الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مصر تشيع البابا شنودة إلى مثواه الأخير

نشر بتاريخ: 20/03/2012 ( آخر تحديث: 20/03/2012 الساعة: 16:11 )
القاهرة- معا- شيعت مصر اليوم الثلاثاء البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية الذي توفي يوم السبت عن 89 عاما والذي ستستغرق خلافته نحو شهرين.

واحتشد ألوف المشيعين الذين اتشحوا بالسواد في الكتدرائية المرقسية وبها مقر البابا وسكنه في منطقة العباسية بشمال القاهرة حيث أقيم القداس الجنائزي.

وحضر القداس أعضاء في المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك مطلع العام الماضي ومسؤولون في الحكومة ومرشحون محتملون للرئاسة التي ستبدأ انتخاباتها في مايو أيار وسياسيون ووفد من الفاتيكان ومسؤولون وسفراء عرب وأجانب.

وكان رؤساء الكنائس القبطية الأرثوذكسية في الخارج وممثلو كنائس أجنبية مختلفة توافدوا على مصر في الأيام الماضية للمشاركة في الجنازة.

وقطعت السفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون عطلة في بلادها وعادت لحضور القداس.

وفي ختام القداس الذي تخلله بكاء نساء ورجال حمل أعضاء في المجمع المقدس النعش الذي ضم جثمان البطريرك رقم 117 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى خارج الكتدرائية لنقله إلى مدفنه في دير الأنبا بيشوي بمنطقة وادي النطرون في الصحراء شمال غربي القاهرة.

وقالت صحف محلية إن المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة خصص طائرتين عسكريتين لنقل جثمان البابا ومرافقي الجثمان من الأساقفة إلى مقر الدفن.

ولثلاثة أيام احتشد عشرات الألوف من رعايا الكنيسة والمسلمين في الكتدرئية وحولها لإلقاء نظرة الوداع على البابا الذي نال احترام المصريين لحرصه على الوحدة الوطنية ورفضه زيارة القدس بعد معاهدة السلام مع إسرائيل إلا إذا أقيمت الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي وقت مبكر اليوم تجمع نحو ألفي شخص حول الكتدرائية محاولين الدخول لكن الزحام الشديد في داخلها حال دون ذلك ثم حاولوا المشاركة في الجنازة رغم الأطواق الأمنية التي أقامها الجيش والشرطة لتأمين الجنازة التي تعالت صرخات نساء خلالها.

وردد المحتشدون هتافات تقول "اوعى تقول البابا شنودة مات.. البابا شنودة في السموات" و"يا رب".

وحمل شبان وبنات لافتات خارج الكتدرائية كتبت عليها عبارات تقول "وداعا للأسد المرقسي" و"بطل المحبة والسلام البابا شنودة". ووضع شبان شارات سوداء على أذرعتهم كتبت عليها كلمة "حداد" باللوم الأحمر.

وعلى مدى 40 عاما أمضاها البابا شنودة في رئاسة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سعى لتهدئة التوتر الطائفي في مصر. ومن كلماته الأثيرة لدى المصريين "مصر ليست وطنا نعيش فيه وإنما وطن يعيش فينا".

وأقيم القداس الجنائزي بينما كان جثمان البابا الراحل مسجى في نعشه وعليه الزي البابوي الكامل وقد ظهر وجهه.

وأقام القداس الأنبا باخوميوس مطران البحيرة (المحافظة التي يوجد بها دير الأنبا بيشوي) ومطروح (محافظة في أقصى غرب مصر) والمدن الغربية الخمس.

وكان الجثمان وبنفس الهيئة قد وضع على كرسي كنسي أثري حين ألقى ألوف المسيحيين النظرة الأخيرة عليه على مدى اليومين الماضيين.

واحتشد أمام الكتدرائية لتأمين القداس الجنائزي ألوف من قوات الجيش والشرطة.

وقال هاني لطف الله (38 عاما) ويعمل محاسبا "نشعر بالخسارة الكبيرة للبلد. البابا شنودة كان وطنيا للغاية ونتمني أن يكون من يأتي بعده مثله."

وتنظم لائحة كنسية خلافة البابا وتجرى مراسم الخلافة على مدى نحو 60 يوما يختار طفل في مرحلتها الأخيرة ورقة من بين ثلاث ورقات بها أسماء أكثر الحاصلين على أصوات الناخبين من رجال الدين ورعايا الكنيسة الذين يضمهم المجلس الملي العام.

ويقال إن الاختيار الأخير الذي يقوم به الطفل يعبر عن مشيئة الله.

ولسنوات وقعت بين حين وآخر حوادث طائفية دامية في مصر تنوعت أسبابها بين بناء أو ترميم كنائس بدون ترخيص وتغيير الديانة وعلاقات بين رجال ونساء من الطائفتين.

وفي العام الأخير كثف نشطاء مسيحيون احتجاجاتهم رافعين مطالب من بينها تيسير بناء وترميم الكنائس. ومعظم المسيحيون في مصر أرثوذكس.

وحدد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات إقامة البابا شنودة في دير وادي النطرون عام 1981 لانتقاده معالجة الحكومة لعنف إسلاميين متشددين ضد مسيحيين في السبعينات ومعاهدة السلام التي أبرمتها مصر مع إسرائيل عام 1979.

وأيد البابا شنودة مبارك في الأيام الأخيرة له في الحكم قبل أن تطيح به انتفاضة في فبراير شباط 2011 وهو ما أثار انتقادات من بعض أعضاء الكنيسة الذين شاركوا في الاحتجاجات التي أسقطت مبارك.

وساند بعض رجال الدين المسلمين مبارك في أيامه الأخيرة أيضا.

(رويترز)