الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

حتى الان- المصالحة مصافحة وقبلات والتقاط صور تذكارية فقط

نشر بتاريخ: 24/03/2012 ( آخر تحديث: 25/03/2012 الساعة: 08:47 )
بيت لحم- تقرير معا- وصلت اتهامات قادة حركتي حماس وفتح أوجها في ظل التصريحات المتبادلة بين غزة والضفة بتحميل بعضهما المسؤولية عن أزمة الوقود والكهرباء وتعطيل المصالحة الفلسطينية.

وقد وصل الأمر بقيام قادة حماس باتهام السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس بالتعاون مع جهات خارجية والاحتلال بالمسؤولية عن حصار قطاع غزة ووضع عقبات أمام إدخال الوقود إلى القطاع، ما دفع قادة فتح في الضفة إلى نفي هذه الاتهامات وتحميل قيادات حماس مسؤولية تعطيل عجلة المصالحة لمصالحهم الشخصية.

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل أكد لـ"معا"، ان الاتهامات المتبادلة بين حركتي فتح وحماس لا تقرر مصير المصالحة الوطنية، وهي ليست المرة الأولى التي تنفجر فيها التصريحات والتهديد والوعيد بين الطرفين، فلاحظنا منذ بداية الانقسام تمر الأزمة بمرحلة هدوء ثم كلام لطيف ثم اتهامات.

وقال عوكل ان المصالحة قادمة لا محالة لكنها ستمر بعدة مراحل وهذا معلوم منذ البداية وهناك صعوبات ليست قليلة تعمل على تعطيها، فهناك أطراف من داخل فتح وحماس بنت لنفسها مصالح شخصية تتعمد تعطيل المصالحة.

لكن عوكل استبعد ان تتم المصالحة بشكل سريع، مؤكدا في الوقت ذاته ان جميع الخطوات التي جرت بشأن المصالحة هي نظرية ولم يتم تطبيق اي شيء على ارض الواقع لكن ذلك ايجابي ويمكن البناء عليه.

من طرفه رأى المحلل السياسي وأستاذ الاعلام في جامعة بير زيت إيهاب بسيسو، ان المصالحة الفلسطينية مصلحة إستراتيجية ووطنية للشعب الفلسطيني، والقضية غير مرهونة بشكل أساسي بالنواية لحركتي فتح وحماس بقدر ما هي مرهونة بالمشاريع السياسية المرتبطة بامتدادات إقليمية ودولية التي تنعكس سلبا على الشأن الفلسطيني وتدفعه الى حالات من التأزم.

واعتبر بسيسو ان قضيتي الوقود والكهرباء ليس الا بوابة لتبادل الاتهامات بين قيادتي غزة والضفة وتمرير رسائل من أطراف سياسية عربية ودولية من خلال القنوات الفلسطينية المتاحة للتأثير على الأجندة الفلسطينية.

وأكد بسيسو ان الإشكاليات التي تحدث والتراشق الإعلامي نتيجة التغيرات الحاصلة عربيا يدلل على وجود ازمة حقيقية يدفع ثمنها المواطن الفلسطيني.

ولفت أستاذ الإعلام في جامعة بير زيت إلى أن حدوث المصالحة امر حتمي أجلا أم عاجلاً ستحصل لكن ذلك بحاجة الى وقت.

من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي وأستاذ الإعلام في جامعة القدس أحمد رفيق عوض ان المصالحة الفلسطينية ليست فقط هي فلسطينية ولا إرادات فلسطينية خالصة لكنها تنطوي على العديد من المصالحات الإقليمية والدولية، ومرتبطة في ملفات بالمنطقة لم تصل إلى حلول أمثال الملف الإيراني والسوري.

وأوضح عوض في حديث لـ"معا" ان الانقسام الفلسطيني ليس بين فتح وحماس فقط فهناك انقسام داخل الانقسام بين الإطراف المختلفة، فحركتا فتح وحماس تعتقدان انه بتأخر المصالحة قد يكون ذلك أكثر ربحا لكل طرف، ومن هنا هذه السرعة السلحفائية في تطبيق المصالحة تعني ربما تقييم او رؤية فيها خسارة او ربح لدى الطرفين.

كما وأكد عوض ان استمرار الانقسام هو هدية مجانية لإطراف كثيرة من أبرزها إسرائيل التي لوحت مرارا وتكرارا بالانتقام في حال جرى اتفاق حمساوي فتحاوي لان ذلك يضر بمصالحها في المنطقة.

وأكد عوض ان المصالحة بحاجة إلى وقت لتطبيقها على ارض الواقع، حتى الان تمر المصالحة في مرحلة المصافحة فقط.