الإثنين: 14/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

محافظ القدس يطلع وفدا فرنسيا على ممارسات الاحتلال

نشر بتاريخ: 05/04/2012 ( آخر تحديث: 05/04/2012 الساعة: 14:43 )
القدس- معا- استعرض محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني صباح أمس لدى استقباله وفدا فرنسيا من مجلس محافظة باريس الاقليمي الممارسات الاسرائيلية في المدينة المقدسة والتي تستهدف التضييق على المقدسيين وتقليص وجودهم في هذة المدينة من حيث منع التوسع الطبيعي وفرض قيود واجراءات تعجيزية خاصة في مشاريع الاسكان .

وقدم الحسيني رؤية واضحة للاحتياجات التنموية في القدس منوها الى ضرورة دعم المؤسسات القائمة حاليا والتي تشكل البنية التحتية للمدينة ويعزز وجود المقدسيين وهي مؤسسات ثقافية واجتماعية ورياضية ، واخرى تعنى بشؤون المرأة والطفل .

واوضح ان هناك ضرورة ملحة لدعم التخطيط الهيكلي للاراضي المقدسية والذي من شأنة ان يساهم في حل جزئي لمشكلة السكن وتسهيل عملية استصدار التراخيص اللازمة من بلدية الاحتلال في القدس ، مشيرا الى التكلفة الباهظة والتي لا يقدر عليها المواطن العادي ما يدفعة الى تركها او التعمير فيها بشكل تعتبرة البلدية الاسرائيلية مخالفا ، وهو ما تتذرع بة لدى شروعها باجراءات الهدم لعدم الترخيص .

ونوه الى وجود اكثر من 20 الف منزل مقدسي مهدد بالهدم ونصف هذا العدد قد تم هدمة لنفس الذريعة ، ويقطنها تقريبا نصف سكان المدينة ، وفي وفي واقع الحال لو تم التدقيق بهذا الامر سنصل الى ان الاجراءات التعجيزية التي تفرضها البلدية الاسرائيلية والتكلفة الباهظة من اجل الشروع بهذة الاجراءات والقوانين الجائرة التي تفتقر للبعد الانساني توقع المواطن بين فكي كماشة .. فإما الرحيل وإما المخالفة، وفي كلتا الحالتين يدفع الثمن باهظا لمجرد سعية الحفاظ على وجودةفي القدس ، ما يدعو الى دعم حقيقي مباشر ولو بشكل جزئي من اجل مواصلة الحياة في مدينتة ، والشروع بإجراءات التخطيط الهيكلي وسحب الذرائع من الاسرائيليين الذين يخططون لتفريغ القدس من الفلسطينيين وبالتالي تسهل عملية تنفيذ مشاريعهم الاستيطانية الاحلالية وبناء 58 الف وحدة استيطانية خلال العقد الجاري والابقاء على ما نسبتة 12 بالمئة من الفلسطينيين في هذة المدينة ، تمهيدا لتقليص اكثر سهولة في المراحل القادمة .

وأشار الى تبني محافظة القدس لمشاريع عديدة في هذا الشأن وهناك بعضا منها في طريقة الى النجاح ولكن شح الموارد المالية تجعلها تسير ببطئ شديد .

وتطرق الحسيني في شرحة الى البلدة القديمة ، مشيرا الى اهمية توسيع نطاق دائرة الترميم الجارية حاليا وغير الكافية ، حيث وجود أكثر من خمسة آلاف منزل لم يجري ترميم سوى الثلث حتى اللحظة واهمية هذة القضية تأتي من حيث الحقاظ على النسيج المعماري من جانب ، والمساهمة برفع مستوى معيشة القاطنين من جانب آخر فيما لو تم الترميم بشكل هندسي علمي.

