جامعة النجاح تعقد المؤتمر الدولي "السلم الاجتماعي من منظور إسلامي"
نشر بتاريخ: 04/04/2012 ( آخر تحديث: 04/04/2012 الساعة: 21:06 )
نابلس- معا- عقدت كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية المؤتمر الدولي السلم الاجتماعي من منظور إسلامي، وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
وحضر الجلسة الافتتاحية التي تولى رئاستها الدكتور ناصر الدين الشاعر، اللواء جبرين البكري، محافظ نابلس، والأستاذ الدكتور ماهر النتشه، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، وسماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، والسيد حسام ابو الرب، الوكيل المساعد في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية، والدكتور جمال زيد الكيلاني، عميد كلية الشريعة في الجامعة، وعدد من الشيوخ ورجال الدين من مختلف المحافظات الفلسطينية، بالاضافة الى طلبة كلية الشريعة في الجامعة.
والقى الدكتور النتشة كلمة جامعة النجاح الوطنية رحب فيها بالحضور والمشاركين في هذا المؤتمر، ونقل لهم تحيات أ.د. رامي حمد الله، رئيس الجامعة، وقال: إن جامعة النجاح الوطنية تسعد بكم وبكل المفكرين والعلماء من كافة ارجاء هذا الوطن".
وأضاف ان الإسلام وفي أهم مبادئه جاء بالتغيير في المفاهيم الاجتماعية عن طريق توثيق العلاقات الداخلية بالفكر الذي يتخلله التواد والانسجام والاستقرار الحق، واضاف تميّز الاسلام بالمسامحة بقوةٍ وصفاء وليس بالرؤية المشبوهة للإسلام كما يصورها البعض في عصرنا الحاضر والتي جاءت نتيجة تعدد المجموعات والأحزاب التي احتكمت الى الهوى والنزعة الحزبية أو الفكرية أو الاجتهادية، وأوضح أن البناء الصحيح في السلم الاجتماعي هو خير ضمان للأمن والاستقرار لأنه لا تطور ولا تقدم بدون الأمن.
والقى الشيخ حسين كلمة شكر فيها جامعة النجاح الوطنية على استضافتها للمؤتمرات العلمية، واضاف نفخر بجامعة النجاح على تقدمها على المستوى العربي والدولي، مشيرا الى ان انعقاد مؤتمر السلم الاجتماعي يعقد في ادق الاوقات التي يمر بها الشعب الفلسطيني وهو داعم قوي للمصالحة الفلسطينية، ورحب الشيخ حسين بكافة اللقاءات التي تعقد من اجل انهاء حالة الانقسام بين شطري الوطن.
كما تحدث الشيح حسين عن المضايقات التي يتعرض لها اهالي مدينة القدس من قبل الاحتلال الاسرائيلي والمحاولات المتكررة لتهويد المدينة المقدسة وطرد سكانها وبناء البؤر الاستيطانية على مداخلها وفي داخلها.
اما اللواء البكري فشدد على اهمية العنوان الذي يحمله هذا المؤتمر في خلق مجتمع متكامل متماسك يحتكم الى الاسس الحضارية في العيش السليم، مضيفا ان الوصول الى مجتمع سلمي يتطلب الاحتكام الى المجتمع الديمقراطي الذي يقبل بالتعددية ويختار من يمثله في كافة الميادين ويؤدي الى الانسجام التام بين شرائح المجتمع.
ودعا البكري الى الشفافية والوضوح مشيرا الى ان ذلك يساهم في بناء المجتمع الفاعل والبنّاء ويساهم في ارساء قواعد السلم الاهلي.
اما السيد حسام ابو الرب فتحدث عن وزارة الاوقاف مشيرا الى اهمية هذا المؤتمر وشاكرا جامعة النجاح على تنظيمه، وأكد ان وزارته تعمل دوما على ارساء مبدأ وثقافة اللاعنف ووحدة المساجد من خلال دعوة الخطباء فيها الى الدعوة للوحدة والتلاحم بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد.
وأضاف ان رسالة المساجد واحدة موحدة لا تقبل الوزارة بأي شكل من الاشكال على تزييفها او تحويلها عن مسارها التي وجدت من اجله وهو الدعوة الى الله.
وختم الدكتور الكيلاني الجلسة الافتتاحية بشكر الذين شاركوا بهذا المؤتمر والشركات الراعية والداعمة له، مؤكدا على اهمية السلم الاجتماعي من منظور الدين الاسلامي الحنيف، ودعا الجميع الى التكافل ورص الصفوف والوحدة الوطنية.
وناقش المؤتمرون العديد من القضايا من اهمها دور الصلح العشائري في تحقيق السلم الاجتماعي، ولغة الحوار وأثرها على السلم الاجتماعي، والوسطية في الخطاب الديني وأثره على السلم الاجتماعي، بالاضافة الى ضمان حقوق الأقليات وأثره على السلم الاجتماعي، كما ناقش المشاركون في المؤتمر اهمية الوحدة الوطنية من منظور إسلامي وأثرها على السلم اجتماعي، ومفهوم تداول السلطة وأثره على السلم الاجتماعي، واحترام حقوق المواطنة، والتعددية والتنوع العرقي وأثر ذلك على السلم الاجتماعي.
وهدف المؤتمر الى التواصل العلمي بين العلماء والباحثين في والجامعات والمؤسسات، وتعزيز الوعي الفردي والجماعي بمفهوم السلم الاجتماعي وأهميته وأبعاده، وتكريس هذا المفهوم وتعزيزه في الواقع العملي، خاصة في ظل ما تمر به الأمة والمجتمعات الإسلامية في الوقت الحاضر من ظروف ومتغيرات، بالاضافة الى الخروج برؤى واضحة وقرارات، تحاول تقديم معالجات عميقة للقضايا الاجتماعية المتعلقة بعنوان المؤتمر ومحاوره
يذكر السلم الاجتماعي يعتبر من أهم المفاهيم الاجتماعية المعاصرة، وهو مفهوم يقوم على أساس توثيق العلاقات الداخلية، بين أفراد المجتمع وقطاعاته ومؤسساته وفئاته مهما تنوعت دينياً وثقافياً وعرقياً وسياسياً، لتقوم هذه العلاقات على أسس متينة من التواد والترابط والتعاضد والانسجام والهدوء والاستقرار.
ويسود جو من الوئام الاجتماعي والاحترام المتبادل بين فئات المجتمع وقطاعاته المتنوعة وأفراده، وتنحسر مظاهر النزاع والخصومة والتوترات الاجتماعية المختلفة، ويقل الاحتكام إلى العنف في التعاملات الداخلية وحل الخلافات.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بترسيخ مبدأ الاختلاف والتعددية الدينية والثقافية والفكرية والعرقية والسياسية، واعتماد مبدأ الحوار الدائم والمستمر بدل اللجوء الى القوة والاكراه، وترسيخ مبدأ العدالة الاجتماعية، وان مفهوم السلم الاجتماعي ومرتكزاته من اهم المقاصد التي تسعى اليها الشريعة الإسلامية، وكذلك تكريس مفهوم المواطنة.