سفيرنا في اوكرانيا يلقي محاضرة في اكاديمية كييف الروحانية
نشر بتاريخ: 20/03/2012 ( آخر تحديث: 20/03/2012 الساعة: 17:21 )
اوكرانيا - معا - القى د.محمد الاسعد سفير دولة فلسطين لدى اوكرانيا كلمة في اكاديمية "كييف الروحانية"، حيث نقل تحيات الرئيس محمود عباس لغبطة مطران الاوكرانية متمنيا له الشفاء العاجل ودوام الصحة والعافية.
ثم بدأ الاسعد كلمته عن تاريخ وتطور القضية الفلسطينية منذ قيام دولة اسرائيل وبداية المعاناة الفلسطينية والتي خسر الفلسطينيون وعلى اثرها القسم الاكبر من فلسطين، وشرد الملايين من ابناء الشعب الفلسطيني الى مخيمات اللجوء والشتات.
ثم اوضح الاسعد المكانة المرموقة والتاريخية لفلسطين حيث أن فلسطين ارض الرسالات ومهد الحضارات الانسانية ولفلسطين اهمية دينية خاصة في الديانات السماوية الثلاث وان الشواهد التاريخية الموجودة في فلسطين تؤكد على تاريخ هذه الارض الطويل والممتد الى اليبوسين والكنعانيين.
ثم تطرق الاسعد الى المعايشة السلمية والتآخي ما بين المسلمين والمسيحيين والذي تتجلا مظاهره بوقوفهم جنبا الى جنب في الافراح والأتراح وكافة المناسبات الوطنية حيث وقف المسيحيون الى جانب اخوانهم المسلمين في فلسطين في نضالهم العادل لنيل استقلالهم وإقامة الدولة الفلسطينية فقد كان ولا زال المسيحيون شركاء في الوطن لان الخطر الذي يتهدد المسيحيين في الاراضي الفلسطينية هو الخطر نفسه الذي يواجهه كل فلسطيني وكل شعوب المنطقة فهو الاحتلال وانعدام الاستقرار فالمسيحيون الفلسطينيون جزء من المجتمع والسلطة وهم ابناء الوطن وجذورهم ضاربة في تربته.
|168512|
|168507|
|168510|
ثم تحدث الاسعد عن الدور الكبير الذي تقوم به السلطة الوطنية الفلسطينية في الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية خصوصا في ظل الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال على المساجد والكنائس ومنع المصليين من الوصول الى اماكن ودور العبادة.
وفي السياق نفسه طالب الاسعد بضرورة تنشيط وتفعيل السياحة الدينية من اوكرانيا للأراضي المقدسة لما له الاثر الاكبر في التخفيف عن الشعب الفلسطيني.
وفي حديثه عن الوضع السياسي تطرق الاسعد الى الجمود في عملية السلام وتوقف المفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية بسبب التعنت الاسرائيلي وعدم اظهار اسرائيل نوايا حقيقية وصادقة مفضلة بذلك سياسة فرض الامر الواقع وانتهاك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مؤكدا على التزام القيادة الفلسطينية بحل عادل ودائم يقوم بإعطاء الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله ويضع حدا للممارسات الاسرائيلية ضده.
ثم اوضح الاسعد الجهود التي تقوم بها القيادة الفلسطينية دوليا لنيل الاعتراف بعضوية كاملة في الامم المتحدة وان نكون كسائر الشعوب ونحكم انفسنا بأنفسنا حيث اننا قادرون وبشهادة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية فقد اثبت الشعب الفلسطيني على انه قادر على ادارة مؤسساته بنفسه بل سبق العديد من الدول المستقلة حيث نتطلع الى حصولنا على الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية هذا هو المبدأ والمطلب وهذه هي الاستراتيجية الفلسطينية التى لن تتغير ولن تتبدل ولن يكون هناك سلام فى منطقة الشرق الاوسط قبل أن يحصل الشعب الفلسطيني على دولته وعلى استقلاله وعلى سيادته على أرضه وبعودة ومعالجة مشكلة اللاجئين استنادا الى القرار الأممي 194 ، هذه من اولوياتنا وهذه اساسيات لا يمكن لأحد أن يتنازل عنها.
وفي نهاية حديثه تحدث الاسعد عن تطور العلاقة ما بين فلسطين وأوكرانيا حيث ان القيادة الفلسطينية تعتبر الدور الاوكراني في غاية الاهمية والتأثير في مجمل القضايا العالمية اضافة لتلك الروابط التي تجمع ما بين الشعبين منذ التاريخ والقدم مبينا ان وجود جالية فلسطينية في اوكرانيا وأوكرانية في فلسطين خير دليل على عمق العلاقات ما بين الشعبين الصديقين ثم تطرق الى يوم الثقافة الفلسطيني الذي كان نموذجا رائعا في ابراز الوجه الحقيقي للشعب الفلسطيني حاثا الجالية الفلسطينية والأوكرانية على بذل المزيد من الجهود للرقي بالعلاقة بين فلسطين وأوكرانيا.
هذا وقد حظيت المحاضرة باهتمام واسع من الطلاب الذين وجهوا عددا من الاسئلة والاستفسارات ومن ضمن الاسئلة التي وجهت للأسعد عدم وجود حزب مسيحي في فلسطين على غرار الاحزاب الاسلامية فأجاب الاسعد بان المسيحيين موجودين في جميع الاحزاب الوطنية وان اغلب مؤسسي الحركات الثورية الفلسطينية الممثلة داخل منظمة التحرير هم من اصل مسيحي ومنهم نايف حواتمة وجورج حبش وسليم نصار وحنان عشراوي ولا يبدوا الكلام بعيدا عن الصواب اذا علمنا الحضور القوي للمسيحيين في المؤسسات السياسية الفلسطينية وحتى منظمة التحرير نفسها اذ يوجد في الاراضي المحتلة 10 رؤساء بلديات و10 موظفين كبار في مكتب الرئيس و7 سفراء للسلطة ووزيران و7 اعضاء مسيحيون فازوا بمقاعد البرلمان في الانتخابات الاخيرة للبرلمان الفلسطيني وهناك اكثر من 575 منظمة مسيحية غير حكومية هذا بالإضافة الى عشرات الكتاب والشعراء الذين رووا بكتاباتهم شجرة الوعي الفلسطيني وساهموا بفعالية في الحفاظ على الذاكرة الوطنية كالمؤرخ الفقيد ادوارد سعيد والشاعر سميح القاسم .
وفي النهاية شكر الاب زاخاريا كيريستيوك الاسعد على المحاضرة القيمة متمنيا ان يعم السلام قريبا ارض فلسطين وان تعود القدس عاصمة للدولة الفلسطينية مشيدا بالتعايش السلمي في فلسطين ومعتبرا ان فلسطين نموذجا يحتذى به في التعايش بين الاديان خصوصا ان هذا التعايش يعود للقدم ثم تمنى ان تنشط الزيارات بين اوكرانيا والبلاد المقدسة للوصول الى النتائج المرجوة ثم قدم الاسعد هدية رمزية من خشب الزيتون من مهد المسيح عليه السلام، وقد حضر المحاضرة المستشار في السفارة نضال القطب.