الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في ظل غياب البحر سكان الضفة الغربية يهرعون الى برك السباحة هرباً من الصيف

نشر بتاريخ: 29/07/2005 ( آخر تحديث: 29/07/2005 الساعة: 13:06 )
معا- تقرير اخباري- مع ارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف, وخصوصاً الموجة الاخيرة التي وصلت الى الجبال الداخلية, يجد سكان الضفة الغربية انفسهم في حالة مزرية حيث تصل درجة الحرارة في اريحا الى 45 مئوية في ساعة النهار وفي جبال القدس الى35 مئوية .

وتخلو منازل الفلسطينيين عادة من مكيفات الهواء, لان المناخ في منازلهم لا يحتاج عادة الى اكثر من هواية صغيرة, بل ان مجرد فتح زجاج النوافذ يكفي لتبريد المنزل بشكل معقول.

وفي حين يستخدم سكان المدن الساحلية وغزة البحر في غسيل همومهم ورشق اجسادهم برذاذ مالح بارد يبقى سكان الضفة الغربية محاصرين بالجدار الاسمنتي الذي بناه شارون والحواجز العسكرية التي تمنع عليهم سياقة سياراتهم الى خارج مدنهم وقراهم.

وقد لوحظ هذا العام لا سيما في العطلة الصيفية الطويلة وارتفاع درجات الحرارة ان سكان مدن الضفة يكثرون من التوجه الى برك السباحة التي اضطروا لانشائها في ظل حرمانهم من البحر, ومعظم هذه البرك لا تستوفي الشروط اللازمة او العناية الكافية او الحراسة الواجبة ولكنها بكل حال تسد قليلا من لهفة الاطفال وشوق الكبار.

ويتوافر في كل مدينة من مدن الضفة الغربية بركة سباحة واحدة على الاقل وخمس برك في المدينة الواحدة على الاكثر, ابرزها مدينتا بيت لحم واريحا باعتبارهن مدينتين سياحيتين تستقطبان الجمهور للاستجمام, ورغم ان هذه البرك اقيمت بعيدا عن الهنسة المطلوبة واحيانا بشكل ارتجالي الا انها نجحت في التخفيف من كرب المواطن .

مشكلة حقيقية تبرز هنا, وهي تذاكر الدخول, حيث يصل تكلفة ذهاب عائلة واحدة الى بركة سباحة في مدينة اريحا مثلاً الى 450 شيكلا ( مئة دولار) نصف المبلغ ( 30 شيكلا للبالغين و20 شيكلا للطفل الواحد) .

ويشكو الكثير من ارباب العائلات, شظف العيش, وصعوبة توفير هذا المبلغ الذي سيضاف اليه ولا بد وجبة غذائية ومرطبات, ما يعني ان معظم العائلات لا تملك القدرة على السباحة في بركة صغيرة لا تتجاوز مساحتها خمسين مترا في الغالب ويتهافت عليها المئات من الطفال في كل ساعة, ما يلقي باللوم على وزارة الحكم المحلي والمجالس البلدية.

والحق يقال ان البلديات في المدن الفلسطينية لم تسعى اصلا لاقامة اي بركة سباحة لسكانها ورغم ان المشروع ناجح من ناحية تجارية ويكن تشغيله في فصل الشتاء ايضاً.

السيد حسن عبد ربه مدير في وزارة الحكم المحلي يقول" ان هذا الموضوع متروك للقطاع الخاص, ولكنه لا يعفي البلديات من مسؤولية المبادرة والتحرك لاقامة متنزهات وبرك سباحة عامة للعائلات التي لا تفضل الذهاب للمناطق السياحية باهظة التكاليف".

وحول اذا كانت وزارة الحكم المحلي ستبحث في هذا الموضوع, قال السيد عبد ربه " سنبحث مثل هذه الاقتراحات, ونحث البلديات على وضعها في اولويات الميزانيات القادمة".

ولكنه لفت انتباهنا الى ان المستوطنات اليهودية تسرق مياه الضفة الغربية, وفي حين يسرف المستوطنون في اقامة برك سباحة ويبذرون في استهلاك المياه, تعاني مدن ومناطق كثيرة من النقص في مياه الشرب احيانا كثيرة وهو ما يجعل التفكير باقامة بركة سباحة مجازفة..... ثم يصمت قليلاً ويقول" مجازفة تستحق البحث.