أبو دياك: المطلوب هو تمسك الجميع بالبوصلة التي تحدد أدبيات الوحدة الوطنية
نشر بتاريخ: 15/12/2006 ( آخر تحديث: 16/12/2006 الساعة: 00:20 )
رام الله- معا- قال علي أبودياك، أمين سر المكتب الحركي المركزي للحركة الأسيرة، "إن الوضع الفلسطيني الأمني أصبح على حافة الإنهيار، مثلما أوشك الوضع الاقتصادي على الانهيار، ويجب معالجة الأوضاع المتدهورة بحكمة وتعقل بعيدا عن منطق العصبية والثأر، مؤكدا أنه يجب النظر إلى القتلة على أنهم أعداء الشعب الفلسطيني بأسره، وليس من المقبول أن تستنفر الحكومة بكافة أتباعها وطواقمها عندما يتعلق الأمر بإطلاق النار على موكب رئيس الوزراء، بينما لا تقوم بأي تحرك مقنع للكشف عن قتلة الأطفال الثلاثة الذين سقطوا بسلاح لاقى إدانة واستنكارا ولعنة من الإنسانية جمعاء".
وأضاف "أن المطلوب الآن هو وضع حد ونهاية لهذه الأحداث المأساوية المرعبة التي أطاحت بكافة القيم والأخلاق الوطنية وحرفت السلاح الفلسطيني عن مساره واتجاهه الصحيح، ولا يتأتى أي حل إلا من خلال تمسك الجميع بالبوصلة التي تحدد أبجديات النضال الوطني وأدبيات الوحدة الوطنية التي أصبحت مجرد شعار يرفع على أكتاف دعاة الاقتتال والحرب الأهلية".
ودعا أبودياك الفصائل الوطنية إلى ممارسة دور أكثر فاعلية أمام هذا الانحدار الخطير الذي يهدد مستقبل الشعب الفلسطيني بكافة فئاته وأطيافه ويهدد مكانة القضية الفلسطينية، ويسيء إلى مضامين وأهداف النضال الوطني، ويشوه صورة الشعب الفلسطيني وتاريخه المعمد بدماء الشهداء الأبطال، ويزيد من معاناة الأسرى الفلسطينيين الأبطال القابضون على الجرح خلف أسوار السجون والمعتقلات الإسرائيلية، الذين قدموا حريتهم فداء لحرية الشعب الفلسطيني وأمنه وسلمه واستقلاله، والذين ينظرون بكل مرارة وألم إلى الحال الذي وصلنا إليه، ويتطلعون ويحدوهم الأمل بأن يخرج الشعب الفلسطيني في شتى أرجاء الوطن ليضع الأمور في نصابها الصحيح".
وأضاف أنه يجب إعادة صياغة الفهم الحزبي للتنافس والاختلاف، ووجه النصيحة لحركة حماس بالقول "أن الاحتفاظ بالأصوات الانتخابية للجماهير لا يكون بالتضليل واتهام الآخرين، وخلق الذرائع للفشل والقصور، وإنما يأتي من خلال الصدق والتصرف وفق أجندة وطنية فلسطينية تحقق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني بشكل يقنع المواطن وليس بمنهجية تستهين بعقليه الشعب الفلسطيني وقدراته وتجربته النضالية العظيمة".
وأكد أبودياك "أنه ليس المطلوب الآن أن نتقاذف بالاتهامات أحيانا وبالرصاص أحيانا أخرى، وليس المطلوب أن نتبارى بالكلام ونرتدي زورا ثوب البراءة ونحن نغرس أقدامنا في الوحل الذي خلفته الأحداث الإجرامية بحق مناضلينا وأطفالنا، ونتبارز بقوت الشعب وأمنه، ونخفي الحقائق خوفا من الدنس، وإنما المطلوب منا جميعا هو قول الحق وفعله، وإعلان الحقيقة وترجمتها على الأرض، وليس الهروب من الحرب الأهلية وإنما مواجهتها وبتر أذرع الداعين لها".
وأضاف أن الشعب الفلسطيني كله بانتظار خطاب الرئيس أبو مازن على أمل إيجاد خطوات عملية للخروج بالشعب الفلسطيني من هذا النفق المظلم، وإن الحركة الأسيرة المناضلة نشد على يد الرئيس ونقف بكل صلابة من خلفه وتدعوه لاتخاذ إجراءات حاسمة وحازمة بما يكفل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، ومواجهة حالة الفلتان الأمني والجريمة المنظمة واستعادة الأمن الاقتصادي والاجتماعي والشعور بالاستقرار الطمأنينة للمواطنين، ورفع أي غطاء أو شرعية عن جميع التصرفات والمسلكيات الحزبية التي تأتي في سياق التطرف والعصبية العمياء.