الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطّات من دورينا

نشر بتاريخ: 09/04/2012 ( آخر تحديث: 09/04/2012 الساعة: 13:38 )
بقلم: صادق الخضور

اقترب نهايات الدوري للمحترفين وللدرجة الأولى وكذا الثانية، والحراك الذي شهد انتظام المسابقات هو المؤشر الأول على نجاح الاتحاد مركزيا ومناطقيا في إدارة نشاط غير مسبوق، بأقل عدد ممكن من الهفوات وهو ما يستحق الإشادة.

القدس والخليل يحققان قصب السبق
هو موسم القدس والخليل إذا، ففي المحترفين الهلال والعميد تنافسا حتى الجولة الماضية، والفريقان حملا اسمي مدينيتهما وحلقا حيث تجرؤ النسور، وكذا كان الغزلان وهذا يؤكد أن ثلاثي القمة في المحترفين كانوا من المدينتين اللتين تمران بظروف غاية في التعقيد، ففي الهلال وفاء للأقصى، وفي الخليل وفاء للبلدة القديمة التي لطالما حرص أبناؤها على الشدّ من أزر العميد.

في الأولى ..أهلي الخليل تجاوز الجميع، وفاز بالسباق حتى قبيل اكتمال جولاته، في حين خان التوفيق أبناء سلوان فدفعوا ثمن نزيف النقاط بعد أن كان لقاء بيت لقيا مفصليا، ومنه توالت الزلات.

في الأولى ... الأنصار حقق الأسبقية ليواصل حمل لواء القدس في المحفل الكروي، وسار على منواله بيت أمر والجمعية وكلاهما من الخليل، وفي الشمال كان أن استعاد أبناء المركز الجنيني روحهم المتوقدّة ، فتأهلوا عن جدارة واستحقاق في وقت لا زالت فيه طموحات نادي جنين في الأولى حاضرة.
القدس والخليل وعلى النهج ذاته جنين، والحكاية تطول وتطول.

ازدواجية التدريب ..حقائق ومعطيات
كتب بعض الزملاء عن ازدواجية التدريب ووجود مدرب لفريقين في الوقت ذاته، وهنا نسجّل أن تجربة أبو الطاهر هذا الموسم مع هذا النهج لم تحظ بنجاح كبير، فالتجربة وإن كانت ناجحة مع الغزلان إلا أنها كانت فاشلة مع العساكر.

المدرب القدير خضر عبيد يواصل العمل مع فريقين، ورغم تأهل الأهلي إلا أن التأهل كان ممكنا قبل ذلك لكن في ظل تعادلات تأخر الحسم ووجد الأهلي نفسه قبل الجولة الأخيرة بفارق 4 نقاط، فجاءت نتائج السبت لتعيد الفارق إلى 7 نقاط.

ازدواجية التدريب ..قد تتباين وجهات النظر حيالها إلا أن المنطق يقتضي القول إن سلبياتها أكثر من إيجابياتها، وهو ما يستوجب وضع ضوابط صريحة ومعلنة الموسم المقبل حيالها.

تجربة الازدواجية .. نجاحها استثناء، ومخاطرها هي القاعدة، وبالتالي فإن وجود مراجعة لها ضروري.

في المقابل، نرى بعض الفرق بعشرة مدربين، فذاك مدربق داخل الميدان، وتسعة أو يزيد من على المدرجات، ومن شاهد بعض مباريات دوري الدرجة الأولى يلمس ذلك بوضوح لدرجة أن أحد المدربين المتطوعين من المدرجات واصل صراخه على لاعب مرر إلى فلان فما كان من اللاعب إلا أن أطاح بالكرة بعيدا تاركا التركيز ومتوجها نحو الجمهور للعتاب.

نعاود المطالبة بما طرحناه من ضرورة تنظيم ورشة عمل لتقييم الموسم، وتقديم توصيات وبإمكان إحدى الصحف مثلا تنظيم الحدث أو رابطة الصحافيين لنكون على موعد مع باكورة نشاطاتها قبل انقضاء فترة ولايتها.

دروس وعبر ............
من يدقّق في نتائج الفرق يلاحظ أن الفرق التي تصدرت وحظيت بالمقدمّة نالت هذا الشرف بفضل إجادة مدافعيها وحراس مرماها قبل إبداع مهاجميها، وهي نقطة يجدر أن تغيّر من انحياز الإدارات للتعاقدات مع المهاجمين على ما عداهم من مراكز.

