كلية فلسطين الاهلية الجامعية تنظم المؤتمر الوطني الثاني
نشر بتاريخ: 04/04/2012 ( آخر تحديث: 04/04/2012 الساعة: 10:50 )
بيت لحم- معا- افتتح في بيت لحم، يوم أمس، أعمال المؤتمر الوطني الثاني حول" برامج التربية الخاصة في الجامعات الفلسطينية / الاتجاهات الحديثة لمتلازمة التوحد " بتنظيم من مركز التربية الخاصة في كلية فلسطين الأهلية الجامعية في بيت لحم.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الأضواء على أهمية برامج التربية الخاصة وبشكل خاص حول متلازمة التوحد في فلسطين، وخلق مساحات تفكير بين جميع المؤسسات والفعاليات والجهات المعنيين بالتوحد فلسطينيا ودوليا، والى تظافر الجهود مع المؤسسات الدولية لوضع توصيات وخطط واقعية لرعاية وتعليم وتأهيل وتدريب أطفال التوحد والعناية بعائلاتهم وتمكينهم للدفاع عن حقوقهم.
وحضر حفل افتتاح المؤتمر محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ووزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري، والدكتور غسان أبو حجلة رئيس كلية فلسطين الأهلية الجامعية، وريما الكيلاني ممثلا لوزيرة التربية والتعليم لميس العلمي، وقنصل التعاون البلجيكي جيرارد كوكس، والدكتور تيسير عبدالله رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، ونشأت فيلمون ممثلا لجمعية الكتاب المقدس، وداود الزير رئيس إدارة مجلس أمناء كلية فلسطين الأهلية، والبروفيسورة ريتا سيدولي من الجامعة الكاثوليكية في ميلانو، والباحثة إيلي آشلي من جامعة بريمنجهام في بريطانيا، ومدير تربية بيت لحم سامي مروة، والأستاذ الدكتور محمد السبوع مدير عام رئيس الهيئة الوطنية للجودة والنوعية في وزارة التربية، وعدد كبير من الباحثين والخبراء والأكاديميين من الجامعات الفلسطينية والعالمية.
ورحب الاستاذ الدكتور غسان أبو حجلة رئيس الكلية الجامعية ورئيس المؤتمر في كلمته الافتتاح بالمشاركين في المؤتمر الوطني الثاني حول برامج التربية الخاصة في الجامعات الفلسطينية " الاتجاهات الحديثة لمتلازمة التوحد" مؤكدا بأن هناك تطوراً نوعياً وكمياً طرأ على منظومة خدمات التربية الخاصة في فلسطين وكافة الوطن العربي يواكب التوجهات العالمية الحديثة في هذا المجال.
وقال إن صدور قانون حقوق الأشخاص المعوقين لسنة 2007 كان من أهم المؤشرات الدالة على الاهتمام النوعي بالأشخاص ذوي الإعاقة وحقوقهم، وضمان حياة كريمة لهم، كما ان العالم أصبح يحتفل في الثاني من نيسان من كل عام باليوم العالمي للتوحد.
وعبر عن أمله بأن تتحول فئة الأطفال ذوي التوحد إلى فئة قادرة على المشاركة والعطاء، وهو ما دفع مركز التربية الخاصة في كلية فلسطين الأهلية الجامعية إلى التعاون مع العديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية من أجل عقد هذا المؤتمر والعمل على إنجاحه. وإن هذا المركز أصبح مفخرة لفلسطين وللكلية لما يقدم من خدمات في هذا المجال.
وشكر الدكتور أبو حجلة وزارة التربية والتعليم ممثلة الأستاذة لميس العلمي على رعايتها لهذا المؤتمر والأستاذة ماجدة المصري على دعمها من خلال حضورها الكريم ووزارة الصحة التي تعمل على إعداد البرامج التشخيصية والعلاجية لهذه الحالات، وكافة المؤسسات الداعمة لهذا المؤتمر، وعلى رأسها الوكالة البلجيكية للتنمية وجمعية الكتاب المقدس الفلسطينية ووكالة معاً التي ستقدم الدعم الإعلامي لهذا المؤتمر.
وقال الدكتور سامي باشا مقرر المؤتمر، مساعد الرئيس لشؤون الجودة والبحث العلمي ومدير مركز التربية الخاصة أن هذا المؤتمر يعتبر المؤتمر الوطني الثاني لبرامج التربية الخاصة في الجامعات الفلسطينية الذي يقيمه مركز التربية الخاصة في كلية فلسطين الأهلية الجامعية، وهو يمثل امتداد لمسيرة وطنية أكاديمية أرادت تسليط الأضواء على أهمية البرامج الجامعية التعليمية التاهيلية في مجالات التربية الخاصة، والتي بدأت منذ عدة أعوام عندما تم بناء أول أول برنامج اكاديمي فلسطيني من نوعه في مجال التربية الخاصة، وبالتعاون مع 14 زميل وزميلة من الجامعات الفلسطينية، بالإضافة إلى جامعات دولية من ايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وأضاف أن فكرة إطلاق حملة برامج التربية الخاصة تستند على توصيات الإستراتيجية الوطنية لتأهيل المعلمين، والتي تدعو للبدء بمثل هذه البرامج في الجامعات الفلسطينية، والى ما يمكن عمله في كل جامعة من اجل البدء بوضع بنية وهيكلية لمثل هذه البرامج ، مؤكدا أن وجود هذا الحشد من صناع القرار والأطباء، والباحثون، والمختصون الأكاديميون، واسر أطفال التوحد والمهتمون بقضاياهم، ومقدموا الخدمات من كافة التخصصات، والمساندون، وطلاب الجامعات والأقسام العلمية، والإعلاميون يشكل موقف أخلاقي وسياسي وأكاديمي بتميز.
