بغداد لا تخاف بل تنزف- كانت زمن صدام مليون ونصف نسمة والآن 6 مليون
نشر بتاريخ: 28/03/2012 ( آخر تحديث: 28/03/2012 الساعة: 15:18 )
موفد "معا" للقمة العربية ببغداد- من أصل 30 مليون عراقي والاحصائيات غير ثابتة، يسكن 6 مليون عراقي في عاصمة هارون الرشيد. فقد كان صدام يمنع اهل العراق ان ينزحوا الى بغداد ولا يسمح الا للعائلات التي توطنتها قبل العام 1952 ان تقطن فيها.. وبغداد مساحة كبيرة من الارض المستوية بحجم الضفة الغربية مليئة بالبساتين والتماثيل والمتاحف وبقايا الجيوش التي لفظت انفاسها على ضفاف نهر دجلة، وأبنية بالطوب الاحمر وشوارع لا مدى لها سوى الخيال بين عبق الماضي وامجاد الاولين، هنا كان هارون الرشيد يخطط ويفكر وهنا كانت زوجته زبيدة تتبختر بين نساء العراق وهنا كان ابو النواس يعاقر الخمر فيأمر الخليفة بحبسه ولكن وما ان ينظم قصيدة جديدة يعفو عنه ، وهنا كان علي بابا يبحث عن الاربعين حرامي في قوارير الزيت، ومن هنا انطلق سندباد الى مغامراته التي ملأت الدنيا واشغلت الناس، وهنا الاولياء الصالحين والاشقياء اللاهثين وراء المتعة والى هنا هرب سيدنا الحسين يستجير من سيف اليزيد بن الوليد، وهنا قال العباسيون كلمتهم واقاموا دولتهم، ومن هنا تحرّك الفاطميون نحو مصر وعلى هذا الجسر بكى العاشقون والمعارضون والمعذبون والمقهورون والمظلومون... من هنا ركضوا وهنا غادر جندي بيته ووعد زوجته ان يعود وباسرع وقت ممكن ، لكنه لن يعود.
ومن عادات الفارس العربي ان يجعل فرسه تشرب قبله، هنا كان الفرسان ينزلون عن ظهور جيادهم لتشرب الماء الزلال حتى ترتوي وتنتفخ بطونها ، وبعد ذلك ، بعد ذلك فقط كان الفارس العربي يمسد بحنان على ظهر خيله ويطمئن عليها قبل ان يشرب هو وليس مثل هذه الايام يشرب القائد اولا ومن ثم يؤذن للخيول المتصببة عرقا ان تشرب، ويقول علماء النفس ان علاقة الانسان بالحيوان هي علاقة ايحائية للانسان مع نفسه ، فكلما تعامل الانسان بلطف ورحمة مع الحيوان كلما دل ذلك على كيفية احترام الانسان لنفسه وكلما ضرب الحيوان واهانه انما يكون هو في داخله لا يحترم نفسه ويكره ذاته ويؤنبها حتى اعترفت جميع الجيوش ان خير من يتعامل مع الخيول والحيوانات هم العرب على مدى القرون الوسطى .. وهنا زخرف العرب سيوفهم قبل الذهاب الى جبال الاوروال والى البشناق ليزرعوا راية الله اكبر في بلاد لم يحكمها سوى الصقيع والبرد حتى يقال ان اهل سمرقند وتترستان وبشكيرستان خرجوا لاستقبال الجيوش العربية بالورود وتوسلوا اليهم ان لا يتركوهم مرة اخرى للبرد القارص واعطوهم القصور والجواري ليبقوا ... وهنا دندن الفراهيدي لحن النهوند الحزين ولحن الصبا الذي لا يعرف علماء الموسيقى حتى الان كيف يمكن للناس ان يبكوا ويرقصوا عليه في نفس الوقت ... وفي هذا الشاعر طرد الخليفة ابو العلاء المعري وقال له انصرف يا اعمى ، فاعتكف 25 عاما حتى كتب رسالة الغفران ، هونا وعلى درجة حرارة 52 مئوي كتب بدر شاكر السياب انشودة المطر!!!.
وهنا عاش ومات الروائي الفلسطيني الكبير بن مدينة بيت لحم جبرا ابراهيم جبرا ، ويعترف المثقفون هنا ان ايا من الكتاب لم يجد وصف بغداد واحياءها مثلما فعل جبرا ابراهيم جبرا في روايته ( صياودن في شارع ضيق ).
وتمر السنون وراء السنين ليعود الفلسطيني الى بغداد فيجدها تماما مثلما وصفها الروائي الفلسطيني - صياون في شارع ضيّق ، وكان يعيش هنا نحو 30 الف فلسطيني ثم ومع سقوط البعث واندلاع العنف واحتلال امريكا للعراق ، اصاب الفلسطينيين ضرر هنا لا سيما في حي البلديات المجاور لمدينة الصدر ، فانخفض عدد الفلسطينيين الى 15 الف ثم الان لا يوجد في بغداد سوى 6 الاف فلسطيني فقط ، وقد غادرها كل من يحمل جواز سفر او وثيقة ، حتى وصل الامر ترحيلهم الى البرازيل ودول امريكا اللاتينية.
وعن سبب العنف هنا والفلتان الامني ، يمكن تلخيص الكلام بنقطة واحدة ، ان خلايا عنيفة تعمل وفق اجندات سياسية اقليمية تلعب بامن العراق ، ولكن الاكثر خطورة هو عصابات الاختطاف المسلحة والتي تختطف الناس لتطالب بفدية مالية تقدر بعشرات الاف الدولارات ... واحيانا وفي حال عدم الدفع لا يعود الشخص المخطوف الى الحياة.. ويكفي ان نقول ان السفير المصري السابق ايهاب الشريف وغيره جرى اعدامهم... فكلما ازدادت قيمتك في الحياة وكلما كنت شخصا مهما عند اهلك او رجلا ثريا او سياسيا او رجل اعمال او تحمل جواز سفر دولة غنية كلما ازدادت فرصة اختطافك ومبادلتك بفدية او تلاقي وجه ربك.
|169523* فندق الرشيد|
|169525*وزير الخارجية رياض المالكي ومراسل معا|
|169530* وزير الخارجية المالكي|
|169522* السفير محمد صبيح والزميل عبد الرؤوف ارنئوط|
|169524* السفير بركات الفرا ووكيل وزارة الاقتصاد عبد الحفيظ نوفل|
|169528* اعلام الدول العربية وصبابا الاستقبال بلباس الجواري|
|169529* يافطات الترحيب بالاضاءة الالكترونية|