السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

كريم شاهين: مستوى الدوري السلوي مقبول لكنه ضعيف فنيا

نشر بتاريخ: 11/04/2012 ( آخر تحديث: 11/04/2012 الساعة: 16:05 )
رام الله- معا- بسام ابو عرة- قال المدرب القدير كريم شاهين ان مستوى الدوري العام لكرة السلة هذا العام مقبولا لكنه ضعيف فنيا لافتقاره للاعبين من ذوي المهارات العالية والفكر السلوي النير, ولضعف اللعب الجماعي والاساليب التكتيكية في المباريات ويغلب على الدوري الطابع التنافسي والعصبي.

واضاف : يجب اعطاء الفرق الفرصة للعب اكبر عدد ممكن من المباريات ذهابا وإيابا مع الفاينال 8 أو 4، فمستوى الفرق والدوري لن يرتفع إلا إذا لعبت الفرق واللاعبين اكبر عدد ممكن من المباريات.

كما أن هناك ظلم واقع على بعض الأندية من إقامة الدوري من مرحلة واحدة لعدم تكافئ الفرص من الدعم المادي والمرافق الرياضية وحيادية الصالات, وكان هذا الحوار:

• كيف تقيم مستوى الدوري لهذا العام فنيا وإداريا ؟
الدوري بشكل عام مقبولا، إلا انه فنيا ضعيفا فهو يفتقر للاعبين على مستوى عال من المهارات والفكر باستثناءات قليلة ويفتقر للتكتيكات والأساليب الخططية والعمل الجماعي على المستوى الدفاعي والهجومي، وهذا لا يعني عدم تنفيذ بعض الفرق لبعض الأساليب التكتيكية في المباريات، ومع هذا يغلب على الدوري الطابع التنافسي والعصبي، ففي القمة صراع على اللقب وفي القاع خوف وصراع على تفادي الهبوط ، فالمباريات تتسم بالتوتر والشد العصبي من اللاعبين والإداريين والمدربين والحكام فالدوري عمره قصير ولا يوجد فرص للفرق لتعويض خسائرها.

• أليس من الأفضل أن يجري الدوري في مرحلتيه ذهابا وإيابا من اجل إعطاء فرصة حقيقية للناديين المتنافسين ؟
يجب إعطاء الفرق الفرصة للعب اكبر عدد ممكن من المباريات ذهابا وإيابا مع الفاينال 8 او 4، فمستوى الفرق والدوري لن يرتفع الا اذا لعبت الفرق واللاعبين اكبر عدد ممكن من المباريات ,كما أن هناك ظلما واقعا على بعض الأندية من إقامة الدوري من مرحلة واحدة لعدم تكافئ الفرص من الدعم المادي والمرافق الرياضية وحيادية الصالات ومن حق أي ناد أن يلعب بين جماهيره التي تؤازر فريقها في ملعبها، وبهذا يصبح الدوري أكثر تنافسا وجاذبية ومتعة.

• ما هو رأيك في قرار الاتحاد تهبيط 4 أندية وهل هناك تكافئا للفرص بين الأندية في هذا المجال ؟
الاتحاد أعلن عن أجندته ويعمل وفقها بحيث يصل عدد فرق الممتازة إلى10، ولكن تقليل العدد إلى 10 لا يساعد على تطوير اللعبة لان عدد الفرق التي تشارك في دوريات الدرجات الأخرى كبيرا حوالي 32 فريقا ما يؤدي إلى تبعثر الجهود والإمكانات المادية، من هنا فزيادة فرق الممتازة يؤدي الى رفع مستوى الدوري بشرط تكافئ الفرص النسبية للأندية لانه يجب ان يكون في الدوري الممتاز 12 فريقا.

• كيف ترى تفاوت النتائج بين الأندية مثلا فوز رامين على بيرزيت وفوز بيرزيت على السرية وبيت ساحور ؟
هذا طبيعي لان مستوى الفرق بشكل عام متقارب باستثناءات بسيطة فهناك عدة مباريات في الدوري انتهت بفارق ضئيل جدا ومنها بفارق نقطة وكان متوقعا أن تنتهي بفارق كبير، ومن أسباب التقلبات بالأداء والنتائج هو ضعف الأداء الخططي المنظم بشكل عام. ومن الطبيعي أن تحدث المفاجآت في أي دوري في العالم.

