السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سوريا والرهان الخاسر

نشر بتاريخ: 04/04/2012 ( آخر تحديث: 04/04/2012 الساعة: 13:43 )
في خطابه الأخير، يجزم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن الرهان على إسقاط النظام السوري دولياً وعربياً قد انتهى، وأن حل الأزمة السورية لن يكون بتدخل عسكري دولي أو عربي، ولا بتزويد الثوار بالسلاح إنما بالحوار بين المعارضة السورية ونظام بشار الأسد وعلى أساس الإصلاحات الداخلية.

السيد نصر الله "سيد المقاومة" أسقط إرادة الشعب والمقاومة من حساباته ولم يراهن عليها، بل انحاز إلى النظام واعتمد على الخذلان الذي لقيه الشعب السوري من الجامعة العربية بمبادراتها، ومن القمة العربية بقراراتها الهزيلة، وكذلك فقد راهن نصر الله على بقاء نظام بشار بسبب تواطؤ مجلس الأمن الدولي معه والدعم الروسي لعصابته وشبيحته، وتلك لم تكن يوماً طريقة نصر الله ولا محور "المقاومة" أو "الممانعة" في التفكير والتعاطي مع قضايا التحرر والحريات والحقوق، بل هي طريقة مختلفة ويعلم السيد نصر الله بأنه مدفوع إليها دفعاً ولا يمارسها إلا اضطراراً.

واضح أن كلمة السيد نصر الله جاءت في سياق حملة الدعم المعنوي والنفسي لنظام بشار بعد إطلاقها من طهران، ولكنها في الحقيقة لن تساعد النظام الأسدي في الصمود أمام إرادة الثوار في سوريا، وكذلك فإنها لن تمنع تصدع وانهيار النظام معنوياً ومادياً، فالرهان على الغرب والعرب الرسميين غير الرهان على بقاء النظام السوري، قد نتفق مع السيد نصر الله على الأول ولكننا قطعاً نختلف معه في الثاني.

وبالعودة بالذاكرة إلى سنوات خلت، فإننا وقفنا مع "سيد المقاومة" في حربه مع "إسرائيل" وراهنا على قوته وصدق وعده ولم نراهن على المجتمع الدولي أو النظام العربي وكسب نصر الله المعركة وكسبنا الرهان، فنحن حينها لم نقف مع شخص نصر الله ولا مع حزب الله بل مع المقاومة وصاحب القضية العادلة كما هو الشعب السوري الآن، فهو يطلب الحرية والعدالة والكرامة في وطنه، ولا يمكن المساومة على الكرامة التي لا تقبل القسمة، ولا تتحقق بوجود أعداء الحرية والإنسانية والمبادئ، فالحق والباطل لا يجتمعان ولا حوار أو حلول وسط بينهما، وإن كان للباطل جولات وصولات فإن النهاية لا تكون إلا بانتصار الحق وأهله.