عضو كنيست يدعو لإعتقال مثيري الشغب في اسرائيل اداريا

رام الله - معا - ترجمة دائرة الاعلام في اتحاد كرة القدم - ادى العنف الذي شهدته ملاعب كرة القدم الاسرائيلية مؤخرا الى التقدم باقتراح في الكنيست لسن قانون يقضي باعتقال مثيري الشغب في مباريات كرة القدم اعتقالا اداريا ، وهو القانون الذي احتفظت به اسرائيل من عهد الانتداب البريطاني والذي توظفه لإعتقال الفلسطينيين لأسباب امنية لفترات غير محددة دون توجيه أي تهم ضدهم.

رئيس لجنة الثقافة والرياضة في الكنيست اليكس ميلر من حزب "اسرائيل بيتنا" الشريك في تحالف حكومة بنيامين نتنياهو وضع الاقتراح على جدول اعمال الكنيست في اعقاب العنف الذي شهدته مباريات دوري المحترفين الاسرائيلي في تل ابيب الاسبوع الماضي وتحديدا في مباراة "هبوعيل تل ابيب" و "مكابي تل ابيب" ... وكان قد نشب شغب في وقت سابق في حوادث مشابهة قادها مشجعو فريق نادي "بيتار القدس" السفاردي المتعصب سيء السمعه.

وكان من المقرر ان يجري نقاش اقتراح اليكس ميلر في اطار اللجنة البرلمانية التي يترأسها بحضور وزير الامن الداخلي الاسرائيلي يتسحق أهرونوفيتش ورئيس اتحاد كرة القدم الاسرائيلي افيف لوزون.

ونقلت صحيفة هآرتس عن ميلر قوله:" من أجل منع كارثة وطنية كتلك التي شهدتها مصر الشهر الماضي، ولأن العنف بدأ بالتصاعد في ملاعب كرة القدم الاسرائيلية ، يجب علينا اتخاذ اجراءات قاسية ضد مثيري الشغب" .. وكان ميلر يشير بذلك وبطريقة انتهازية الى الاشتباكات التي وقعت اثناء المباراة بين فريقي الاهلي والمصري في بورسعيد والتي ادت الى مقتل 74 شخصا.

الا أن العنف في الملاعب الاسرائيلية ليس له نفس الدلالات السياسية لما حدث بمصر لأن مشجعي الكرة المصريين هم من بين الفئات في المجتمع المصري الاشد معارضة للحكومة العسكرية، كما ان هنالك شكوكا ضئيلة من ان يكون العنف في بورسعيد مدبرا ،بعكس العنف في تل ابيب الذي "كان يهدف الى تلقين داعمي كرة القدم دروسا لن ينسوها".

اسرائيل ورثت نظام الاعتقال الاداري سيء السمعه من الانتداب البريطاني لفلسطين واستخدمته لإعتقال الفلسطينيين على ارضية سياسية وامنية ، هذا الاجراء الذي تنظر اليه منظمات حقوق الانسان على انه انتهاك للحقوق المدنية والسياسية جرى تصميمه على ان يكون وقائيا اكثر من انه عقابيا .

ومن سخريات القدر أن عضو الكنيست اليميني المتطرف ميخال بن آرييه أدان الاقتراح الذي تقدم به ميلر للكنيست ووصفه بأنه " اقتراح غريب جاء من انظمة سوداء"، ويجادل بن آرييه أن اسرائيل بلد يحكمه القانون ولن تسمح بقانون يرسل الناس الى السجن دون ادلة (المبدأ الذي يتعارض مع وجود 300 فلسطيني قيد الاعتقال الاداري حاليا وفقا لمعطيات منظمة بتسيلم الاسرائييلة لحقوق الانسان)

بن آرييه وهو من قادة الحزب الوطني اليميني المتطرف والذي ينظر اليه على انه ورث عقلية مئير كاهانا رئيس عصبة الدفاع اليهودية المحظورة يعارض اليوم إقتراح ميلر لإعتقال مثيري الشغب في الملاعب اداريا ، كان هو نفسه قد اقترح العام الماضي سن قانون يلزم اعضاء المنخب الوطني الاسرائيلي لكرة القدم بغناء النشيد الوطني "هتكفا" والاعتراف باسرائيل دولة لليهود.

