الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

حريات: الاقتحامات المتكررة للسجون تستدعي تدخلاً دولياً لحماية الأسرى

نشر بتاريخ: 25/03/2012 ( آخر تحديث: 25/03/2012 الساعة: 16:29 )
رام الله - معا -أدان مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، اليوم الأحد، سياسة الإقتحامات المتكررة التي تقوم بها القوات الخاصة التابعة لمصلحة السجون ,وهي مدججه بالأسلحة الحية ومعززة بالكلاب البوليسية والإعتداء على الأسرى بالضرب والتنكيل وتعريضهم للإهانة والتفتيش العاري والمذل وتركهم في العراء لساعات طويلة في البرد القارس.

ودلل "حريات" على ذلك بما حصل مع أسرى سجن النقب الصراوي عندما تم نقل الاسرى في قسم 7 إلى خيم بعيدة عن مكان اعتقالهم وغير مجهزة للنوم وتركهم ليومين في البرد القارس دون أغطية.

وأفاد الأسرى الذين تعرضت غرفهم للإقتحام أنهم رأوا الموت بأم أعينهم، وأنهم لم يصدقوا أنهم عادوا سالمين إلى غرفهم بعد يومين من عملية الإقتحام والتتفتيش، وأكدوا أن عشرات الجنود مدججين بالسلاح الناري والأبيض والكلاب البوليسية اقتحمت غرفهم ووضعتهم على الأرض ووجوههم الى الأسفل، مكبلين ومقيدين، بحجة البحث عن هواتف خلوية تارة، وأخرى لإجراء تفتيشات ليلية الهدف منها هو ارهاب الأسرى.

وأكد الأسرى أن مئات الجنود من وحدة الميتسادا يلبسون الأقنعة ويضعون السواد على وجوههم اقتحموا السجن وكأنهم في ساحة حرب حقيقية أوفي مواجهة مع اشخاص مسلحين. ويوم الأربعاء الماضي أعلنت ادارة سجن النقب حالة الطوارئ لإرغام الأسرى على اجراء فحص (DNA) تحت التهديد بإستخدام القوة وبالفعل قد تم اجبار بعض الأسرى من قبل القوات الخاصة على أخذ العينة منهم لاجراء الفحص غير قانوني والذي يتطلب توقيعهم من أجل الموافقه على إجرائه.

كما قامت هذه القوات بإقتحام سجن عسقلان ونكلت بالأسرى وقامت واعتدت عليهم واصابت 11 أسيرا منهم تحديدا في غرفة 27، حيث جرى اقتحام الغرفة بشكل همجي ومفاجئ اذ كان الأسرى نياماً وبدأت هذه القوة بالاعتداء عليهم واستفزازهم وانزالهم عن اسرتهم بطريقة همجية كما تم الطلب منهم خلع ملابسهم ولكن الاسرى رفضوا ذلك بشدة حيث تم الإعتداء على الأسير فارس محمود خليفة مما أدى الى اصابته بجروح ونزيف في الرأس.

وقامت هذه القوات باقتحام سجن جلبوع واعتدت بالضرب على الأسرى واصابت 15 منهم بإصابات مختلفة كما اعتدت على الأسيرين جمال أبو الهيجا وعباس السيد في زنازين العزل الإنفرادي في سجن جلبوع لإجراء فحص DNA بالقوة وأصابتهم برضوض مختلفة.

وجرى في كافة السجون فما بين الإقتحام الفعلي وما بين التهديد بإستخدام القوة أتمت هذه القوات مهمتها القمعية بأخذ العينات من الأسرى لاجراء فحص DNA بشكل مخالف لقواعد واحكام القانون الدولي الذي ينص صراحه على احترام خصوصية الأسير ورغباته وعدم اجباره على اجراء اي فحص لا يريده أو لا يرى أنه في مصلحته.

وقامت هذه القوات بإقتحام سجن مجدو والإعتداء على الأسرى في عدة أقسام واصابة عشرة أسرى برضوض وجروح مختلفة هم بشار ارشيد، هاني زين الدين، محمود سناكرة، حمدون عواد، محود عمارنة، خالد حمدان، فهد حمايل، يوسف ترتير، محمد حنني وأنس حواري.

وينظر "حريات" بخطوره شديدة لهذه التطورات المتسارعه على ساحات السجون وللسياسة التي تنتهجها مصلحة السجون اتجاه الاسرى بحجج وذرائع واهية لتبرير انتهاكاتها اليومية الفظة بحق الأسرى فقبل اتمام صفقة تبادل الأسرى شرع الكنيست الإسرائيلي بالقراءة الأولى، وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بينيامين نتنياهو على الملأ وأمام وسائل الإعلام عن قراره تضيق الخناق على الأسرى وقوله "أن الحفلة قد انتهت" بحجة الظروف التي يحتجز بها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في قطاع غزة ورغم اطلاق سراحه ما زالت هذه الإجراءات القمعية واللاانسانية المخالفة لمبادئ ومواثيق حقوق الإنسان التي تكفل للأسرى شروط اعتقال ملائمة على حالها بل إن الظروف الإعتقالية للأسرى ازدات سوءاً وهو الأمر الذي يفسر سلسلة الإضرابات الفردية المفتوحة عن الطعام التي يخوضها الأسرى في هذه الاثناء والذي وصل عددهم الى ثلاثين اسيراً والقرار الاستراتيجي الذي اتخذته الحركة الأسيرة بالإعلان عن نيتها الشروع في اضراب مفتوح عن الطعام في الأسابيع القليلة القادمة ضد هذه السياسات والأنتهاكات بحقهم.

وأكد حريات أن أفتعال مصلحة السجون لهذه المعارك الجانبية وشن هذه الحرب بلا هوادة على الأسرى، تهدف من ورائها إلى ابعاد الحركة الأسيرة عن التركيز على قضاياها الجوهرية وأرباكها ومنعها من التضامن مع الأسيرة هناء شلبي ، وكفاح حطاب، وثائر حلايقة، والنائب الحاج أحمد علي، وكل الأسرى المضربين عن الطعام وثنيهم عن خطواتهم الأستراتيجية التي لم يتبقى من أجل الشروع بها إلا تحديد ساعة الصفر.

وأكد "حريات" أن الهدف من وراء هذه السياسة السعي لكسر ارادة الأسرى وإخضاعهم وارغامهم على التسليم بالأمر الواقع الذي يعيشونه أي التسليم بكل الأنتهاكات والسياسات التي تمارس بحقهم ليصلوا الى نتيجة مفادها انهم وحدهم في الساحة وعليهم عدم التفكير بالإحتجاج على هذه السياسات أو رفضها.