمتفرجين الذين اندفعوا الى وسط الملعب لتقبيل "سنو".... كان الحدث غير عادي .. في مساء ذلك اليوم احترت في اختيار العنوان المناسب لهذا الحدث الاستثنائي والذي يتطلب عنوانا من جنسه ،لينشر في الملحق الرياضي الخاص غداة المبارة .. فاخترت العنوان التالي "مانشيت" بالخط العريض: " بقدم "سنو" ارتفعت رؤوسنا".