وأكد ان عملية الدعم في هذة المجالات من شأنها الالتفاف على القوانين الجائرة التي تفرضها سلطات الاحتلال على المقدسيين ومن أبرزها قانون الاقامة الذي يمنح المقدسي حق الاقامة فقط في وطنة وليس المواطنة وبالتالي يمنح هذا القانون السلطة المحتلة حق سجب هذة الاقامة ما لم بتمكن المقدسي من إثبات مركز حياتة في المدينة ، موضحا ان هناك اكثر من 14 الف عائلة مقدسية جرى سحب اقاماتها منذ الاحتلال عام 1967 ، كذلك فإن عملية الدعم في مجالات الاسكان تشجع المقدسيين الذين اضطروا الى السكن خارج ما يسمى " حدود البلدية " جراء الجدار العنصري الى العودة ، وبالتالي تكون النتيجة الحفاظ على الوجود المقدسي الفلسطيني في القدس .

وأشار الحسيني الى الظروف الجغرافية المختلفة لمحافظة القدس حيث منطقتي جنوب شرق وشمال غرب ، وهي مقسمة بفعل الجدار العنصري وتتمتع بأهمية بالغة واستهداف خطير من سلطات الاحتلال ، ولا يمكن القفز عنها ، وبالتالي من الممكن ان تكون عملية الدعم لهذة المناطق عبر البلديات والمجالس المحلية الخاضعة لسلطة السلطة الوطنية الفلسطينية .

وفي الوقت الذي قدر فية الدعم الذي يقدمة الاتحاد الاوروبي في القدس والاراضي الفلسطينية ، أعرب محافظ القدس عن تحفظة من الاليات المتبعة حيث يجري تقديم المساعدات من خلال مؤسسات أجنبية واستثناء المؤسسات المقدسية والفلسطينية ، ما يقلل من فرص الاعتماد على الذات وإضعاف البنبة التحتية ، مشيرا الى وجوب التعامل مع المؤسسات القائمة كنواة للبنية التحتية للدولة المنشودة وتعزيز ثقتها بأدائها وتقديم الارشادات اللازمة للمساهمة في جعل القدس عاصمة لهذة الدولة .

ودعا الحسيني السلك الدبلوماسي الاجنبي في مدينة القدس الى تعزيز دورة في دعم الوجود اللفلسطيني وتحمل مسؤولياتة بشكل أكثر جرأة ومواجهة الاجراءات الاسرائيلية اللانسانية والتي تخالف أعراف الديموقراطية وحقوق الانسان ، مؤكدا في ختام حديثة ان السلام يبدأ من القدس وهو ما تعمل علية القيادة الفلسطينية ، وينتهي فيها حيث يعمل الاسرائيليون على دفنة في مشاريعهم الاستيطانية التوسعية .

بدوره استعرض رئيس الوفد الفرنسي روبيرتو رميرو نائب رئيس مجلس محافظة باريس الاقليمي ، الهدف من هذة الزيارة وهوتعزيز عملية التعاون مع فلسطين عموما والقدس على وجة الخصوص وبحث سبل وآليات هذا التعاون .

وأشار الى ان هذة الرغبة قوية حيث كثير من الفرنسيين والباريسين تحديدا قلقون من الوضع الفلسطيني في مدينة القدس ، وأبدوا استعدادهم القوي للتعاون مع الشعب الفلسطيني .

وركز في حديثة على أهمية التدريب المهني خاصة في قطاعات الترميم والتخطيط الهيكلي والمواصلات ، كنقطة بداية في عملية التعاون ، معربا عن املة في توسيع الدائرة لتشمل قطاعات اخرى تساهم في الحفاظ على الوجود الفلسطيني وترسيخ مبادىء السلام المنشود ، موضحا انهم خرجوا بهذا الانطباع لدى زياراتهم المختلفة لمؤسسات مقدسية حيث تلمسوا احتياجاتها ودورها في دعم جمهورها .

يذكر ان الوفد الفرنسي يتألف من أعضاء من أكبر حزبين في فرنسا وهما الاشتراكي والاخضر .