• توزيع صالات المباريات على الأندية هل فيه توازن وعدل بين الجميع أم لا ؟
إذا لم يكن هناك حيادية في توزيع الصالات سيقع الظلم على أندية معينة من الناحية المعنوية والمادية والسفر والجمهور، فالحيادية مطلب شرعي للفرق. والاهم من ذلك يجب تحديد مكان وزمان إقامة المباريات عند جدولة المباريات قبل البدء بافتتاح الدوري مثل باقي أنحاء العالم ولا يحق الاعتراض إلا إذا كان هناك أسباب جوهرية لذلك و قبل بدء الدوري.

• ماذا تفضل أن يكون مدرب الوطني محليا ام أجنبيا ام الاثنين معا ؟
الحقيقة لا اعلم لماذا الإصرار على المدرب الأجنبي من قبل الكثير من اللاعبين والسؤال هل المدرب العربي يستطيع القيام بالمهمة التدريبية المطلوبة بدلا من الأجنبي. وهل من الموضوعية ان يحكم ويقيم لاعب لا يتجاوز عمره بكرة السلة 3 سنوات أو حتى 15 سنوات المدرب الفلسطيني بدون معرفة الإمكانات والقدرات الفنية والتدريبية التي يتمتع بها بعض المدربين الفلسطينيين الحاصلين على شهادات من الاتحاد الدولي الفيبا.

نجاح العملية التدريبية بحاجة لظروف وأوضاع ملائمة للعمل المؤثر سواء أكان المدرب فلسطيني ام أجنبي ام عربي.

ومع ذلك أؤمن أن المدرب الفلسطيني قادر على تنشئة وتطوير اللاعب الفلسطيني وتحقيق نتائج جيدة إذا ما توافرت الإمكانات المطلوبة لذلك وكذلك المدرب الفلسطيني انسب واقدر على فهم اللاعب والسلة الفلسطينية.

اما إذا كان المدرب الأجنبي او العربي هو الحل لمشاكل السلة والمنتخب الفلسطيني من وجهة نظر الاتحاد فليكن ذلك ولكن يجب أن يساعده مدربين محليين، فحتمية وجود المدربين المحليين كمساعدين لا مجال للشك فيه لقدرة المدربين الفلسطينيين على فهم طبيعة ونفسية اللاعب الفلسطيني.

• ما هي المعوقات والمشاكل التي تواجه المدرب المحلي ؟
المدرب الفلسطيني في معظم الأحيان مظلوم على جميع المستويات وخاصة بالأمور الفنية لأنه لم ولن يأخذ الفرصة الحقيقية لإبراز إمكانياته وتطبيق فلسفته التدريبية فهو يلاقي صعوبات خلال التدريبات والمباريات في تطبيق فكره التدريبي لأسباب تتعلق بظروف السلة الفلسطينية، عدم القدرة على استيعاب وفهم التدريبات الحديثة التي تتعلق بالعمل الجماعي الدفاعي والهجومي لا نظريا ولا على ارض الملعب بسبب التأسيس غير السليم الذي تأسس اللاعبون عليه منذ الصغر لان الظروف والأوضاع التدريبية غير ملائمة لتأسيس اللاعبين مثل الالتزام بالتدريب والوقت الكافي للتدريب واستمراريته بدون انقطاع وإقامة المعسكرات التدريبية والاحتكاك المستمر بالمباريات وغيرها من النشاطات وهذا هو سبب تأخر السلة.

اما على الجانب المعنوي فهناك خلل واضح في مفهوم العلاقة بين المدرب والإدارة والمدرب واللاعبين، وبشكل عام يعاني المدربون من عدم الاحترام والتقدير، في اغلب الأحيان لا يلاقي الدعم الإداري اي انه غير محمي من الإدارة ويمكن التضحية به من اجل لاعب معين، وبشكل عام يوجد تدخلات في صميم عمله الإداري والفني. وأصعب ما يواجهه المدرب هو نكران الجميل بالنسبة لفضل المدرب على اللاعبين في التدريبات والرعاية والاهتمام به.

