الشعب الفلسطيني يواجه الخطوب - بين خطاب رئيس الوزراء وبين خطاب الرئيس
نشر بتاريخ: 15/12/2006 ( آخر تحديث: 15/12/2006 الساعة: 20:45 )
رام الله- معا- أكّد رئيس الوزراء اسماعيل هنية أنّ ما حدث في معبر رفح كان محاولة مدبّرة مسبقاً لاغتياله، ولفت الانتباه في هذا الصدد إلى أنّ كاميرات المعبر كانت تركِّز على الجمهور على الأرض وليس على المسلحين الذين كانوا فوق الأسطح، والذين كانوا يطلقون النار من وراء النوافذ.
وكشف هنية أنّ هناك معلومات تم جمعها خلال الساعات الماضية بشأن المتورطين في محاولة الاغتيال.
مضيفا "نقول لكل من يفكر بمنطق الاغتيال: نحن التحقنا بهذه الحركة لنكون شهداء لا لنكون وزراء", مؤكدا لجماهير حماس في غزة حماس إنّ "ما تتعرضون له من مكر بالليل والنهار ما هو إلاّ بضاعة الضعفاء"، وأنه "عندما تشعر الأطراف بضعفها أمام صمودكم وإرادتكم سيخططون ويمكرون".
وتحدث هنية خلال المهرجان الذي أقامته حماس في الذكري التاسعة عشر لانطلاقتها عن مدى التأييد لحركة "حماس" الذي لمسه في جولته الخارجية فقال ما جلست مع قائد أو زعيم أو مفكر أو باحث أو قطاعات من السياسيين والمفكرين؛ إلاّ وقالوا: أملنا في حماس في فلسطين المباركة".
وقال رئيس الوزراء "لا يصيبنّكم حزَنٌ ولا وجل، أنتم أبعد من الحدود، مكانتكم عظيمة عند أبناء شعبكم في الشتات، وعند القوى والقادة والفصائل" الفلسطينية في الخارج، مشدداً على أنّ "ميراث الأمة معقود برقابنا، ولن نفرِّط بميراث هذه الأمة".
وتطرّق رئيس الوزراء إسماعيل هنية إلى ما وقع يوم أمس الخميس (14/12)، من محاولة لاغتياله عند معبر رفح، فبدأ بالترحّم على مرافقه الذي سقط شهيداً، عبد الرحمن نصار، وأشاد به وأطلق عليه اسم "شهيد السيادة والكرامة"، لأنّ "الشعب أراد أن يثبت السيادة الفلسطينية على المعبر" وأن يعبِّر عن كرامته.
و استعرض هنية ما أثمرت عنه جولته الخارجية التي اختتمها أمس الخميس، مورداً بالتفصيل المكتسبات التي تحققت فيها، عبر زيارة كل من مصر وقطر والبحرين وسورية وإيران والسودان.
...................................................
من جهته انتقد المتحدث باسم حركة فتح في الضفة الغربية فهمي الزعارير، الخط العام والرسالة الرئيسية التي حاول رئيس الوزراء ايصالها للفلسطينيين والعرب والمسلمين، بالتمييز الكامل بين حركة حماس والتنظيمات الاسلامية الأخرى، فلسطينيا وعربيا واسلاميا، ووضعها على رأس التنظيمات تلك وفي مقدمتها، بقوله الصريح أن حماس هي "أمل الأمه وقياداتها وزعاماتها وعلمائها وكتابها"، وتأكيده أن حماس تحمل ميراث الأمه وتدافع عنه.
وقال الزعارير" في الحقيقة إن حماس تبتعد يوما بعد آخر عن اصولها الدعوية نحو مستقبلها السياسي وعلى قاعدة، الغاية تبرر الوسيلة"، والخطاب الديني الحمساوي لم يعد متبوعا بالسلوك الديني المنصوص عليه في الكتاب والسنه.
واضاف المتحدث باسم حركة فتح، "لقد غالى السيد رئيس الحكومة في الحديث عن حركته حماس التي ينتمي لها، ورد لها كل انجازات الشعب الفلسطيني، قائلا ، كيف يمكن أن تكون الانتفاضة الأولى إنجاز لحماس التي تأسست كحالة تطويرية لحركة الإخوان المسلمين في فلسطين، في 14/12/1987، بينما انطلقت الانتفاضة الأولى في 9/12/1987، وتبني الانتفاضة الثانية والانسحاب من غزه، وكأن حماس لا رديف لها في فلسطين، مشيرا في الوقت نفسه، الى الشعب الفلسطيني الصابر المرابط كانوما زال على هذه الحال منذ نكبته عام 1948، ولا ترد لهذه الحركه بغض النظر عن نضالاتها وكفاحها كجزء من نضالات الشعب الفلسطيني وقواه الكفاحيه التي التي انطلقت وناضلت في الخمسينات والستينات ولم تتأخر لنهاية الثمانينات.
وأستكمل الزعارير، إن رئيس الوزراء حاول نسب كل انجازات الشعب الفلسطيني بطريقة، تفتقد للموضوعية، الى حركة حماس، ولم يتبقى إلا أن تنسب الظواهر العلمية لحماس، من كسوف وخسوف وشروق للشمس، معتبرا، أن حماس ورئيس الوزراء كعضو قيادي فيها، " من حقه أن يتحث عن إنجازاتها، ولكن ليس من حق أحد أن ينسب انجازات شعب بأكمله لفصيله، أو أن يتناسى انجازات الشعب وفصائله المقاومه، وكأن التاريخ الفلسطيني بدأ منذ 25/1/2006".
وانتقد المتحدث، تجاهل رئيس الوزراء لحقيقة ما حدث على المعبر، وتلميحاته لوجود مؤامره تحاك بالليل والنهار ضد حكومة حماس، والذي يأتي منسجما مع موقف حماس المعلن عنه في مؤتمر صحافي صبيحة هذا اليوم، قائلا "بات الوضع أكثر خطورة من السابق، حين يضفي رئيس الوزراء صبغة رسميه وشرعية على اتهامات كيلت جزافا، وتحريض وتوعد بالقتل، متمنيا على حكومة حماس أن تحمل ذات الموقف الرئاسي المسؤول للأخ أبو مازن والرافض بقوة وحزم لأي انحدار نحو الدم"، وأوضح الزعارير في هذا الشأن، فتح لن تسمح بحرف اتجاه التحقيق في مجزرة أبناء بعلوشه الأطفال الشهداء، اسلام وأحمد وسلام، كما تحاول حماس، وتحمل حماس المسئولية الكاملة عن التصعيد الاعلامي عموما وضد الأخ النائب محمد دحلان خصوصا، محملا حماس أي سوء معنوي أو مادي بحق دحلان وقيادات فتح.