السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤسسة "إبداع" تنظم ندوة حول واقع مدينة القدس وخطط تهويدها

نشر بتاريخ: 22/03/2012 ( آخر تحديث: 22/03/2012 الساعة: 14:24 )
غزة- معا - نظم معهد "فلسطين" للدراسات الإستراتيجية التابع لمؤسسة "إبداع" ندوة بعنوان "مدينة القدس بين الواقع والتخطيط" حضرها مقرر لجنة القدس في المجلس التشريعي د. أحمد أبو حلبية, ومدير عام الهندسة والتنظيم والتخطيط بوزارة الحكم المحلي م. محي الدين الفرا, بالإضافة إلى عدد من المثقفين والمهتمين.

وتحدث أبو حلبية عن المكانة الدينية والتاريخية لمدينة القدس وقال: "إن الحديث عن مدينة القدس يثير في النفس مشاعر من الحسرة والألم لما تعيشه هذه المدينة المقدسة من واقع صعب ومرير وخطير جراء المخططات الصهيونية الخطيرة التي تستهدف تحقيق أهداف صهيونية سوداء".

وأضاف: "المدينة المقدسة معالمها آثارها مساجدها مقابرها يتعرضون لهجمة شرسة ومنظمة وخطيرة وهذا يفرض علينا جميعنا أن نقف صفاً واحداً لنصرة قضايانا العادلة وفي مقدمتها القدس والأقصى والمقدسات".

وحذر من التعاطي من ما يروجه الإعلام الصهيوني من أسماء ومصطلحات وصور تستهدف تقليص المساحة الفعلية لمدينة القدس والمسجد الأقصى وقال: "القدس التي نتحدث عنها ونريدها ونطالب بها هي التي تبلغ مساحتها 600 كيلو متر مربع أي ما يقرب ثلث مساحة فلسطين, ومن هنا يجب عدم التعاطي مع مصطلح (القدس الشريف) الذي يستهدف تقزيم مدينة القدس بمساحة المسجد الأقصى ومحيطه".

وأكد على أن الجماعات الصهيونية تحاول تدنيس قدسية المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس من خلال هدم المساجد وتحويلها الى كنس صهيونية وإقامة البارات والملاهي الليلية والحفلات الماجنة ومصادرة ونهب الأراضي وهدم البيوت والتضييق على السكان المقدسيين لإجبارهم على مغادرة المدينة.

وطالب أبو حلبية بتوفير الدعم المالي لنصرة مشاريع صمود المقدسيين في معركتهم الشرسة ضد العدو الصهيوني, مشدداً على ضرورة أن يتم تجنيد كافة المؤسسات والأحزاب والشرائح الفلسطينية والعربية والإسلامية لخدمة قضية القدس, وضرورة تفعيل البعد القانوني لقضية القدس لأن ما يقوم به العدو الصهيوني في القدس هو عبارة عن جرائم حرب صهيونية طالت البشر والشجر والحجر.

من جهته تحدث م. الفرا عن مخططات الجماعات الصهيونية في تهويد مدينة القدس منذ بداياتها وحتى الطموحات الصهيونية التي تسعى سلطات الإحتلال الى تحقيقها من خلال ما يعرف بخطة عشرين عشرين, وقال: "إن المخطط الصهيوني في الاستيطان في مدينة القدس بدأ الإعداد له منذ العام 1897, حيث تم قبل العام 1948 بناء ما يزيد عن 65 كنيس يهودي و52 بؤرة استيطانية".

وأوضح أن عملية تهويد القدس تسير وفق خطة عملية منظمة يقوم بها الإحتلال مداها الزمني 20 عام، أعدتها لجنة مكونة من 98 خبيرًا في عدة مجالات، استغرق إعدادها ثلاث سنوات لإنجازها بتعقيد شديد بحيث يتم تهويد المدينة بشكل علمي وممنهج, ويكمن جوهرها في الاستيلاء على الأراضي العربية في القدس تحت مسميات شتى تتنوع بين السكن والسياحة والاقتصاد والتعليم والاستعمال العسكري.

وأكد إن الهدف الرئيسي لخطة التهويد هو أن يتم توسيع مساحة مدينة القدس لتصل في عام 2020 إلى 17% من مساحة الضفة الغربية, ويصبح عدد سكان القدس 2 مليون نسمة عدد الفلسطينيين منهم لا يتجاوز 30 ألف فلسطيني على أن يتم ترحيل باقي السكان خارج المدينة.

وحذر الفرا من التسارع الملحوظ لإنجاز خطة تهويد القدس مشيراً إلى الجماعات الصهيونية أنجزت أكثر من 82% من خطة تهويد القدس في الفترة الممتدة من عام 2000 وحتى عام 2012.

وأكد أن سلطات الاحتلال تقوم ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية من أجل إحداث تغيير ديموغرافي في المدينة لمصلحة الصهاينة وتقليل نسبة السكان الفلسطينيين إلى أدنى مستوى بحلول عام 2020 من أجل إضفاء الطابع اليهودي على المدينة المقدَّسة وإعلانها عاصمة موحدة للشعب اليهودي.

وأشار إلى أن سلطات الإحتلال تسعى جاهدة لمنح منطقة أبو ديس كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية مع ربطها بنفق ارضي يصل إلى المسجد الأقصى لإتاحة الفرصة أمام الفلسطينيين للصلاة في المسجد الأقصى, وهو ما أكدته اتفاقية كامب ديفيد 2 والتي عرضت على رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في عام 2000.

يشار إلى أن مؤسسة "إبداع" أعلنت قبل أيام عن إطلاق حملة توعوية بعنوان "القدس توحدنا" تستهدف من خلال طلبة الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة للتعريف بالأخطار والتهديدات والمخططات الصهيونية المحدقة بالمسجد الأقصى ومدينة القدس.