الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المنتدى الحضري في النجاح يوصي بالتعاون بين كافة الجهات لبناء الدولة

نشر بتاريخ: 01/04/2012 ( آخر تحديث: 01/04/2012 الساعة: 10:04 )
نابلس- معا- اختتم المنتدى الحضري الفلسطيني الأول فعالياته التي استمرت على مدى ثلاثة أيام في الحرم الجديد لجامعة النجاح الوطنية، بحضور عدد كبير من المسؤلون في الوزارات والهيئات الحكومية والمؤسسات والمنظمات الفلسطينية والدولية المعنية، ورؤساء وأعضاء البلديات والهيئات المحلية، والأكاديميون والطلبة والمختصون والخبراء، والمهنيون والمهندسون العاملون في القطاعين العام والخاص، والمهتمون من المؤسسات المحلية والمجتمع المدني والمنظمات الدولية والمؤسسات العامة والخاصة، والخبراء والمختصين الأجانب، ووسائل الإعلام المختلفة.

واشتمل المنتدى عدداً من الجلسات الحوارية تناولت أربعة محاور رئيسة هي تحديات التنمية الحضرية والإستراتيجيات المستقبلية، والإدارة والحكم الحضري، وسياسات وممارسات التخطيط العمراني، وقضايا الأرض والإسكان، وعدداً من الموائد المستديرة خاصة بالوزراء ومسئولي الوزارات، ورؤساء البلديات، والمخططين والخبراء، والقطاع الخاص، والشباب الحضري، وكذلك مجموعة من الجلسات الخاصة التي تناولت مواضيع هامة مثل التخطيط في المناطق ذات الخصوصية (مناطق ج، والقدس، وقطاع غزة)، والمدن الآمنة والحد من مخاطر الكوارث، ودور المرأة في البيئة الحضرية، والحفاظ على التراث الثقافي.

كما اشتمل المنتدى على معرض ضخم في باحات المعهد الكوري الفلسطيني المتميز لتكنولوجيا المعلومات في الجامعة.

وفي الجلسة الختامية للمنتدى، قام كل من الدكتور خالد القواسمي وزير الحكم المحلي، ورئيس المنتدى الحضري، والدكتور خوان كلوس نائب الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، والدكتور علي عبد الحميد مدير وحدة التخطيط الحضري والإقليمي في جامعة النجاح الوطنية ورئيس اللجنة العلمية للمنتدى، والدكتور عزام الحجوج مدير الإدارة العامة للتخطيط والتنظيم العمراني بوزارة الحكم المحلي ورئيس اللجنة التوجيهية للمنتدى، والدكتور نائل سلمان مدير البرامج في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ورئيس اللجنة التنظيمية للمنتدى، بعرض التوصيات التي خلصت إليها الجلسات الحوارية، الموائد المستديرة والجلسات الخاصة للمنتدى.

وكان من أهم التوصيات التي خرج بها المنتدى ضرورة تعزيز العلاقات والتنسيق بين الجهات الفاعلة في مجالات التنمية الحضرية المختلفة، وتعزيز قدرات المؤسسات الفلسطينية من أجل تطوير القوانين والأنظمة المناسبة على جميع المستويات، وتوفير سياسات وأدوات تخطيطية فعالة لتطوير التجمعات العمرانية كتحدي أساسي أمام معطيات بناء الدولة الفلسطينية، والحاجة لتنفيذ سياسات وطنية للإسكان الفلسطيني، وتعزيز وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص في قطاع الإسكان والاستثمار السكني، والعمل على رفع القدرات الفنية والبشرية للبلديات الفلسطينية والانتقال نحو البلديات الإلكترونية، والاهتمام بموضوع المباني صديقة البيئة وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، وتعزيز استقلالية شبكة الكهرباء الفلسطينية، وضرورة تأسيس جمعية خاصة بالمخططين الفلسطينيين وتنظيم ممارسة مهنة التخطيط، الحاجة الماسة لبناء إستراتيجية فلسطينية للحد من مخاطر الكوارث، إشراك الشباب والمرأة في عملية التخطيط العمراني، تطوير مناهج مدرسية تدعم التخطيط، مراعاة احتياجات المرأة وجميع الفئات المهمشة في عملية التخطيط التنموي وربطها بالتخطيط العمراني، أهمية الحفاظ على الموارد والتراث الثقافي والحضاري في المدن والبلدات الفلسطينية وأخذه بعين الاعتبار في المخططات الهيكلية وضرورة الإسراع بالمصادقة على قانون الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني. وأكد جميع المشاركين على ضرورة استدامة تنظيم هذا المنتدى خلال السنوات القادمة وأن يتم تأسيس أمانة خاصة بالمنتدى الحضري الفلسطيني تضم الجهات ذات العلاقة والاختصاص بالتنمية الحضرية والتخطيط العمراني.