وإذا قدر لهذا القانون ان يصبح نافذا فإنه كان سيهدد بل وسيضعف بالدرجة الاولى المنتخب الوطني الاسرائيلي الذي يضم في صفوفه نجوم كرة قدم فلسطينيين (باستثناء نادي "بيتار القدس") ، فالمعركة بين اتحادي كرة القدم الفلسطيني والاسرائيلي حول نجم كرة القدم علي الخطيب تؤشر على مدى أهمية اللاعبين الفلسطينيين في كرة القدم الاسرائيلية .

فلاعب خط الوسط الفلسطيني علي الخطيب ابن الـ 22 عاما والذي يحمل الجنسية الاسرائيلية كان حتى وقت قريب نجما في كرة القدم الفلسطينية ، الا أنه أغضب جمهور معجبيه عندما ترك فريقه في القدس الشرقية لينضم الى فريق نادي "هبوعيل حيفا ".. ويتهم نادي "جبل المكبر" في القدس الشرقية الخطيب بأن العقد الذي وقعه معه لا يزال ساريا ولـ 3 سنوات ونصف قادمة، وإن نادي "هبوعيل حيفا " ضمه لصفوفه بطريقة غير قانونية .

وقال مدرب فريق جبل المكبر سمير عيسى إن الخطيب " لاعب موهوب ،الا انه لم يسمع به احد قبل ان ينضم لفريقنا ولم يكن يريده أحد .. الخطيب مدين بالكثير لكرة القدم الفلسطينية ولنادي جبل المكبر الذي اعتاش منه لـ 3 سنوات .. للأسف فإنه يظهر كثيرا من الجحود .. لقد غادرنا في الليل كاللص ، على الرغم من انه وقع عقدا مع نادي كرة قدم فلسطيني .. هذا سلوك غير مقبول اطلاقا"

ويتهم محمد زحايكة المتحدث باسم نادي جبل المكبر الخطيب بالخيانة ، وقال إن النادي ينظر بالتقدم بشكوى الى اتحاد كرة القدم العالمي "فيفا" .

الا أن نوعام ريغيف المتحدث باسم نادي "هبوعيل حيفا" ينفي هذه التهم مشيرا الى أن محكمة تل ابيب قضت بأن انتقال الخطيب الى النادي الاسرائيلي شرعي ، وأضاف أنه " بامكانهم التوجه الى الـ "فيفا" إذا ارادوا ذلك ولكن هبوعيل حيفا لم يقدم على أي عمل غير قانوني"

مدرب فريق هبوعيل حيفا "تال بانين" الذي ينظر اليه كأفضل لاعب كرة قدم اسرائيلي على الاطلاق قال " لقد سألت حول لاعبين انتهت عقود عملهم مع نوادي اخرى فأخبرني شخص ما عن علي الخطيب، وبعد التحقق قليلا قررت ان امنحه فرصة .. وخلال 10 دقائق ، لا بل خلال 5 دقائق عرفت أنه هو من يحتاجه الفريق "
وطموح الخطيب باللعب في المنتخب الاسرائيلي الاول ينطلق بوقود حقيقة أنه سجل 6 أهداف في 29 مباراة دولية خاضها المنتخب الوطني الفلسطيني ، ولا سيما في مباريات التأهل لكأس العالم 2014 واصبح انتقاله للعب مع فريق اسرائيلي موضوعا رئيسيا للنقاش في الضفة الغربية .

الخطيب الذي تخرج من فريق الناشئين في نادي "هبوعيل حيفا" ينكر ان العقد الذي وقعه مع نادي "جبل المكبر " لا يزال نافذا ، يؤكد إنه انتقل للعب مع فريق اكثر احترافا ويدفع له اجرا اكبر ومن المحتمل أن تتاح له الفرصة للعب في ناد اوروبي. وقال في مقابلة اجرتها معه وكالة أسوشيتد برس في بيته في شفا عمرو وخلفه على الحائط صورة معلقة له وهو يصافح الرئيس الفلسطيني محمود عباس " طموحي ان احظى بسمعة جيدة في عالم كرة القدم الاسرائيلية وان انضم الى المنتخب الاسرائيلي الاول .. ان مستقبلي هنا في اسرائيل واعدا اكثر وكل لاعب عربي في اسرائيل يحلم بهذه الفرصة" .

وردا على استنكار الفلسطينيين على تركه النادي الفلسطيني في القدس الشرقيه وانضمامه الى التادي الاسرائيلي في حيفا رسم الخطيب وشما على ذراعه يقول " الله وحده هو الذي يحاسبني"