في المحترفين.. يبرز خطّا دفاع الهلال والعميد، بعدد محدود من الأهداف المسجلة وهو ما يؤكد أن المدافعين المظلومين إعلاميا مظلومون من الإدارات والجماهير التي تهتف للمهاجم وتنسى المدافع، وفي الأولى يبرز خطّا دفاع الأهلي الخليلي والهلال الريحاوي بوجود عناصر خبرة فيهما وهو ما مكّن الفريقين من التميز، وفي الثانية جنوب لا يمكن القفز عن خط دفاع بات ظاهرة وهو خط دفاع بيت أمر والحديث يقترن أيضا بعنصر الخبرة.

خلاصة القول: حان الوقت لإفراد حيّز من الاهتمام بالمدافعين وحرّاس المرمى، وهنا لا يمكن القفز عن لاعبين كان هذا الموسم استثنائيا لهم على مستوى خط الدفاع ونبدأ بالحديث عن نديم البرغوثي وجهاد ربيع وكلاهما كان نجما فوق العادة، ولا ننسى محمد المصري قبل أن يغيب لظروف صحية، ورأفت عياد، وأحمد حربي من الأمعري، وعبد السلام سويركي المدافع صاحب المهمات الصعبة، وفي الحراسة نسجل وجود وفرة في المبدعين.

من دوري المحترفين
للموسم الثاني ..صراع الهدافين بين القائمة ذاتها، فملاعبنا لم تنجب هدافين جددا، وهذا ما يدفع للمطالبة بفتح باب التعزيز الخارجي في الموسم المقبل.

خلال الموسم الحالي .. هل كان مستوى اللاعبين المنتقلين من فرقهم إلى فرق جديدة أفضل؟ قطعا لا، فالأغلبية شهدت تراجعا في المستوى، وقلّة هي التي أبدعت.

العائدون من تجارب احترافية خارجية..تفاوتوا في المردود وإن كانت لهم بصمات واضحة، عبّر عنها كشكش بالتسجيل المتواصل في مرحلة ما، وفهد عتال بالإبداع اللامتناهي في مرحلة الإياب ليكون عريس المرحلة تهديفا وتحركّا، ونسجّل للاعبين العتال وكشكش تقديمهما نماذج رائعة في السلوك والانضباط داخل الملعب ليؤكدا أن الاحتراف ليس مجرد تسجيل أهداف بل هو عبارة عن مواقف.

لاعبون لعبوا في الإياب في غير مراكزهم ومنهم خالد سالم الذي تحوّل من الهجوم إلى الدفاع، وهنا نسجّل للاعب قبول التحدّي في ظل الغياب القصري لصمام أمان دفاع الغزلان محمد المصري.

مراد إسماعيل والعمور وكوارع والسويركي إبراهيم وأشرف نعمان.. حافظوا على مستوياتهم، في حين تطوّر مستوى أبو حبيب بشكل لافت، ولا ننسى عمر أردنية البديل العصري.

تفطنّت بعض الفرق في الإياب إلى ترفيع لاعبين شبان للفريق الأول ونسجّل للأمعري ولشباب الخليل أنهما مارسا هذا النهج بإبداع وهو ما سيوفّر للفريقين بدائل وخيارات إضافية شريطة ألا يتلاشى هذا الاهتمام في فترة ما قبل الموسم القادم.

من مسابقة الكأس
الأمعري في مواجهة فريق خليلي من جديد، وهذه المرّة أمام الأهلي، والمباراة ستكون حافلة بالإثارة على اعتبار أن الأمعري طامح في اللقب ويريدها خير إعداد للمشاركة الآسيوية، في حين يتوخاها الأهلي منازلة لبرهنة أنه حط الرحال في قمة الأولى لأنه جدير بذلك.

الظاهرية في مواجهة بلاطة ..لقاء العراقة.الجدعان والغزلان، والحيوية واللعب الأرضي والتناقل السريع للكرة .مباراة تستحق البث ، وفي الوقت الذي يواصل فيه أبو حبيب إبداعاته يواصل أبو بلال غياباته، ولولا عودة الروح للسباخي لكان خط الغزلان الأمامي في ورطة.

ترجي الواد في مواجهة إسلامي قلقيلية ..ومباراة قد تشهد مواجهة غسان علي لفريقه الأم، وقد يكون الشقيقان توفيق وغسان وجها لوجه، وستزداد الإثارة في حال كان الفيصل ضربات الترجيح.

هلال القدس في مواجهة البيرة في مباراة إعادة للجولة الأخيرة من الدوري، مباراة مثيرة خاصة بعد أن بات البيرة في وضع الغريق لا يخشى البلل، في حين يرنو الهلال لمراكمة نجاحاته.

بانتظار مباريات الكأس التي قد تبوح بنتائج مثيرة على اعتبار أن الأوقات الأصلية قد تقود لركلات الحظ، وحينها لا يمكن التنبؤ بما سيكون عليه الحال.