واختتمت فعاليات المنتدى بالقاء كلمات ختامية من الجهات المنظمة للمنتدى، وفي كلمة جامعة النجاح الوطنية التي قدمها الدكتور علي عبد الحميد بالإنابة عن رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، شكر الدكتور حمد الله جميع الحضور والمشاركين والخبراء الأجانب والفلسطينيين على مشاركتهم وأكد استعداد الجامعة التام للتعاون مع كافة الجهات الشريكة لاستمرارية هذا المنتدى في الأعوام القادمة إلى جانب دعمها الكامل للأنشطة والفعاليات في مجال التخطيط والتنمية الحضرية بشكل خاص وكافة المجالات الأخرى.

وفي كلمته كرئيس للمنتدى الحضري الفلسطيني قدم الدكتور خالد القواسمي الشكر لجامعة النجاح الوطنية على مشاركتها في تنظيم المنتدى واستضافتها لهذا الحدث الوطني الهام، وشكر كذلك بلدية نابلس على مشاركتها في التنظيم والتحضيرات كمدينة مستضيفة، وقدم الشكر أيضاً لجميع الجهات الراعية والداعمة للمنتدى وهي باديكو القابضة، وشركة الإتحاد للإعمار والاستثمار، وصندوق الاستثمار الفلسطيني، والتعاون الإنمائي الألماني الفلسطيني (GIZ)، ومؤسسة التعاون البلجيكية (BTC)، والبنك الإسلامي للتنمية، وصندوق تطوير وإقراض البلديات، وبنك فلسطين، وشركة توزيع كهرباء الشمال.

أما الدكتور خوان كلوس المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية فأشاد في كلمته بالنجاح الكبير والإنجاز الرائع الذي حققته الجهات المنظمة في عقد وتنظيم هذا المنتدى على هذا الشكل وبهذا الحجم والحضور الكبير والنوعي للمؤسسات الرسمية والأهلية والخاصة وهذا العدد من الخبراء والباحثين والشباب والنساء، وقال بأن الفلسطينيين يملكون من الطاقات والإمكانيات ما يؤهلهم لتحقيق التنمية الحضرية ويجعلهم قادرين على تخطيط وبناء مدنهم وتجمعاتهم السكنية، وأكد كذلك على استعداد برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لتقديم الدعم والخبرة الفنية اللازمة في كافة المجالات ذات العلاقة بالتخطيط الحضري، وقال أيضاً بأن المنتدى الحضري العالمي الذي سيعقد مطلع شهر أيلول القادم في مدينة نابولي الإيطالية سيشكل منبراً هاماً للجهات الفلسطينية المعنية لنقل توصيات المنتدى الحضري الفلسطيني وعرض احتياجات المدن والتجمعات الفلسطينية وبناء شراكات وعلاقات تعاون مع الجهات الدولية المختلفة، وقدم الدكتور خوان كلوس شكره لجامعة النجاح الوطنية على استضافتها لهذا المنتدى وأبدى إعجابه بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه الجامعة.

واشتمل الحفل الختامي للمنتدى على حفل فني شاركت به فرقة كنعان للتراث والفلكلور الشعبي التابعة لجمعية مركز حواء للثقافة والفنون بنابلس. وفي الختام قام كل من الدكتور علي عبد الحميد رئيس اللجنة العلمية للمنتدى، والدكتور نائل سلمان رئيس اللجنة التنظيمية للمنتدى بتوزيع الشهادات التقديرية على رؤساء الجلسات والخبراء الأجانب والفلسطينيين المشاركين في المنتدى، بالإضافة إلى تكريم الطلبة الفائزين بالجوائز عن مشاركاتهم في مسابقتي الصور فوتوغرافية والرسومات الفنية. وفي نهاية الحفل الختامي قدم الدكتور علي عبد الحميد شكره لكل من شركة توزيع كهرباء الشمال، بلدية نابلس، مديرية شرطة محافظة نابلس، وإطفائية بلدية نابلس، والهلال الأحمر الفلسطيني على جهودهم ودورهم المميز في تنظيم المنتدى وتوفير كل الدعم والمساعدة اللازمة لإنجاح الفعاليات المختلفة.

من جهة أخرى فقد تم في اليوم الثالث للمنتدى تنظيم جولة ميدانية في شمال الضفة الغربية شارك بها مجموعة من الخبراء الأجانب والفلسطينيين والطلبة بهدف الإطلاع على التحديات والمعيقات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي مثل الجدار الفاصل، المستعمرات، الحواجز والبوابات، وكذلك زيارة عدد من المواقع الأثرية والتاريخية مثل كنيسة برقين وبلدة سبسطية والبلدة القديمة بنابلس.