فياض يؤكد ضرورة تكامل الجهدين الرسمي والشعبي لمواجهة الاحتلال
نشر بتاريخ: 28/03/2012 ( آخر تحديث: 28/03/2012 الساعة: 17:20 )
رام الله- معا- أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض أن يوم الأرض يكتسبُ هذا العام أهميةً خاصة في ظل إمعان إسرائيل في تصعيد وتيرة الاستيطان، وفي عنفها المتواصل ضد المسيرات السلمية التي يقوم بها أبناء شعبنا تأكيداً على حقهم الطبيعي في الدفاع المشروع عن أرضهم وحمايتها، مُشدداً على أهمية التوقف بمسؤوليةٍ وطنيةٍ عالية أمام ما تتعرض له أرضنا، بل ومشروعنا الوطني برمته من مخاطر كبيرة، وضرورة التكاتف لتعميق جاهزيتنا الوطنية وتطوير قدرة مؤسساتنا، وأشار إلى أن جوهر هذه الجاهزية يستهدف تعزيز صمود المواطنين، وتوفير الخدمات الأساسية الكفيلة بتحقيق ذلك، بالإضافة إلى ضرورة إنهاء الانقسام، وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته كشرطٍ لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة.
وقال: "فكما لا دولة دون القدس عاصمةً لها، فأيضاً لا دولة دون قطاع غزة، وإنني أتوجه إلى أهلنا في القطاع وأؤكد لهم أن سلطتكم الوطنية لن يهداً لها بال حتى يتم رفع الحصار عنكم وإعادة إعمار القطاع، وحتى تعود غزة كما كانت دوماً رافعة للهوية الوطنية وفي قلب مشروعنا الوطني".
جاء ذلك خلال الحديث الإذاعي الذي خصصّه رئيس الوزراء هذا الأسبوع حول يوم الأرض الخالد الذي يحييه بعد غد أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجدهم، حيث قال: " يُحيي شعبنا الفلسطيني في كل مدينةٍ وقرية ومخيم وخربة ومضرب بدو، وفي كل شبرٍ من بلادنا، كما في منافي الشتات، ومعهم كل مناضلي الحرية في العالم، الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأرض الذي يتواصل عاماً بعد عام، وما زال نضال شعبنا على مدار هذه السنوات مُستمراً من أجل استرداد حقوقه، ومُتمسكاً بأرضه وبحقه في الدفاع عنها وحمايتها من مخططات الاقتلاع والتهجير والمُصادرة وهدم المنازل".
وأكد فياض على أن يوم الأرض الخالد تحول إلى عملٍ يومي، وصمودٍ أسطوري عنيد من قبل كل أبناء شعبنا في مواجهة الاحتلال والاستيطان والتدمير وإرهاب المستوطنين.
وقال: "لقد بات واضحاً، للعالم أجمع، جوهر ومضمون الصراع الجاري على أرضنا كصراعٍ بين إرادة البناء والحياة من أجل الحرية التي يتطلع إليها شعبنا في مواجهة سياسة فرض الأمر الواقع والاحتلال والاستيطان والحصار ومحاولات إسرائيل حرمان شعبنا من حقه في العيش بكرامةٍ وحرية في وطنٍ مُستقل لنا".
ووجه رئيس الوزراء خلال حديثه التحية إلى صنّاع وقادة يوم الأرض الخالد الذين رسموا صورةً أصيلة في التلاحم في هبتهم دفاعاً عن أرضهم وهويتهم وعروبتهم، وقال: "في هذه المناسبة التي تمتزجُ فيها صور الحياة بربيع الأرض ويتجدد فيها الأمل بالمستقبل، فإنني أتوجه بالتحية إلى صنّاع وقادة يوم الأرض الخالد في الجليل والمثلث والنقب، الذين رسموا في ذلك اليوم، مع أبناء شعبنا في عرّابة وسخنين ودير حنا، صورةً أصيلة من التكاتف والتلاحم في هبتهم ضد مصادرة أرضهم ودفاعاً عن هويتهم وتاريخهم".
