الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة السياحة تشارك في مؤتمر الاثار والتراث الحضاري في الوطن العربي

نشر بتاريخ: 22/03/2012 ( آخر تحديث: 22/03/2012 الساعة: 10:43 )
رام الله- معا- شارك د.حمدان طه الوكيل المساعد لقطاع الآثار والتراث الثقافي في وزارة السياحة والآثار في أعمال الدورة العشرين لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي، والذي نظمتة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الالكسو) واستضافته وزارة الثقافة في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وذلك في الفترة ما بين 13-15 من الشهر الجاري، بمشاركة 15 دولة عربية حيث كانت الاثار والسياحة الثقافية هي الموضوع الرئيسي لهذه الدورة، بناء على توصية الدورة التاسعة عشرة التي عقدت في الرياض.

وقد تم اختيار فلسطين مقررا للدورة التي رأستها الجزائر و سلطنة عمان نائبا للرئيس حيث قدم د. طه ورقة علمية حول السياحة الثقافية في فلسطين، ومداخلة حول عضوية فلسطين الكاملة في اليونسكو والآفاق المستقبلية.

وفي كلمتها الافتتاحية أكدت خالدة التومي وزيرة الثقافة بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية على ضرورة التوفيق بين متطلبات الحماية والحفاظ على التراث الثقافي من أجل سياحية ثقافية متوازنة ودعت المشاركين العرب الى مساعدة فلسطين ماديا وبشريا لتعزيز مكانتها الحديثة في اليونسكو.

واضاقت التومي في معرض كلمتها أن انظمام فلسطين الى منظمة اليونسكو يستوجب من الجميع تخصيص حيز للنقاش حول السبل الكفيلة لمواكبة هذا المكسب الرائع وتمكين فلسطين من تحقيق الاهداف المرجوة، مشيرة الى فلسطين ليست شعارا بل قضية وطن وشعب.

كما دعت تومي الى تعزيز المشاركة العربية في لجنة التراث العالمي، ومن اجل تنمية السياحة الثقافية اكدت على ضرورة تثمين الابداعات المحلية مشيرة الى ان المنطق الاقتصادي الذي يشكل جزءا من الابعاد المرجوة في ترقية السياحة الثقافية لا يجب ان يشكل المنطق الوحيد الذي يحدد السياسات في سبيل تطويرها.

وأكد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في كلمته التي قدمتها د. حياة قطاط القرمازي أن موضوع الآثار والسياحة الثقافية يستحق العناية والبحث للمعادلة الصعبة بين ما يعيش الوطن العربي من أوضاع راهنة تهدد سلامة أثاره و تراثه الثقافي متوقفا على ما تتعرض إليه مدينة القدس من اعتداءات على تراثها الثقافي و تزوير لتاريخها.

وأكد على حرصه على إدراج الملف الفلسطيني في صدارة أعمال المؤتمر. ودعا المدير العام إلى ضرورة تضافر جهود الأثريين العرب للدفاع عن التراث الثقافي وربطة بأشكال التنمية المستدامة.

وتحدث السيد هاني المبروك وزير الثقافة التونسي عن سنة 2011 كسنة الخلاص من الانظمة المستبدة وسنة فاجعة على التراث الثقافي، حيث جرت موجة من السرقات التي طالت التراث الثقافي وتدمير عدد من موقع التراث الثقافي، ودعا الخبراء الى التفكير في كيفية انقاذ التراث الثقافي المهدد، واستخدامها كأداة للتنمية والتربية. كما أكدت د. دينا الظاهر، الوزيرة المفوضة لدى الجامعة العربية ضرورة مواجهة التحديات الكبرة التي يواجهها الوطن العربي وأعلنت عن مشروع ميثاق عمل في مجال السياحة الثقافية، وأكدت على أهمية الحفاظ التراث الثقافي كمورد للتنمية المستدامة.

وفي كلمته نيابة عن السيدة ايرنا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو، نقل السيد كريم الهنديلي تحيات السيدة بوكوفا للوفود المشاركة، وقرأ رسالة السيدة بوكوفا، والتي جددت فيها التزام منظمة اليونسكو بدعم جهود التنمية المستدامة في الدول العربية، وتوفير الدعم الفني لحماية المواقع وادارتها ومكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية والحد من الاتجار بالاثار كما هو الحال في عدد من الدول العربية. وقالت أن تاريخ العالم العربي يشهد على قوة الثقافة كحافز لبناء السلام. و أكدت رغبة اليونسكو في الوقوف إلى جانب الدول الأعضاء في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لكتابة هذا التاريخ.

وأكد د. طه ممثل فلسطين في مداخلته حول انضمام فلسطين كعضو كامل في منظمة اليونسكو والافاق المستقبلية على الاهمية التاريخية لهذا الحدث، لانه يقر بالحقوق الثقافية للشعب الفلسطيني على أرضه وفي تاريخة، ويمكن فلسطين من ممارسة دورها كاملا في التوقيع على الاتفاقيات الدولية، والتصويت والترشح في هذه المنظمة.

واشار د. طه الى ان هذا الحدث جاء تتويجا لمسيرة عمل ونضال طويلة، منذ ان حصلت فلسطين على العضوية في اليونسكو بصفة مراقب سنة 1974، ومنذ سنة 1989 كان طلب العضوية الكاملة يقدم بشكل دوري الى المؤتمر العام سنة بعد سنة. وشهدت هذه الفترة نضالا متواصلا من قبل بعثة فلسطين والمجموعة العربية والاسلامية للدفاع عن هوية مدينة القدس، مستذكرا دور الراحل المرحوم عمر مصالحة.

وتطرق د. طه الى المحطات الرئيسة في مشروع التراث العالمي وابرزها قرار الدورة ال 26 للجنة التراث العالمي في بودابست سنة 2002، والذي اعتبر فيه التراث العالمي ذو قيمة عالمية استثنائية، والخطوات التي تلتها من اعداد القائمة التمهيدية سنة 2005 واعداد ملفات ترشيح لكل من مدينتي بيت لحم والخليل، ثم توقيع فلسطين على اربعة اتفاقيات دولية، ابرزها الاتفاقية الدولية للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي العالمي لسنة 1972، وعملا بالتزاماتها تسعى فلسطين الى تحديث تشريعات التراث الثقافي وتعمل بالتعاون مع منظمة الايكروم على ميثاق وطني للحفاظ على الترث الثقافي في فلسطين.

وشارك في المؤتمر ممثل الامانة العامة لجامعة الدول العربية وعدد من الخبراء وممثلون عن مركز التراث العالمي التابع لمنظمة اليونيسكو والمركز الدولي لحفظ وترميم الممتلكات الثقافية (الايكروم) والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (الايكوموس)ومجلس المتاحف العالمي (الايكوم) والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو).