زراعة المقالة تحذر من كارثة غذائية
نشر بتاريخ: 03/04/2012 ( آخر تحديث: 03/04/2012 الساعة: 13:09 )
غزة- معا- رجحت وزارة الزراعة المقالة أن تزيد خسائر القطاع الزراعي عن مليار دولار، مشيرة إلى أن الأزمة الحالية تهدد بجفاف 140000 ألف دونماً مزروعة بالخضراوات والفواكه.
وحذرت الزراعة المقالة خلال مؤتمر صحفي عق اليوم في ميناء غزة من كارثة غذائية وشيكة ستلحق خطراً حقيقاً بالقطاع الزراعي بفرعيه "النباتي والحيواني".
وقالت إن قطاع الإنتاج الحيواني معرض –هو الآخر- لخسارة فادحة تهدد بنفوق مئات الآلاف من الدواجن وعشرات الأطنان من الأسماك في المزارع السمكية.
وأوضحت أن الأزمة ظهرت جلياً في الخسائر الجسيمة الفعلية التي تكبدتها المشاريع القائمة في كافة فروع القطاع الزراعي حتى الآن, والتي امتدت -أي الخسائر- إلى تهديد البنية التحتية للقطاع الزراعي، مبينة أن إجمالي الخسائر الفعلية حتى هذه اللحظة بلغ 633000 دولار.
وذكرت بأن قطاع الاستزراع السمكي تكبد من هذا الإجمالي ما قيمته 143000 دولار, فيما بلغت خسائر تجار وأصحاب ثلاجات تخزين البطاطس 490300 دولار.
وأكدت الزراعة أنها تبذل جهودا حثيثة وضخمة من أجل إدارة الأزمة ومنع تفاقمها, منوهة إلى أنها تواصلت مع سلطة الطاقة وهيئة البترول لتوفير الكميات اللازمة من الوقود وتوزيعها على المزارعين وأصحاب المزارع السمكية؛ ليتمكنوا من تسيير مشاريعهم.
بيد أن الزراعة قالت إن الكميات المتوافرة لديها "غير كافية" مع تزايد الاحتياجات المتوقعة نتيجة الارتفاع في درجات الحرارة، التي تتطلب حاجة أكبر من المياه لري المحاصيل.
وفي السياق ذاته؛ حذرت وزارة الزراعة المقالة من أن بقاء الأزمة على حالها سيكبد الصيادين خسارة كبيرة، خاصة أن موسم صيد "السردين" على الأبواب واستمرار توقف القوارب وحال الصيادين يعني خسارة موسم من أهم مواسم الصيد في العام.
ويقدر عدد الصيادين في قطاع غزة بـ3500 صياداً، يملكون قرابة 700 مركب هي الآن حبيسة ميناء غزة، ويعتاش من هذه المهنة ما يربو عن 70,000 مواطن فلسطيني.
وبينت الزراعة أن المزارع السمكية تعرضت لخسائر كبيرة نتيجة الأزمة, بسبب اعتمادها المباشر والأساسي على التيار الكهربي في توفير التهوية والأكسجين للأسماك.
وأشارت إلى أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربي ونقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات، أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من أسماك البلطي والدنيس الجاهزة للتسويق, موضحة أن الكمية النافقة بلغت 17.5 طن بقيمة مقدرة بـ135000 دولار.
وقالت إن محطة تفريخ خانيونس –على وجه الخصوص- عانت من نفوق أعداد كبيرة من زريعة الأسماك بكمية 150000 زريعة بقيمة مقدرة بـ 8000 دولار.
ويواجه قطاع الإنتاج الحيواني بكافة أفرعه مخاطراً جسيمة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، بحيث استدعى الأمر تدخلاً سريعاً لتجاوز حدوث كارثة تعصف بهذا القطاع.
ويوجد في قطاع غزة 14 فقاسة تتولي تفريخ أكثر من 3 ملايين بيضة شهريًّا, بحيث تغطى حاجة المربين من صوص اللاحم.
وتحتاج الفقاسات إلى الطاقة الكهربائية على مدار الساعة, لكن في ظل الأزمة الأخيرة ومع توافر الكهرباء لـ8 ساعات يوميًّا فقط, جرى تغطية باقي النهار(16) ساعة عن طريق المولدات الكهربية التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود يوميًا تقدر بـ2000 لتر سولار, يتم تغطية 200 لتر بالسعر الرسمي, والباقي يتم الحصول عليه بصعوبة بالغة وبأسعار مرتفعة. وفق الزراعة.
وذكرت الزراعة بأن المولدات التي يتم تشغيلها غير معدة للعمل المتواصل؛ لأنها مولدات للطوارئ، الأمر الذي أدى إلى حدوث أعطال متكررة فيها, وانخفاض نسبة تفريخ الفقاسات بما لا يقل عن 10%, إضافةً إلى تلف 30 ألف بيضة من بيض الفقاسات.
وفيما يتعلق بمزارع الدجاج اللاحم، فيتواجد بغزة 1340 مزرعة، تربى فيها 2200000 صوص في الدورة التي مدتها 40 يومًا وتغطي هذه الكمية حاجة القطاع من الدجاج اللاحم.
وقالت الزراعة إن تلك المزارع تحتاج للإضاءة الكاملة والمستمرة أثناء فترة الليل, وحسب برنامج توزيع الكهرباء تحتاج المزارع إلى إضاءة صناعية ليلية 16 ليلة شهريًّا.
وأضافت: "بسبب الأزمة الأخيرة والانقطاع المفاجئ للتيار الكهربي وعدم توفر الإضاءة, فإن ذلك يسبب تراكم الصيصان فوق بعضها مما يسبب حالات نفوق بنسبة لا تقل عن 5%, كما أن عدم حصول الصوص على الإضاءة يعني عدم حصوله على الغذاء والماء لمدة طويلة ما يسبب تأخرًا في نموه وزيادة في التكاليف التشغيلية بنسبة 5% عن التكاليف العادية بسبب تشغيل العمال لعدد ساعات أكبر".
ويوجد في القطاع –إضافة لما سلف- 127 مزرعة دجاج بياض منتجة، تغطي كامل حاجة غزة من بيض المائدة, وتحتاج تلك المزارع إلى إضاءة لمدة 17 ساعة يوميًّا, منها 11 ساعة إضاءة طبيعية و6 ساعات إضاءة صناعية.
وأكدت الزراعة أن الأزمة القائمة وعدم توفر الإضاءة الكافية، سبب بانخفاض انتاج تلك المزارع بنسبة10- 15%, ما سبب عجزًا عن توفير كامل الاحتياجات من بيض المائدة، مشيرة إلى أن المولدات تحتاج في حالة إضاءة تلك المزارع عن طريقها إلى 24 ألف لتر سولار شهريًّا.
وفي سياق متصل حذرت وزارة الزراعة من توقف آبار قطاع غزة بصورة شبه مستمرة، مؤكدة أن ما 85% من الآبار توقفت عن العمل، الأمر الذي يعرض الموسم الزراعي للخطر، ويؤذن بتهديد الأمن الغذائي.
وقالت إن تعطل تلك الآبار يؤثر سلبًا على محاصيل الخضار, التي بلغت مساحة المزروع منها لهذا العام 82,000 ألف دونم، مزروعة بالبطاطس والخيار والبندورة والبطيخ والبصل والشمام والمحاصيل الورقية، تمثل بإجمالها سلة الغذاء للمواطن الفلسطيني, حيث تم تقدير إنتاجها بـ246,000 طنًّا.
وأشارت الزراعة إلى معاناة التجار وأصحاب الثلاجات من أزمة الكهرباء والوقود المتفاقمة.
وأكدت إتلاف 580 طناً من محصول البطاطس المخزنة التي تبلغ كميتها 1400 طن، وبهذا تكون الخسارة الإجمالية من البطاطس لهذا القطاع 232,000 دولار ناتجة عن الإتلاف, و258,30 دولار ناتجة عن بيع البطاطس بسعر زهيد لمربي الأبقار.
أما بالنسبة للبستنة الشجرية البالغ مساحتها 62000 دونماً بغزة, فتوقعت الزراعة ظهور آثار الأزمة في صورة فشل عقد الأزهار وتساقط الثمار نتيجة العطش, وبالتالي تراجع كميات الإنتاج إلى الحد الحرج في محاصيل الزيتون والحمضيات والبلح والعنب واللوزيات.