• ما هو تقييمك لمستوى اللاعب المحلي ؟
بشكل عام العديد من اللاعبين لا يوجد عندهم اخلاص كاف بل يلعبون من اجل امور اخرى، ولا يوجد احترام ولا التزام ولا انضباط والتي تعتبر من أهم الأمور في كرة السلة لان العديد من اللاعبين لم يتم تنشئتهم على هذا الأساس فلم تترسخ عندهم هذه الأمور الحيوية، ويوجد نسبة كبيرة من اللاعبين لديهم قناعة بان النادي والمدرب بحاجة لهم ولا يمكن الاستغناء عنهم. اما من الناحية الفنية فاللاعبين بشكل عام يفتقرون إلى المهارات وخاصة المهارات بدون كرة ويفتقرون الى الفكر التكتيكي لان اللاعب لم يتأسس بالشكل الصحيح وغلب عليه عادات سيئة باللعب لا يمكن تصحيحها، ومع ذلك يوجد بعض اللاعبين الجيدين. اللاعب عندنا يتدرب على أكثر تقدير 100 ساعة تدريبية سنويا وهذا غير كاف نهائيا لتغطية اقل الجوانب التدريبية في اللعبة واللاعب لا يلعب أكثر من 20 مباراة سنويا وهذا من الأسباب التي أدت إلى عدم التحسن والتطور، بينما تجد دول مجاورة يتدرب فيها لاعب الميني باسكت او الناشئ أكثر من 250 ساعة تدريبية وأكثر من 40 مباراة، من هنا نلاحظ أداء اللاعبين في المباريات من ناحية الضعف الواضح في تطبيق المهارات مثل إضاعة التصويبات السلمية وقلة نسبة نجاح الرميات الثنائية والثلاثية والحرة وكثرة فقدان الكرة في المباريات وغيرها.

* هل هناك تقدم في مستوى اللاعبين بشكل أفضل من العام الماضي ؟
يوجد تحسن في مستوى بعض اللاعبين الناشئين والشباب على المستوى الفردي عن العام الماضي بسبب الاحتكاك بالمباريات، و ظهر بعض اللاعبين الناشئين الجدد يتمتعون بخامات ومهارات جيدة ولكن بشكل عام ينقصهم التطوير بالجانب البدني والتقني والتكتيكي وهذا لا يأتي إلا من خلال التدريب السليم والاحتكاك بمباريات لا تقل عن 30-40 مباراة سنويا والاشتراك في البطولات العربية والإقليمية والذي هو انعكاس حقيقي لمدى تطور اللاعبين.

* هل تفضل الاستعانة بلاعبين أجانب في الدوري ولماذا ؟
تجربة اللاعب الأجنبي فشلت بالسابق مرتين وتضررت بعض الأندية من هذه الخطوة، فمصاريفهم كانت عالية وكان يمكن استثمارها في تطوير جوانب أخرى من اللعبة. اللاعب الأجنبي يأخذ دور اللاعب الفلسطيني ويصبح الاعتماد الكلي عليه لان الأندية همها الفوز. ومن الأفضل وضع تعليمات تسهل عملية انتقال اللاعبين الفلسطينيين المغتربين إلى الدوري إذا رغبوا بذلك من اجل المساعدة في رفع مستوى اللعبة وعددهم لا بأس به ويمكن للأندية الاستعانة والاستفادة منهم.

* هل هناك اهتمام حقيقي بالفئات العمرية من قبل الاتحاد والأندية آم أن هذه الفئات هي اكبر المظلومين في اللعبة ؟
يوجد تقصير واضح ويضر بالسلة الفلسطينية فيما يخص الفئات العمرية وخاصة الميني باسكت مع أنها اللبنة الأساسية والمرتكز الرئيسي لتطوير كرة السلة والرافد الرئيسي للمنتخبات المستقبلية، من هذا المنطلق يجب الاهتمام بها ضمن خطة عمل طويلة الأجل بوضع نظام ثابت للبطولات للفئات العمرية وتنظيمها على فترة طويلة في السنة ومشاركتهم في دوريات المدارس والمعسكرات الصيفية ومدارس الموهوبين وتنظيم المهرجانات المحلية بكرة السلة ومسابقات 3 ضد 3 وضرورة المشاركة في البطولات الإقليمية والعربية والمهرجانات الدولية وتكوين منتخبات الفئات العمرية.