وقالت الكيلاني أن افتتاح مؤتمر الاتجاهات الحديثة لمتلازمة التوحد يسلط الضوء على قضية باتت تشكل محور اهتمام خاص في المجتمع الفلسطيني على صعد مختلفة صحية، اجتماعية، تربوية لارتباطها بالاستثمار بقدرات الإنسان الفلسطيني مهما بلغت، مؤكدة أن اهتمام وزارة التربية والتعليم العالي بجميع فئات الأطفال يستند إلى منطلق حقوقي أولا، وثانيا من مسؤوليتها نحو التعليم العام والعالي.
وأضافت أن وزارة التربية والتعليم تؤمن أن متلازمة التوحد ليست أمرا خاصا أو معاناة أسرية بل قضية عامة، حيث يشكل عدم ايلائها الاهتمام اللازم انتهاكا لحق وهدرا لقدرات وطاقات أفراد يمكن لها أن تساهم في بناء المجتمع إذا توفر التشخيص المبكر والرعاية الأسرية الملائمة والبرامج التربوية المحفزة .
وأكد القنصل البلجيكي على أهمية انعقاد مؤتمر الاتجاهات الحديثة لمتلازمة التوحد، وشكر الجامعة الأهلية، والمؤسسات والخبراء والباحثين المشاركين في المؤتمر على اهتمامهم، بتحسين حياة وظروف أطفال متلازمة التوحد.
وأكدت الوزيرة المصري أن وزارة الشؤون الاجتماعية، والمجلس الأعلى لذوي العاقة، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، والجامعة الأهلية، والجامعات الفلسطينية، والمؤسسات المهتمة بذوي الاحتياجات الخاصة والشريكة، إلى تعزيز الشراكة فيما بينها، لمواجهة مشكلة متلازمة التوحد الاخذه في الاتساع، داعية إلى الاهتمام بمتابعة توصيات المؤتمر الوطني الثاني حول برامج التربية الخاصة في الجامعات الفلسطينية " الاتجاهات الحديثة لمتلازمة التوحد "، كون هذا الموضوع وحقوق أطفال متلازمة التوحد يعتبر من صلب اهتمامات هذه المؤسسات، وبشكل خاص وزارة الشؤون الاجتماعية، والمجلس الأعلى لذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن هذا الاهتمام نابع من زيادة واتساع مشكلة متلازمة التوحد .
من جهته أشار الدكتور تيسير عبدالله نائب رئيس جامعة الاستقلال إلى تشكيل لجنة من متخصصين من مختلف الجامعات الفلسطينية ، بهدف تقديم الأبحاث والدراسات لهذا المؤتمر، مشيرا إلى اتساع حجم هذه المشكلة، خاصة وان أخر المعطيات الإحصائية في الولايات المتحدة أشارت إلى انه من بين كل 80 طفلا يولد مصاب بمتلازمة التوحد.
جدير بالذكر أن الحكومة البلجيكية قامت بدعم المؤتمر ورعايته بالإضافة الى جمعية الكتاب المقس الفلسطينية التي رعت جزء منه وكان حضور كل من رئيس التعاونية البلجيكي السيد جييرت ديسيرانوا والسيد نشأت فليمون مميزا وخصوصا بالكلمات الداعمة والمشجعة للاستمرار في هذه المسيرة الأكاديمية لتطوير برامج التربية الخاصة في الجامعات الفلسطينية.
وقد شارك في المؤتمر الكثير من المؤسسات الخاصة والعامة وممثلي عن الكثير من الجامعات الفلسطينية ونخص بالذكر جامعة بيت لحم وبيرزيت والقدس المفتوحة والقدس والجامعة العربية الأمريكية والخليل لهم منا كل الشكر من اجل هذه المشاركة الفعالة والقيمة.
وقد استمرت أعمال على مدى يومين، وستتضمن عرضا لدراسات وأوراق علمية وتجارب ومداخلات وحلقات نقاش حول أبعاد موضوع مرض متلازمة التوحد، وسيفتح المجال للتعاون بين الجامعات الفلسطينية والعالمية لتطوير هذا القطاع ذو الأهمية، ووضعه على جدول البرامج المستقبلية الأكاديمية والبحثية.
وقد خرج المؤتمر بعدة توصيات تم تقسيمها الى توصيات عامة، وتوصيات لأصحاب القرار وتوصيات للمؤسسات ذات العلاقة بالتوحد، وللمدارس والمراكز التي تعنى بالموضوع وللجامعات والكوادر وأهالي أطفال التوحد. وقد تركز اغلبها في ايجاد فريق عمل من أجل وضع استراتيجية وطنية واضحة المعالم في مجال التوحد بالإضافة الى اطلاق حملة توعية بالتنسيق وبالتعاون ما بين الجهات المختصة والعمل على الحصول على ترخيص لإطلاق برامج التربية الخاصة في الجامعات الفلسطينية.
ومن المتوقع أن تخرج اللجنة العلمية بالبيان الختامي والذي سيتضمن بنودا مفصلا للتوصيات.