الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسير السيد: نجوت من الموت بأعجوبة بعد اعتداء "وحشي" داخل زنزانتي

نشر بتاريخ: 28/03/2012 ( آخر تحديث: 28/03/2012 الساعة: 13:44 )
رام الله- معا- وجه الأسير عباس السيد، سكان طولكرم المحكوم 35 مؤبدا المعزول في سجن جلبوع رسالة الى الشعب الفلسطيني ومؤسسات حقوق الانسان، وصلت الى وزارة شؤون الأسرى والمحررين، شرح فيها عملية الاعتداء الوحشي عليه داخل زنزانته بطريقة قاتلة وهو مكبل اليدين والقدمين من قبل قوة مدججة من الوحدات القمعية ومن الشرطة، حيث ظهرت علامات الضرب على كافة أنحاء جسمه عند زيارة محامي الوزارة له أشرف الخطيب، وكل ذلك تحت حجة فحص أل DNA .

وفيما يلي نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلي أحبائي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اعتدت على تطمينكم دائما، فأهم شيء عندي ألا تقلقوا، فقد نجوت من الموت بأعجوبة فالوضع لا يحتمل إلا وضعكم في الصورة، لتتصرفوا وتأخذوا الموضوع في أقصى درجة من الجدية، فقد نجوت من الموت والإعاقة لغاية الآن ولا أدري ماذا يحدث من تطورات، ففي يوم الأربعاء الماضي وتحت حجة فحص DNA قامت إدارة السجن بأخذي الى العيادة في داخل السجن، مكبل الأيدي والأرجل وفي الطريق كان هناك العشرات من الوحدة الخاصة التابعة للمنطقة الجنوبية لمصلحة السجون على اليمين والشمال وعند وصولي الى العيادة أدخلوني الى غرفة وكانت مليئة برجال شرطة تابعين لشرطة اسرائيل، فأغلقوا الباب فورا ولم يتكلموا معي أي كلمة وانهالوا علي ضربا وشتما في كل أنحاء جسمي مرددين هذا الذي فعل كذا وكذا وهذا مسؤول عن عملية فندق بارك وقد اقتربت ذكرى العملية ونريد منك أن تذكرنا جيدا في مناسبة العملية وألا تنسانا أبدا، طرحوني على برش حديدي وكنت مكبل الأيدي والأرجل. وضعوا عليّ الكلبشات بأقصى قوتهم، ضربوني على رأسي ضربا شديدا وتم لوي عنقي بطريقة همجية وفتحوا فمي بطريقة همجية وأخذوا عينة لعاب تحت الضغط الشديد والشتائم والحديث عما عملته، وبعد ذلك أخذوا فحص وبصمات الأصابع تحت الضرب ثم حملوني والقوني خارج الغرفة على الأرض قائلين اذكرنا في ليلة عيد الفصح القريب.

طلبت فورا من رجال مصلحة السجون الذين كانوا خلف الباب ولا بد أن سمعوا كل شيء، طلبت فحص طبي فوري وتقديم شكوى قوية وطلبت كل الأسماء الذين كانوا يضربونني ولم يستجيبوا لذلك، وأعادوني الى زنزانتي وطلبت أيضا تصوير مكان الضربات وأثناء الطريق سمعتهم يقولون بوجود مشكلة حيث هناك الكاميرات في الطريق، حيث كنت لا أقوى على المشي، أعادوني بعد فترة للعيادة ولم يكن هناك طبيب فرفضت ذلك وقام يتصويري مضمد في المناطق الظاهرة على جسدي، و في اليوم التالي وبعد إصراري أخرجوني لفحص طبي وقاموا بتصوير آثار التعذيب الشديد في الأماكن التي عرضها علي ومنها الآذن اليمنى، حيث نتج عن الضرب التهاب شديد واضح والفخذ واليدين والرجلين والظهر، واذكر هنا أن الصور تقشعر لها الأبدان وأخشى أن يقوموا بإتلافها، وطلبت بكتاب رسمي الاحتفاظ بتصوير الكاميرات الموجودة والتي وثّقت لحظة خروجي من العيادة الى غرفتي حتى رجوعي وقدمت طلبا رسميا لإحضار شرطي متخصص بالتحقيق مع رجال الشرطة، وآخر متخصص بالتحقيق مع رجال مصلحة السجون وكل ذلك لكي اثبت فورا ما حدث قدر المستطاع.

أؤكد هنا أن إدارة السجن والمنطقة الشمالية في مصلحة السجون هم الذين سلموني للشرطة وكانوا خلف الباب غير محكم الإغلاق أي استمعوا لكل شيء، والغرفة عندما دخلتها كنت محاطا من كل الجهات برجال الشرطة الذي أوسعوني ضربا من دون أي سؤال .

أشعر حتى هذه اللحظة بالآلام وفي مناطق داخلية من جسدي، عدا عن المناطق الخارجية في كافة أنحاء الجسم، ما زلت أشعر بخطورة حقيقية على صحتي وحياتي عدا عن شعور الاهانة حيث داسوني بأقدامهم.

أقول هذا الكلام إبراء للذمة أمام الله فما حدث معي هو ليس استخدام للقوة لفحص أل DNA وإنما استغلال غطاء فحص أل DNA وضربي ضربا مبرحا مميتا أو مسبب للإعاقات.

-مطلوب وبأسرع فرصة إدخال طاقم طبي من الخارج لفحصي
-مطلوب متابعة قانونية من المحامين، محامي متخصص وقوي لرفع شكاوي ضد الشرطة.
-مطلوب ويرجى إعلام السجون ونشر الموضوع على أوسع نطاق ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم فالقصة عدا أنها اعتداء على الكرامة فهي أيضا ما زالت مسألة حياة او موت أو حفظ صحتي من التدهور لما لا يحمد عقباه.
-من الجدير ذكره أنه تبين لي أنه في منطقة العيادة كلها لا يوجد كاميرات تصوير كما جرت العادة والجدير ذكره أنه يوم 13/3/2012 عندما أخرجوني لساحة قسم 4 لعمل فحص أل DNA كان هناك كاميرات فهددوا باستخدام القوة وقالوا لي أنه كإجراء قادم سيأتي ضابط ويخرج معك ويحذرك ويبين لك العواقب وأخذت ورقة تشير أن الفحص سيأخذ بعد التحذير وأخذ أقوالي باستخدام قوة معقولة لأخذ عينة من شعر الرأس والقوة المعقولة لشخص مكبل الأيدي والأرجل لا يمكن أن تقوم باستخدامها ، فهو يكون تحت السيطرة تماما، وختاما أكرر لأن الوضع جدي للغاية وفي غاية الخطورة وأوكد على أنني قد نجوت لغاية الآن من الموت أو الإعاقة بأعجوبة، هذه حقيقة أضعها عند أهلي وأحبائي وأبناء شعبي وجميع الفصائل وجميع الاسرى ( ألا هل بلغت ، اللهم فاشهد) .
-ملاحظة: عند فحص الضغط لي ثاني يوم الحادث كان الضغط وللمرة الأولى في حياتي 98-148 ولم يتم وضعي تحت الرقابة وتم إعطائي مسكنات قوية للأوجاع فقط لأيام.