وأشار إلى أن هذا اليوم تحول إلى مناسبةٍ وطنية شاملة تُذكر العالم بحقوق شعبنا وبإرادته التي لم تتراجع ولن تتراجع في سبيل نيل حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها حقه في العودة وفي تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام1967"، وقال: "ونحن نحيي هذا اليوم لا بد أن نستذكر شهداء يوم الأرض، وكل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن أرضهم وعن حق شعبنا في البقاء والحياة والحرية والاستقلال، وفي مقدمتهم زعيمنا الخالد أبو عمار".
وشدد فياض على أن شعبنا سطّر رواية شعب تجذّر في أرضه، واستخلص دروساً في الطريق نحو الحرية والانعتاق، وقدّم في كلُ مدينةٍ وقريةٍ ومخيم وخربة وفي مقدمتها القدس المُحتلة والأغوار، نماذجاً في المقاومة الشعبية السلمية الفعّالة، التي نجحت في إبراز طبيعة هذا الصراع وتعزيز نضال شعبنا ومكانة قضيته في أوساط مُتزايدة من الرأي العام الدولي، لا بل وحتى الإسرائيلي. وحيا رئيس الوزراء كافة المبادرات والجهود التي كرّست المقاومة الشعبية السلمية نهجاً في حماية الأرض وتحدي الاحتلال وإرهاب مستوطنيه.
وقال: "أحيي كافة المبادرات والجهود التي يخوضها حرُاس الأرض ونشطاء اللجان الشعبية، وكافة المؤسسات الأهلية والرسمية التي كرّست جميعها المقاومة الشعبية اللاعنفية نهجاً في تحدي ومقاومة الاحتلال وإرهاب مستوطنيه، والدفاع عن أرضنا وتعزيز صمود شعبنا عليها، وخاصةً في أرياف بلادنا المُهددة من الاستيطان وإرهاب المستوطنين". وأضاف: "أحيي الدور الذي تقوم به حركات التضامن الدولي ونشطاء السلام في إسرائيل لمساندة كفاح شعبنا من أجل الحرية والاستقلال".
واعتبر رئيس الوزراء أن حق شعبنا في حماية أرضه وزراعتها وإعمارها وملؤها بمظاهر الحياة والأمل هو حقٌ مُقدس، وقال: "إن سلطتكم الوطنية إذ تُدرك حجم التحديات والصعوبات التي تواجهونها في كفاحكم المتواصل لحماية هذا الحق، فإنها مُصممة على المضي قُدماً، والعمل مع كافة الأطراف، من أجل الاستمرار في خلق الوقائع الإيجابية على الأرض، وخاصةً في القدس المُحتلة والأغوار ومجمل المناطق المُسماة (ج)، بما في ذلك مناطق خلف الجدار، وعلى توفير كل أشكال الدعم والمساندة المُمكنة لتعزيز صمودكم وقدرتكم على الثبات والبقاء عليها، حتى يتمكن شعبنا من نيل حقوقه الوطنية المشروعة كاملةً".
وشدد فياض على أن الوفاء لتضحيات الآلاف من أبناء شعبنا الذين قدموا حياتهم من أجل فلسطين وحريتها، والوفاء لمعاناة الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، يُحتم علينا تطوير وتكامل الجهد الوطني على الصعيدين الرسمي والشعبي لمواجهة الاستيطان والجدار والاحتلال والمُضي بمشروعنا الوطني لانتزاع حقنا في الحرية والاستقلال.
وفي نهاية حديثه، وجه رئيس الوزراء كلمة إلى أبناء شعبنا، وقال: "أنتم حماة الأرض وبناة الدولة وصنّاع مستقبل فلسطين. معكم وبكم نبني فلسطين التي نحلُم بها. وإنني على ثقة بأن صلابة وإرادة شعبنا لن تضعف ولن تلين".