* كيف تقيم مستوى التحكيم وهل كان للتحكيم قرارات خاطئة غيرت نتيجة المباراة أو ساعدت فريق على حساب أخر؟
الحكم دائما للانتقادات فإذا فاز الفريق يكون الحكم كفؤ وعادل أما إذا خسر الفريق فهو ضعيف وظالم . حسب مشاهدتي لعدد من مباريات الدوري التحكيم بشكل عام جيد وبعض الحكام مستواهم جيد جدا ويقومون بواجبهم قدر استطاعتهم بالرغم من حساسية وصعوبة المباريات، مع هذا فان الحكام بشر يخطئون وقرار الصافرة يتخذ بأقل من الثانية والأخطاء تحدث في كل أنحاء العالم. إلا انه يجب البحث من قبل القائمين عن مواهب تحكيمية جديدة وصقلها وتنميتها.

* كيف تقيم الإعلام ومواكبته للدوري وهل هناك تحيز من الإعلاميين لفرق للاعبين معينين على حساب آخرين ؟
الإعلام في الدوري الحالي نشيط جدا وهذا واضح من خلال ازدياد الأخبار المتعلقة باللعبة والقراءات الفنية والتحليلات، إلا انه يجب تطوير الأداء في الأمور الفنية والقانونية المتعلقة بكرة السلة، كما أن تقييم أفضل لاعب وأفضل مدرب وأفضل حكم غير دقيق ويوقع الظلم على الآخرين لان التقييم يجب أن يكون قائما على أسس معينة وخاصة تقييم اللاعبين الذي يعتمد على الأرقام، إضافة إلى أن استقاء الأخبار والمعلومات يجب أن تكون من مصادر موثوقة ويكون فيها حيادية تامة.

* ماذا تنصح الاتحاد بالنسبة لانتقاء عناصر المنتخب الوطني وما هي المعايير السليمة لاختيار لاعبي الوطني؟
الاتحاد يقوم باختيار الطاقم التدريبي من مدرب و3 مساعدين على الأقل لانتقاء المنتخب الوطني الفلسطيني ويجب أن يكون للطاقم التدريبي القرار الأول والأخير في الانتقاء والقائم على أسس ومعايير سليمة. باختصار المعايير يمكن حصرها بالجانب الفني والنفسي.

عند اختيار اللاعبين يجب مراقبة المرشحين للمنتخب لمرحلة محددة من خلال مشاهدة المباريات وخصوصا المباريات الدورية مع مراقبة لياقة اللاعبين وإصاباتهم، وقبول لاعبين جدد، ويجب فهم شخصية كل لاعب وطموحه وسلوكه كفرد في المجموعة، واختيار اللاعب في المنتخب الوطني لا يعتمد فقط على مؤهلاته ومهاراته الفردية، ولكن قدرته على دمج مؤهلاته ومهاراته الفردية في الفريق من الناحية الدفاعية والهجومية فتطوير اللاعب هو هدف ولكن ليس الهدف النهائي.

المنتخب الذي يتكون من 12 لاعبا يجب أن يتضمن لاعبين بين 18-27 عاما، وثلاثة لاعبين اكبر من 27 عاما فخبرة اللاعبين الأكبر سنا في البطولات وحماس اللاعبين الصغار في العمر مكملان لبعضهما. يجب أن يتواجد لاعبان لديهم المؤهلات التنافسية والقدرة على حمل مباريات على عاتقهم، ويجب أن يتواجد لاعبان متخصصان في مهارات معينة وتكتيكية.

أما مراكز اللاعبين فهذا يفرضه ويتحكم به إمكانات اللاعبين الجسمية من حيث الأطوال والاحجام ولكن يفضل وجود 5C, PF و 7 لاعبين PG, SG, SF وبالنهاية تبقى وجهة نظر الطاقم التدريبي هي الفيصل في الاختيار.